أهمية الإبداع الجماعي

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، ثم أما بعد ذكرت المصادر التربوية والتعليمية الكثير عن أهمية الإبداع الجماعي، وإن أكبر دليل على أهمية الإبداع الجماعي وخصوصا في المشكلات المعقدة إلى أن إختراع الترانزيستور الذي أحدث ثورة إلكترونية في العالم ظهر كنتاج لإبداع جماعي، ولقد أكد عدد من المبدعين أن الجماعة تستوعب المشكلات أكثر، وأن لدى الجماعة تنمو ظروف الصياغة والإعداد المتكامل للمشكلات، وأن في إطار الجماعة تتسع دائرة الرؤية وتوزع المهام، فهل نجتمع لنبدع؟ 

وهذا لا يعني أن الإبداع يستحيل تحققه فيمثل تلك الحالات المعقدة إلا في إطار الجماعة، وإنما المقصود التأكيد على أهمية العمل الجماعي الإبداعي، وإنه ليس هناك شك في أن ما سبق من حديث عن الإبداع وجوانبه المختلفة يصلح للإنسان رجلا وامرأة، سواء كان صغيرا وكبيرا، مديراً ومدارا، غير أن وظيفة المدير تنتظم أعمالا وأهدافا ذات خصوصية وخطورة بالغتين تفرضان توجيه خطاب إبداعي خاص للمدير ومن هنا تقول المصادر إن المدير المبدع هو من يقود مؤسسته إلى النجاح بعد توفيق الله  تعالي، ويتلمس المشكلات التي قد تفترس ذلك النجاح، إذن فالمدير المبدع هو من يتعرف على أسباب النجاح وقنواته ويتكلف في إمتطائها، وإن عوامل النجاح في المؤسسات التجارية والتربوية والتعليمية تدور حول عوامل خمسة حث عليها الإسلام ورغب في إستخدامها.

وتفعيلها في غير ما نص، وهذه العوامل هي الطاقم البشري، حيث إن المدير المبدع يعرف كيف يستغل من تحته من الموظفين والعاملين، ويدرك مواهبهم وإمتيازاتهم، ويفهم نفسياتهم ودوافعهم، ويحسن تشجيعهم ودفعهم، ويتقن تحريض أفكارهم وإستفزاز إبداعهم، ويضمن تفاعلهم مع بنك المؤسسة الخاص بإقتراحات التطوير وإستشراف المستقبل، وذكرت المصادر أنه في عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين ميلادي، تمكنت شركة تويوتا من توفير مناخ خاص لموظفيها وعمالها نتج عنه تقديم اثنين مليون إقتراح في ذلك العام بمعدل خمسة وثلاثون إقتراحا لكل واحد منهم، وقد استفيد من سبعة وتسعين بالمائة من تلك الإقتراحات، فماذا عن مؤسساتنا والإقتراحات؟ وكما أن من عوامل النجاح في المؤسسات التجارية والتربوية والتعليمية هو عامل الوقت. 

حيث يتصف المدير المبدع بالإستخدام الأمثل للوقت، ويعرف متى يجب أن يغير من الأساليب الإدارية والتنظيمية والنفسية، ويسرع في الإستجابة لطلبات العملاء، ويختار الوقت المناسب لإنزال المنتج الجديد، ويدرك أهمية الالتزام بالمواعيد، وكما أن من عوامل النجاح في المؤسسات التجارية والتربوية والتعليمية هو عامل الجودة تشكل الجودة العالية قضية يوليها المدير المبدع إهتماما كبيرا، لا سيما في وقت إشتدت فيه المنافسة، وإحتدم فيه البحث عن السلعة والخدمة ذات الجودة العالية في الجوهر والشكل والتصميم والحجم، وكما أن من عوامل النجاح في المؤسسات التجارية والتربوية والتعليمية هو عامل التكلفة، حيث باتت إدارة التكاليف بغرض تخفيضها تشكل محورا رئيسا لا في نجاح المؤسسات فقط، وإنما في قدرتها على البدء أو الإستمرار في العطاء، ومن هنا فالمدير المبدع هو من يستطيع إقناع الجميع بصورة بلورة برنامج تقشفي لتخفيض التكاليف، مع ضمان تفاعلهم عند تنفيذه في الواقع.