رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 أكتوبر 2025 7:17 م توقيت القاهرة

أهم أسباب نجاح الإدارة اليابانية

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين نحمد ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين سيدنا محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد ذكرت المصادر التربوية والتعليمية الكثير عن التفكير العلمي والإبداعي، وإنه عند تفكيرك في مشكلة معينة يجب إتباع أمور منها تحديد المشكلة بدقة وتعرية أسبابها بماذا تفكر، وتحديد الهدف من حل المشكلة ولماذا تفكر، وتحديد البدائل والحلول، الممكنة وكيف تصل لما تريد، وإختيار أفضل البدائل ومتابعة تنفيذه وكيف تصل إلى ما تريد على أفضل وجه، وحتي تتمكن أخي الكريم من حل أي مشكله ينبغي عليك أن تدرك عدة أمور منها تحديد المشكلة بدقة وتعرية أسبابها، وتحديد المشكلة بدقة. 

وما هي المشكلة؟ وكيف يشعر بوجودها؟ ولماذا تحدد؟ وكيف؟ وبعبارة بليغة موجزة تعرف المشكلة علي إنها إنحراف الواقع عما يجب، وهذا التعريف إن إردنا أن يتضمن المشكلة الماضية والمتوقعة إلى جانب المشكلة القائمة فيجب أن نقول المشكلة هي الإنحراف عما يجب، ولا يمكن أن تشعر بوجود المشكلة إلا من خلال معرفة واقع الحال، ومعرفة ما يجب أن يصير إليه ذلك الواقع، فإذا كان هناك إنحراف بين ما هو قائم واقعا وبين ما كان يجب أن يقوم، فإنه بإمكانك إدراك أن ثمة مشكلة معينة تحتاج إلى حل، ويمثل تحديد المشكلة بوابة العبور إلى جزيرة الحلول الملائمة، والقنطرة إلى الوصفات الناجعة، إذ لا وصف للدواء إلا بعد تشخيص الداء وهذا أمر بدهي لا يعوزه برهان، ولقد أجمع علماء الإدارة على أن من أهم أسباب نجاح الإدارة اليابانية أو التفكير الياباني. 

هو التركيز على تحديد المشكلة بدقة، وإمضاء وقت طويل لتحقيق ذلك بعكس البعض، إذ يفترضون دوما أن المشكلة واضحة لدرجة لا يجوز معها أن يضيعوا شيئا من الوقت في تحديدها، مع أنهم في حالات كثيرة يفكر كل واحد منهم في مشكلة تختلف عن تلك التي يفكر فيها الآخر، وهل إعتاد الواحد منا أن يسأل من يفكر معه عن المشكلة؟ وما هي المشكلة التي نفكر فيها؟ ولقد ثبت بالتجربة العملية أن من تطالبهم بالتفكير الجماعي في مشكلة معينة لم يسأل أحدهم الآخر عما يفكرون فيه، مع أنه بسؤال بعضهم تبين أن البعض كان في الشمال والآخر في الجنوب، أو في الشمال الغربي، وهنا نتلمس سببا رئيسا من أسباب إخفاق التفكير الجماعي وهو أنه يفكر بعضنا غربا وبعضنا الآخر شرقا، ويجب في حالة التفكير الجماعي أن تكون القناعة بأهمية المشكلة متجانسة أو متقاربة. 

ولا بد أن يكون إلمام المشاركين في التفكير الجماعي بتفاصيل المشكلة وأجزائها كذلك، كما أنه من البدهي تقارب مستوياتهم الفكرية والثقافية، وإلا فإنه يجب أن يصار إلى التفكير الفردي، إذ إنه حينذاك يصبح أكثر كفاءة وأعظم جدوى، وكما أن من الأمور المعينة على تحديد المشكلة هو أن توجه مجموعة من الأسئلة لنفسك، على أن تتناسب مع طبيعة المشكلة، فمثلا ما هو الخلل؟ أو ما هو النقص؟ أو ما هو الانحراف؟ أو ما هو الخطأ؟ وما هو الشيء الذي وقع فيه الخلل؟ وكيف؟ وأين يوجد الخلل في الشيء نفسه؟ ومتى لوحظ الخلل أول وآخر مرة؟ وهل الخلل في ازدياد أم في نقص؟ ماذا كان يجب أن يكون؟ وكيف كان؟ ومن هو المسؤول عن الخلل؟ وهل أنا جزء من المشكلة أم من الحل؟ وعندما تتلمس المشكلة يجب أن تفرق بين المشكلة الظاهرية العرضية.

وهي تلك التي تبدو في الوهلة الأولى بأنها هي المشكلة التي يجب حلها، غير أنه بالتركيز والعمق يتبين لك زيفها ويتعرى خداعها، وأن المشكلة الحقيقية هي ما يجب حلها والتركيز عليها، وهي قد لا تجود بنفسها لمن أصيب بالعجلة الذهنية وقد تحتاج لكي تكتشفها إلى إرتداء نظارة ذهنية ثاقبة، وعلى أهمية التأكد من مدى وجود المشكلة التي تعتني بالتفكير في إيجاد حل لها، حاول أن تقرأ الجملة التالية بصوت مسموع عند التفكير في مشكلة معينة يجب أن نتأكد من من مدى وجودها فعلا قبل المضي في إيجاد حل لها، فهل لاحظت تكرار من؟ هل قرأت كلمة من علي مدى بعيد؟ أم أنك إكتفيت بمن واحدة؟ فإن من الطبيعي أن تكتفي بواحدة، ذلك أن رؤية عينك تتأثر بما تفكر به، فأنت لم تتعود على تكرار حرف الجر مثلا.

ولا وعيك يوحي إلى عينك بعدم إمكانية مثل ذلك التكرار، وربما لا نستطيع أن نتغلب دائما وبشكل تام على مثل هذا الخداع، غير أننا نستطيع أن نقلل من تأثيره من خلال الإعتماد على أكثر من حاسة، فمثلا يمكننا إستخدام العين لإبصار شيء معين والأنف لشمه في آن، وعدم الإعتماد على ما تمليه علينا حواسنا فقط، فمثلا يمكننا القياس الكمي للشيء، وجعل العقل مفتوحا بحيث لا نستبعد شيئا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
4 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.