رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 أكتوبر 2025 6:02 م توقيت القاهرة

الوطن هو هويتنا وفخرنا وسبيلنا إلى النهضة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظـه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صلي على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد اعلموا بأن إظهار حب الوطن يكون بالإلتزام في القوانين والأنظمة فيه، ومعرفة الحقوق والواجبات، والعمل بالمعاني التي أوصى بها الإسلام، مثل التعاون ونشر المحبة بين الأفراد ومحاربة العنصرية والأمانة والإخلاص والتسامح والعفو عند المقدرة، فهكذا يبني المواطنون أوطانهم بالسلوك والأفعال السليمة والإيجابية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 

فمهما فعلنا لا نفيك حقك يا وطني، فالوطن قدّم الكثير لأبنائه، فمهما حاولنا أن نوفيه حقه لا نستطيع ذلك، فهو هويتنا وفخرنا وسبيلنا إلى النهضة، ويرتبط بالروح والوجدان، فلا شيء يساويه في الدنيا أبدا، فما أحبك إلى قلبي يا وطني، وما أروعك من ذخر لنا نباهي فيه الأُمم والشعوب، ولكن أين المشكلة إذن، فالمشكلة في بعض الآراء الشاذة التي تبناها كارهي الأوطان ممن صور لهم أن حب الوطن والولاء له يعتبر ضد التعاليم الدينية حتى تجرأ ـحد قاداتهم وقال ما الوطن الا حفنة من تراب عفن، وكأن صفات كالوطنية والقومية أصبحا عارا على من إتصف بها، بالطبع لا يجب أن ننسى أن لأمثالهم أجندة خاصة بهم تهدف الى خلخلة جذور الإنسان التي تربطه بوطنه حتى يصير ولائه الأول للجماعة فتصبح بالنسبة له هي الأهم والأعلى. 

أما الأوطان حسب زعمهم ما هي إلا حدود وضعها الإحتلال وتقبلنا لها يعتبر قبولا لما فرضه من واقع، ولكن ما الغرض الحقيقي وراء هذا الخلط، فالغرض ببساطة هو خلخلة الجذور القوية التي تربط الإنسان بوطنه فنهون قيمة الوطن ونضعف هذه الجذور للوصول لهدف من خلال خطوات ثابتة وهي الخطوة الأولى خلخلة رابط الإنسان بوطنه فيسهل قيادته كما يحبون فيريدون ترسيخ فكرة أن الوطن حفنه من تراث عفن، فلا يصح وفقا لهم أن تنتمي له والأولى الإنتماء للدين، والخطوة الثانية هو إقناع الضحية أنهم المتحدثون الشرعيون بإسم الدين ومن ثم إنتمائك للدين معناه الفعلي وفقا لضلالاتهم إنتمائك للجماعة وإنقيادك التام لها هكذا تسلم الضحية زمام أمورها لأناس لهم غرض سياسي وأهداف موجهه كل هذا باسم الدين فأساءوا للأوطان وللدين نفسه قاتلهم الله تعالي. 

وللرد على هؤلاء نقول أولا حب الوطن فطرة منذ خلق الإنسان قبل وجود فكرة الإحتلال بمفهومه الحديث، وفات هؤلاء أن حدود كثيرا من الدول لم يضعها الإحتلال وإنما كانت ومازالت وستستمر حدودها كما هي عبر التاريخ، كما فاته أيضا أن حتى الدول المحتلة نفسها لها حدودا تاريخية لا تقبل التعدي عليها إذن ففكرة حدود الدولة قديمة قدم التاريخ ومبدأ حب الإنسان للأرض التي ينتمي لها قديمة منذ ظهوره على الأرض وليست بدعة ظهرت مؤخرا عندما ظهر الإحتلال، إذن فوجود الإحتلال أدعى أن يدفع الإنسان الى التمسك بأرضه وحدوده كاملة خاصة عندما يعلم أن هناك من يطمع في السيطرة عليها جزئيا أو كليا فمعنى حب الوطن بحدوده وجد في فطرة الإنسان قبل ظهور الإحتلال أصلا، فالوطن هو ذلك المكان الذي يعيش فيه الإنسان أبد الدهر، فهو مسكنه ومحل إقامته الذي يشعر فيه بالإرتباط والإنتماء إليه، فالوطن هو المنطقة التي تتولد فيها الهوية الوطنية للأفراد.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 12 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.