رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 1 مايو 2024 6:59 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن ثمرات الوفاء بالعهود

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 22 مارس 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم وأبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد، روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن خيار عباد الله الموفون المطيبون" وتشير آيات القرآن الكريم، والأحاديث النبويّة الشريفة إلى وجوب الوفاء بالعهود، والمواثيق، وأظهرت شناعة وعقاب من ينقضهما، أو من يخل بها، حتى أن النكث بالعهود يقود إلى الكفر، وهذا ما حدث مع بني إسرائيل، وغيرهم من الأقوام الذين نقضوا العهد مع الله تعالى، ويترتب على الوفاء بالعهود العديد من الثمرات التي تقود إلى صلاح المجتمع واستقراره.
وهي تحصيل التقوى، فالوفاء بالعهود إحدى صفات المتقين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه الحكيم، و تحصيل الأمان الدنيوي، وحقن الدماء، وحفظ حقوق العباد و تكفير السيئات والفوز بالجنان، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أوفى الناس بقرابته وزوجاته وأصحابه، فهذه السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها كانت خير معين لرسول الله صلى الله عليه وسلم على تحمل أعباء الدعوة في أولها، فآزرته بنفسها ومالها، فكانت خير زوجة لزوجها، فقد أتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال له " يا رسول الله هذه خديجة قد آتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هى أتتك فأقرأ عليها السلام من ربها ومنى، وبشرها ببيت فى الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب" رواه البخارى ومسلم.
وقال السهيلي "وهذا مناسب لما كانت عليه السيدة خديجة رضي الله عنها من حُسن الاستجابة والطاعة، فلم تحوج زوجها إلى رفع صوت ولا منازعة ولا تعب، بل أزالت عنه كل نصب، وآنسته من كل وحشة، وهونت عليه كل عصيب، وكانت حريصة على رضاه بكل ممكن، ولم يصدر منها ما يغضبه قط فناسب أن يكون منزلها الذي بشرت به من ربها بالصفة المقابلة لفعلها، فهي لم تصخب عليه، ولم تتعبه يوما من الدهر" فقابل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاءها بوفاء أعظم منه، فعرف حقها وقدرها ومنزلتها، وظل صلى الله عليه وسلم بعد موتها، يكثر من ذكرها وفضلها ومحاسنها، ويتفقد صديقاتها، ومن أحب شيئا أحب محبوباته، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا ذبح الشاة يقول " ارسلوا بها إلى أصدقاء خديجه" رواه مسلم.
وتقول الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن أبيها ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ما غرت على خديجة، وما رأيتها ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول "إنها كانت وكانت وكان لى منها ولد" رواه البخاري، وقد بلغ من وفائه صلى الله عليه وسلم، أنه لما دخلت عليه امرأة كانت تدخل عليه أيام خديجة، هش لها وبش، وسُر لرؤيتها، ثم قال لأهله "أكرموها فقد كانت خديجه تحبها" رواه الحاكم، فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين إنك أنت الغفور الرحيم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.