رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 أكتوبر 2025 7:24 م توقيت القاهرة

أثر القرآن الكريم البالغ في النفوس

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله القائل في كتابه "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" والصلاة والسلام على رسوله القائل " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " ثم أما بعد، اعلموا يرحمكم الله أنه لا يقتصر إعجاز القرآن الكريم على أثره البالغ في النفوس بل إنه يمتد إلى ما هو أكثر من ذلك، فالقرآن الكريم فيه جواب لكل سؤال وحل لكل معضلة وهدي لكل سالك وراحة لكل قلق، وسكينة لكل خائف، فيه المواعظ والقصص، فيه التشريع والأحكام، فيه بيان حقيقة الكون والإنسان ولماذا خلق وما الهدف من خلقه وإلى أين يسير، فيه الجدل والحجاج، فيه الحجة والمنطق، فيه كل ما يحتاجه الإنسان في أمر دينه وتطهير نفسه وقلبه وتنظيم شئون حياته، وصدق الله العظيم إذ يقول. 

" ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلي ربهم يحشرون " فهل يعقل بعد هذا كله أن يكون القرآن الكريم صنعة بشر كلا وألف كلا، إنه لا يقدر على ذلك إلا رب عليم حكيم، وليس في قدرة البشر أن يأتوا بمثله أو ينسجوا على منواله، وصدق الله العظيم إذ يقول " قلن لئن اجتمعت الإنس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " لذلك من أراد تطهير قلبه من الشكوك، وتنقية نفسه من الأوهام وتنحية عقله عن الشبهات وتقوية اليقين في قلبه فعليه بمعايشة القرآن الكريم وتدبر آياته وقراءته آناء الليل وأطراف النهار، وفي هذا يقول محمد رشيد رضا " وإعلم أن قوة الدين وكمال الإيمان واليقين لا يحصلان إلا بكثرة قراءة القرآن وإستماعه، مع التدبر بنية الإهتداء به والعمل بأمره ونهيه، فالإيمان الإذعاني الصحيح يزداد ويقوى وينمي. 

وتترتب عليه آثاره من الأعمال الصالحة، وترك المعاصي والفساد بقدر تدبر القرآن، وينقص ويضعف على هذه النسبة من ترك تدبره، وما آمن أكثر العرب إلا بسماعه وفهمه، ولا فتحوا الأقطار، ومصروا الأمصار، وإتسع عمرانهم وعظم سلطانهم، إلا بتأثير هدايته وما كان الجاحدون المعاندون من زعماء مكة يجاهدون النبي صلي الله عليه وسلم ويصدونه عن تبليغ دعوة ربه إلا بمنعه من قراءة القرآن على الناس" وإن سيرة النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم مليئة بدلائل نبوته، ناطقة بصدق رسالته، فهى رسم تفصيلى لأحداث حياته ومجريات دعوته فمن يتأملها بصدق قلب وصفاء نفس يجد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا، وأمينه على وحيه صدقا، فيها كفاحه في سبيل توطيد أركان دعوته في الأرض وجهاده لرفع لوائها وإعلاء منارها.

وفيها بيان لحسن أخلاقه الذى أسر القلوب، وفيها عبادته وتبتله لربه، وفيها معجزاته وفيها تأييد الله عز وجل له صلى الله عليه وسلم ونصرته في وقت الضعف، حتى أتم الدين، وبلغ الرسالة وبعدما كان فردا وحيدا مات وعدد أصحابه ما يقارب مائة ألف نفس، ومازال العدد يتكاثر إلى أن وصل الآن مليار ونصف المليار مسلم، وإن أحداث هذه السيرة العطرة تنطق بلسان الحال أن كل هذه الأمور مجتمعة لا يمكن أن تكون إلا لنبي مؤيد من السماء، محفوف بالعناية من ربه ومولاه، وأنه لا يمكن أن يكون موفقا في دعوته مسددا في رسالته إلا بمعونة قدرة فوق قدرة البشر وحكمة تعلو حكمة البشر ومن هنا يزداد يقين قارىء سيرته ويعلم أن هناك ألطافا خفية، وقدرة إلهية عبدت له الطريق وذللت له السبيل حتى نصر الله به الدين، وأتم به الرسالة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
6 + 14 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.