رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 27 أبريل 2024 12:33 م توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن نوع خطير من الكذب

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 28 مارس 2024

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي أجاب، وإذا استُعيذ به أعاذ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن الكذب خلق ذميم من اعتاده صعب عليه جدا أن يتخلص منه، لأن العادة طبع ثانى، وكل إنسان فيه طبع يولد من بطن أمه فيه، والعادة التي يتعود عليها الإنسان هو طبع ثانى وأنه يصعب تغيير الطباع، وقال بعض السلف "من استحلى رضاع الكذب عسر عليه الفطام" وإن هناك نوع من الكذب خطير جدا، إنه شهادة الزور، وكلكم يعلم أن حقوق العباد أساها المشاححة، بينما حقوق الله عزوجل أساسها المسامحة فالحياة لا تنتظم إلا بإحقاق الحق.

إلا أن يعطى كل ذي حق حقه، فإن أحد الوسائل المعينة التي تبرز الحق، وإن أحد الوسائل التي تدعم الحق، وإن أحد الوسائل للتي يستند إليها الحق هي الشهادة، فقال تعالى في سورة البقرة " ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه" فقد تشهد حادثا و قد يُتهم السائق ظلما بأنه تسبب في قتل فلان، وقد رأيت رأي العين أن السائق بريء، وأن هذا الذي اتهم أن السائق قد تسبب في قتله هو الذي خالف الأنظمة، إذا طلب منك هذا السائق أن تشهد بما رأيت وقلت له أنا ليس عندي وقت، لا أريد وجع الرأس، لا أحب هذه المتاهات، قال تعالى " ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه" فكم من دعوة باطلة تتهافت بشهادة صادقة، وكم من افتراء خطير يقوّض بشهادة صادقة، وكم من حق يُحق بشهادة صادقة، وكم من باطل يبطل بشهادة صادقة.

فإن الله عزوجل جعل الشهادة هي أحد أركان القضاء، وجعل الشهادة هي أحد الوسائل المعينة لإظهار الحق وإبطال الباطل، فما قولكم برجل يستخدم هذه القيمة العظيمة العادلة الرائعة استخداما سيجعلها باطلا إنه شاهد الزور، لذلك الشيء الذي لا يُصدّق أن الله سبحانه وتعالى قال في سورة الحج " فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور" وكلكم يعلم أن العطف يقتضي التجانس، فالله عزوجل جعل عقوبة شاهد الزور كعقوبة عابد الوثن، لأن شاهد الزور ضيّع الحق، ودعّم الباطل، لأن شاهد لزور أورث الأحقاد، لأن شاهد الزور ضلل القاضي، لأن شاهد الزور غيّر الحق، لذلك في الإسلام بعض الآثام يُعاقب عليها المرء مرتين، فقال تعالى في سورة الأحزاب " يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك علي الله يسيرا" 

وقال العلماء هذا عقاب من كان قدوة لغيره، أي الأب حينما يكذب يُعاقب عن كذبه وعن كذب أولاده الذين قلدوه، والأم حينما تتبذل في ثيابها تعاقب مرتين، مرة عن تبذلها، ومرة عن تبذل ابنتها تقليدا لها، فكل إنسان يحتل موضعا قياديا، فالأب يحتل موضعا قياديا في أسرته، والأم، والمعلم، ومدير المستشفى، ومدير المدرسة، وكل إنسان أنيط به أمر مجموعة من الناس فهذا موضعه موضع قيادي، فإذا أساء فعقابه مضاعف، وإذا أحسن فأجره مضاعف، له أجره وأجر من عمل بعمله إلى يوم القيامة، فيا عباد الله، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله، وأوصيكم ونفسي بعلم الدين، فعلم الدين هو حياة الإسلام، يجب الاهتمام به تعلما وتعليما للكبار وللصغار، أوصيكم بأهلكم خيرا، بأولادكم خيرا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.