كتب ضاحى عمار
في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها وزارة الشباب والرياضة والاتحاد الشبابي لدعم مصر لصناعة جيل قادر على مواجهة تحديات سوق العمل، نفذ الاتحاد تدريبًا متخصصًا في مجال ريادة الأعمال بمركز شباب حجازة قبلي المطور بمركز قوص بمحافظة قنا، وذلك ضمن فعاليات البرنامج القومي لصناعة الوعي ودعم الشباب، تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وبإشراف مباشر من المهندس فتحي شومان رئيس الاتحاد الشبابي لدعم مصر، وبمتابعة من مديرية الشباب والرياضة بقنا بقيادة الأستاذ محمد عبدالرحيم عرفة وكيل الوزارة.
وعلى مدار يومين متواصلين شارك عشرات الشباب من مختلف المراكز في ورش عمل تفاعلية قادها المدرب محمد محمود علي، الذي قدم محتوى متكاملًا عن أساسيات تأسيس المشروعات الناشئة، بدءًا من مرحلة الفكرة مرورًا بدراسة الجدوى ووضع خطة عمل واضحة وصولًا إلى استراتيجيات التسويق وإدارة الوقت والموارد، إضافة إلى مهارات القيادة والعمل الجماعي، وكيفية مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص حقيقية على أرض الواقع.
وأكد المهندس فتحي شومان رئيس الاتحاد الشبابي لدعم مصر أن هذا النوع من التدريبات يمثل ركيزة أساسية في بناء جيل مختلف يمتلك وعيًا متطورًا وإصرارًا على النجاح، موضحًا أن الاتحاد يعمل في جميع المحافظات على نشر ثقافة ريادة الأعمال لأنها السبيل الأمثل لتمكين الشباب اقتصاديًا ومجتمعيًا. وأضاف أن البرنامج القومي لصناعة الوعي يضع نصب عينيه تقديم أدوات عملية تساعد الشباب على الخروج من دائرة البطالة إلى فضاء الابتكار والإبداع والإنتاج.
ومن جانبه أشار شمس مكاوي، أحد المسؤولين البارزين بالاتحاد، إلى أن الحماس الذي أبداه المشاركون خلال جلسات التدريب يعكس تعطش الشباب في الصعيد إلى فرص حقيقية للتعلم والتجربة، لافتًا إلى أن قنا ومراكزها تمتلك طاقات بشرية هائلة إذا تم استثمارها بشكل صحيح ستكون قادرة على خلق طفرة اقتصادية محلية تعود بالنفع على المجتمع بأسره. وأوضح أن مثل هذه المبادرات لا تقتصر على الجانب النظري فحسب، بل تمنح المشاركين فرصة لوضع أيديهم على خطوات عملية تساعدهم في الانطلاق نحو مشروعاتهم الخاصة.
كما أوضح عدد من المتدربين أن التدريب فتح أمامهم آفاقًا جديدة لم يكونوا على دراية بها، حيث أكد أحد الشباب المشاركين أنه كان يمتلك فكرة لمشروع صغير، لكنه لم يكن يعرف كيف يحولها إلى خطة عمل واقعية، إلا أن التدريب منحه الأدوات والمهارات التي يحتاجها للبدء بشكل علمي ومدروس. وأشار آخرون إلى أن مثل هذه المبادرات تشكل بارقة أمل حقيقية لشباب المحافظات البعيدة عن العاصمة، حيث يجدون فيها متنفسًا للتعبير عن طموحاتهم وإمكانية تحويل أحلامهم إلى واقع ملموس.
ولم يغفل التدريب جانب تعزيز قيم العمل الجماعي والاعتماد على الذات، حيث ركز المدرب على أن ريادة الأعمال ليست مجرد مشروعات فردية، بل هي منظومة تقوم على التعاون والإبداع الجماعي، وهو ما انعكس في الأنشطة التفاعلية التي شارك فيها الحضور.
ويأتي هذا التدريب استكمالًا لمسيرة الاتحاد الشبابي لدعم مصر في تنفيذ عشرات البرامج المشابهة على مستوى الجمهورية، والتي تستهدف رفع وعي الشباب بأهمية دورهم كقادة للمستقبل، ودعمهم بأدوات تمكنهم من مواجهة تحديات البطالة والاعتماد على الحلول التقليدية. ويؤكد القائمون على الاتحاد أن ما تحقق في قنا ليس سوى بداية لمرحلة جديدة تهدف إلى توسيع نطاق التدريب ليشمل مجالات أخرى مثل التحول الرقمي والابتكار التكنولوجي، بما يواكب احتياجات العصر.
ومع ختام فعاليات التدريب، خرج المشاركون بقدر كبير من الحماس والثقة في قدراتهم، ليكونوا سفراء لفكر ريادة الأعمال داخل مجتمعاتهم، وليعكسوا الرسالة الأهم التي يسعى الاتحاد الشبابي لدعم مصر لترسيخها: أن الشباب هم بالفعل قادة المستقبل وأن نجاحهم هو السبيل لبناء وطن قوي مزدهر
إضافة تعليق جديد