بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله على جزيل النعماء، والشكر له على ترادف الآلاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إمام المتقين، وسيد الأولياء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الأصفياء، وأصحابه الأتقياء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إن المعركة بيننا بين عدونا وعدو الله والإسلام والوطن هي معركة عقيدة فعدونا يحاربنا بالعقيدة فلا بد أن نحاربه بالعقيدة، وأن يكون الولاء لله ولرسوله وللمؤمنون، فنهانا الله تعالى عن موالاة غير المؤمنين وعدم الأمان لهم فقال سبحانه وتعالى " ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم " وبين سبحانه وتعالى أن من صفات جيل النصر والغلبة أنه يوالون الله ورسوله والمؤمنين، وعلينا أن نعلي من شأن أوطاننا وأن نعمل على نهضته اقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا في جميع المجالات.
بأن نشجع منتجات أوطاننا الإسلامية والعربية، وأن نقاطع منتجات عدونا على جميع المستويات، فهذا من الواجب علينا تجاه الأوطان، واعلموا يرحمكم الله أن الله سبحانه وتعالى جلت قدرته، قد خصّ أماكن بعينها بالبركة دون غيرها، علما بأن الأرض كلها هي أرض الله تعالي وأنه خلقها جميعا، ولكن الله سبحانه وتعالى فضل بعضها على بعض، فما أجمل أن نلتمس بركات الله ورحماته ومغفرته في تلكم الأماكن والبقاع المباركة، أول هذه الأماكن على الإطلاق، هي مكة المكرمة، حيث قال تعالى " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين " وثاني الأماكن من حيث البركة، هي مدينة رسول الله المصطفي صلى الله عليه وسلم، التي بوركت بمقامه فيها صلى الله عليه وسلم أثناء حياته.
وحتى بعد أن لحق بالرفيق الأعلى، وثالث أرض باركها الله سبحانه وتعالى، وجعل فيها البركة، هي القدس الشريف، وأما رابع أرض باركها الله فهي أرض سيناء في مصر الحبيبة، حيث قال الله تعالى " فلما آتاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسي إني أنا الله رب العالمين " فإنها أرض سيناء تلكم الأرض المباركة المقدسة التي خصّها الله تعالي بالبركات والنفحات والكرامات، وأي بركات وأي فضل أكبر وأعظم، من أن يختار الله عز وجل، هذه البقعة المباركة من أرضه للتجلي عليها دون غيرها؟ نعم هنا في مصر الحبيبة وبالتحديد على أرض سيناء، وتحديدا في جبل الطور، حيث دار هذا الحوار بين رب العزة جل وعلا، وكليم الله موسى عليه السلام، ونترك القرآن الكريم ليصور ويجّسد لنا هذا الحدث العظيم الكبير.
حيث قال الله تعالى كما جاء في سورة الأعراف " ولما جاء موسي لميقاتنا وكلمة ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلي الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين " ومم العجب من بركات وكرامات سيناء؟ ومنذ أول وهلة من بعثة نبي الله موسى، ورب العالمين يؤكد له قدسية وشرف هذه البقعة المباركة، فتأمل معي قوله تعالى وهو يخاطب كليمه موسى عليه السلام كما جاء في سورة طه " إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوي " فقد كان هذا هو أول أمر من الله تعالي لنبيه موسى، وهو أن يقوم بخلع نعليه فهو بحضرة مكان مقدس.
إضافة تعليق جديد