رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 مايو 2024 1:21 ص توقيت القاهرة

الدكروري يكتب عن وما أدراك ما ليلة القدر

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 30 مارس 2024
الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وسبحانه أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي وكتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن أحكام الصيام في شهر رمضان وعن فضل قيام ليلة القدر، وعن العشر الأواخر من رمضان وعن الإعتكاف، وفي قول الحق سبحانه وتعالي " وما أدراك ما ليلة القدر" إشارة إلى عظمتها ورفيع منزلتها، تلك العظمة التي تكاد تفوق حقيقتها حدود الإدراك البشري، عظمة لما فيها من الأنوار والبركات، وعظمة لما حوت من الخيرات والرحمات.
وعظمة لاختيار الله لها منزلا للقرآن العظيم، ومما يزيد الليلة المباركة تعظيما وصـف الله لها بأنها " خير من ألف شهر" والعدد هنا لا يفيد التحديد، وإنما يفيد التعظيم والتكثير، إنها ليلة خير من آلاف الشهور والأعوام في حياة البشر، فأكرم بها من ليلة مباركة، وتمر هذه الليلة العظيمة على المسلمين في هذا الشهر من كل عام، غير أن القلة من يشمر لنيل بركاتها، والخواص من يتسابقون في مضمارها، ولقد كان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أشد الناس حرصا على الفوز بنفحاتها الطيبة، وخيراتها العظيمة، وهو صلي الله عليه وسلم القائل حاثا على اغتنامها "فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر" فقد أخفى الله تعالى تحديد وقتها ليجتهد الراغبون تقربا وعبادة، ويجد المخلصون طاعة وإنابة.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في فضل هذه الليلة المباركة "من قام ليلة القدر إيمانا واحـتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" فمن قامها صلاة وعبادة، وقرآنا وذكرا حاز خيرا عظيما، ونال فضلا عميما، ولا يكفي المرء مجرد القيام الظاهري الشكلي، بل لا بد أن يكون قيامه إيمانا بالله وتصديقا لما أعده من الثواب العظيم، وإخلاصا لله سبحانه واحتسابا، والمرء الذي يقوم هذه الليلة بإيمان واحتساب سيستوحي المعاني الكبيرة التي اشتملت عليها هذه الليلة، ويعيش روحانيتها، ويتذوق حلاوتها، ويدرك حقيقتها وعظيم أثرها ولن يعيش ويدرك ذلك الأثر إلا من قامها ذلك القيام، فإن أثرها المتجدد عبر القرون هو أثر معنوي لا تدركه الماديات، وشعوري لا تحتويه النظريات، فمن قامها بنقاء قلب وخالص نية وجد منها أثرا وتأثيرا.
ومن حرم فضلها وقيامها فقد حرم خيرا عظيما، وربما لا يدرك في نفسه حقيقة ذلك الحرمان لغفلته، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن حرم خير هذه الليلة المباركة "من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم" فشمروا عن سواعد الجد، واشحذوا الهمم، فنسمات العشر قد هبت، وليلة القدر للمخلصين قد أعدت، وربكم يرغبكم في المسارعة للخيرات، واغتنام الدقائق والساعات، لتزكو نفوسكم، وتطهر قلوبكم، وتسمو أرواحكم، وترتقي أخلاقكم، وتنالوا منه سبحانه مغفرة ورحمة، وثوابا وأجرا، فيقول عز وجل " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" فاللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ومن العمل ما تحب وترضى، اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.