---
بقلم: اللواء/ أحمد سلامه
صباح اليوم، اندلع حريق مفاجئ في سنترال رمسيس، أحد أهم مراكز الاتصالات بالقاهرة، ما أدى إلى شلل مؤقت في خدمات الإنترنت والاتصالات ببعض المناطق، وسط حالة من القلق بين المواطنين والمؤسسات.
ورغم احتواء الحريق، إلا أن الحدث يجب ألا يمر مرور الكرام، لأنه ببساطة كشف هشاشة منظومة نعتمد عليها في كل تفاصيل حياتنا اليومية – بلا استثناء.
الرسالة هنا واضحة لمن يرى بعين المسؤولية:
نحن بحاجة إلى تأمين جبهتنا الرقمية كما نؤمن حدودنا.
فالعالم تغير، والحروب الآن تُخاض في الفضاء الإلكتروني، حيث الهجمات لا تُطلق فيها رصاصة، بل "كود اختراق"، أو "فيروس"، أو خلل متعمد في البنية التحتية التكنولوجية.
من هذا المنطلق، أقولها بصدق المحب لوطنه:
ملفات الأمن الرقمي والبنية التحتية لا تحتمل التجريب أو المجاملة.
نحن نمتلك كفاءات حقيقية، علماء ومهندسين مصريين يشاركون في إدارة أنظمة متقدمة في الخليج وأوروبا، وبعضهم لا يزال بيننا، في الجامعات ومراكز الأبحاث، ينتظر فقط أن تُفتح له الأبواب.
لابد من إعلاء صوت التخصص فوق منطق "أهل الثقة".
ولابد أن ننتقل من مرحلة "تمام يا فندم" إلى عقلية "كيف نحمي الدولة فعليًا؟"
نثق في أن القيادة السياسية مدركة لهذه التحديات وتسعى إلى معالجتها، لكننا – من موقعنا كمواطنين مهتمين بالشأن العام – نهمس:
لا تؤجلوا الإصلاح، فالثغرات لا تنتظر، والعدو يراقب جيدًا.
ربنا يحفظ مصر ويصونها...
بعقول أولادها المخلصين، وعين يقظة لا تنام.
اللواء/ أحمد سلامه
ضابط شرطة سابق ومحلل أمني
إضافة تعليق جديد