رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 5 أكتوبر 2025 12:45 ص توقيت القاهرة

التدريب على الراحة التامة والهدوء

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله، أعظم للمتقين العاملين أجورهم، وشرح بالهدى والخيرات صدورهم، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفّق عباده للطاعات وأعان، وأشهد أن نبيّنا محمدا عبد الله ورسوله خير من علَّم أحكام الدين وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهدى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلّم تسليما مزيدا ثم أما بعد ذكرت الأبحاث التربوية والعلمية الكثير عن التدريب على عدم التفكير في أي شيء، ومن أهم الأمور هو أثناء فترة الراحة العقلية، وهو أنه ينبغي عليك أن تغلق الهاتف والتلفزيون ثم تجلس في غرفة هادئة حتى لا يزعجك أي شيء لمدة تتراوح ما بين خمس إلى عشر دقائق، وكما عليك أن تجلس مستريحا في مقعد ذي ظهر مستقيم مع وضع قدميك على الأرض في وضع مستقيم ويفضل أن تخلع حذاءك حتى تشعر بإرتياح قدميك. 

وكما عليك أن لا تجلس في وضع مائل أو لا تتكيء على أحد جنبيك، بل إجلس في وضع منتصب ومستقيم، ولكن بإرتياح وإسترخاء، وكما عليك وضع يديك على أحد فخذيك في هذا الوضع وهو ظاهر أحد اليدين في راحة اليد الأخرى، وأغمض عينيك ولكن بشرط أن تلاحظ تنفسك، لاحظ إرتفاع وإنخفاض النفس الذي تخرجه في حالتي الشهيق والزفير، وحاول أن ترسم إبتسامة عرضة على وجهك في حالة إخراج النفس ولاحظ جميع جسدك بينما أنت جالس على المقعد، وإمنح جسمك فرصة للإسترخاء التدريجي من الرأس إلى القدم، وبينما تتنفس في حالة الشهيق تخيل أن رأسك يمتلئ بالطاقة التي يعود إليها نشاطها التدريجي وأثناء التنفس في حالة الزفير، تخيل أنك تخرج مع التنفس كل الضغوط والأفكار ومصادر القلق، والإزعاج من رأسك. 

وكما عليك أن تقوم بإعادة التمرين مع ملاحظة الرقبة والصدر والذراعين والساقين والقدمين وأن تتذكر أن تبتسم في حالة الزفير فإن هذا يساعدك كثيرا على الشعور بالإرتياح الآن وبعد أن يكون جسدك قد نال قسطا من الراحة أعطي عقلك أيضا قسطا من الراحة وقم بالعد من رقم واحد إلى رقم عشرة بدون فقدان، وأيضا التسلسل أثناء عملية الزفير وقم بذلك ثانية لمدة عشرة أو عشرين دقيقة، وكما عليك أن تقوم بإحصاء مرات التنفس في الشهيق والزفير كوسيلة، وكما أن هناك بعض المبادئ الاساسية التي علينا ان نضعها نصب أعيننا وهي أن ما نحس به من عواطف لايمثل إلا جزء بسيط من الطاقة الوجدانية الكامنة داخلنا، وأن العواطف المدفونة والتي نسيناها هي أكبر حجما وأشد عنفا من العواطف التي نحس بها وندركها بشعورنا الواعي، ونحن لانتحكم الا في المراحل الاولى. 

من إشتعال العاطفة والإنفعال ولكن ما أن ينفجر البركان نصبح كالقشة في مهب الريح ولا نستطيع التحكم بها وأن الحياة الوجدانية والعاطفية شأنها شأن أي جزء من الشخصية قابلة للترويض والتهذيب، وكلنا بحاجة في جميع مراحل حياتنا الى هذه التدريبات التي تصقل حياتنا الوجدانية وتنقي سلوكنا العاطفي مؤدية بالتالي الى تقوية الشخصية، ومن هذه التدريبات هو تدريبات التفريغ الإنفعالي، حيث أن هناك أحزانا كثيرة داخلنا نكبتها في اللاشعور لكنها تضغط علينا من الداخل ولاسبيل للتخلص من ضغطها إلا بالنبش عنها وجعلها تطفو على السطح ولتحقيق هذا النبش عليك أن تغلق باب الغرفة على نفسك، وقم بتذكر أحزانك الدفينة وهي مثل بعض الصور الخاصة بأحبائك الذين فارقوا الحياة أو سافروا بعيدا ربما تساعد على إثارة مشاعرك.

ولا تمنع نفسك من التفجر العاطفي وإترك دموعك تنهمر فالدموع الساخنة فيها شفاء وراحة لحياتك الوجدانية، وعليك أن تحاول إجراء هذا التدريب مرة كل شهر على الأقل وستحس بالراحة النفسية بعد أن تتفجر الشحنات المكبوتة داخلك.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
4 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.