بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد لقد أمرنا الله عز وجل بالأمانه وتأدية الأمانه، الأمانة من أنبل الخصال وأشرف الفضائل وأعز المآثر، والتي يحرز بها المرء الثقة والإعجاب، وينال بها النجاح والفوز في الدنيا والآخرة وكفاها شرفا أن الله تعالي مدح المتحلين بها فقال "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" وقال صلى الله عليه وسلم " لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له " رواه أحمد، فالأمانة من الأخلاق الفاضلة وهي أصل من أصول الديانات وعملة نادرة تسعى لإقتنائها الشعوب والدول وهي ضرورة للمجتمع الإنساني.
لا فرق فيها بين حاكم أو محكوم، أو صانع وتاجر أو عامل وزارع ولا بين غني وفقير أو رجل و امرأة، فهي شرف للجميع ورأس مال الإنسان وسر نجاحه ومفتاح كل تقدم وسبب لكل سعادة، وفيما يلي أوجه هذه الرسالة المخلصة إلى الموظف المسلم في أي عمل كان وفي أي زمان أو مكان راجيا المولى عز وجل أن ينفع بها وأن يكون ما جاء فيها حجة لنا لا علينا وأن تكون من باب التواصي بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفيها أقول مستعينا بالله وحده، فيا أخي الموظف إختر لوظيفتك عملا شريفا طيبا مباحا لا يتعارض في أي شأن من شؤونه أو جزئية من جزئياته مع تعاليم الدين الحنيف ومبادئه العظيمة وقيمه الكريمة حتى يكون عملا مباركا وكسبه طيبا، وإياك والعمل الحرام أو العمل الذي فيه أدنى حرمة أو شبهة فإن خيره وإن كثر قليل جدا.
وكسبه وإن عظم خبيث أبدا ولا بركة فيه فقد روي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات " رواه أبو داود، فيا أخي الموظف اتقي الله في عملك وراقبه جل وعلا فإنه يراك في كل وقت وحين واحرص على أدائه بالشكل الذي يرضاه سبحانه وتذكر ما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " رواه أبو يعلى، ولا تنسي بارك الله فيك أن جلوسك في مكتبك وقضاءك لحاجة مراجعيك يعد عبادة تثاب عليها متى صلحت نيتك وإحتسبتها عند الله سبحانه، واعلم بارك الله فيك أن المسؤولية في الإسلام مغرم لا مغنم، فإصرف نظرك أن تظن أن المنصب وسيلة لك إلى السعادة، فلن يكون ذلك كذلك إلا إذا جعلته لله سبحانه وتعالى.
ويا أخي الموظف حافظ على مواعيد الحضور والإنصراف وإياك أن تتأخر أو تتغيب عن وظيفتك بغير عذر يجبرك على ذلك فكل راعي مسؤول عن رعيته، وكل موظف مسؤول عن وظيفته التي إن أحسن أداءها جوزي خيرا إن شاء الله تعالى وإن قصّر حوسب وعوقب والعياذ بالله من ذلك، ولا تنسي أن من عطل مصالح المسلمين ولم يقض حوائجهم وهو قادر على ذلك واقع تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم " من ولاّه الله شيئا من أمر المسلمين فإحتجب دون خلتهم وفقرهم، احتجب الله عنه دون حاجته وخلته وفقره " رواه أبو داود، فالله الله في الحرص على قضاء حوائج المسلمين وعدم تأخيرهم أو تعطيلهم، واعلم بأن في قضاء حوائج الناس تفريجا لكربهم وتيسيرا لأمورهم ومدعاة لكسب دعائهم، فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على محمد بن عبدالله؛ كما أمركم الله في كتابه وقال صلى الله عليه وسلم "من صلى عليّ صلاة واحدة، صلى الله عليه بها عشرا"
إضافة تعليق جديد