رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 أكتوبر 2025 7:26 م توقيت القاهرة

المكان الذي يسكن قلوبنا مهما إبتعدنا عنه

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل شريعة الإسلام هدى للناس ورحمة للعالمين، وجعلها لنا صراطا مستقيما يهدي بنا إلى سعادة الدارين، والشكر له أن هدانا إلى الإسلام، وفضلنا على العالمين أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إمام الخاشعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبون الطاهرون، الحافظين لحدودك يا ربنا والخاشعين لك، أما بعد إن الوطن هو سيل الحب الذي لا ينقطع، وأجمل قصيدة شعر من بين كل دواوين الشعراء، وأن الكرامة الشخصية ليست مهمة بل كرامة الوطن وأولوياته، وعندما تجتمع السواعد تبني الوطن، وعندما تجتمع القلوب تخفُ المحن، وأنه ليس هنالك أجمل من الربيع في الوطن، فالوطن هو المكان الذي يجب أن نحبه جميعنا، والوطن هو المكان الذي يسكن في قلوبنا مهما إبتعدنا عنه.

وهو المكان الذي ننتمي إليه جميعنا، وملاذنا الوحيد الذي يحمينا من جميع المخاطر، فلا يكون القلب مرتاحا إلا في الوطن، فيا أيها المخلصون لوطنكم إن الإتحاد في الدفاع عن الوطن يتجلى في يوم السادس من أكتوبر، يوم ذكرى توحيد القوات المسلحة، وهو يوم إستذكار للنعم، وإعتراف بالجميل، يحمل في طياته معاني الدفاع عن الوطن وحمايته، وتعزيز إستقراره، وفتح آفاق ازدهاره، كما يحمل معاني الوحدة والعمل المشترك من أجل الوطن، وترسيخ الإنتماء له، والولاء لقيادته وحكامه، فحق علينا شكر من كانوا لأمان هذا الوطن حراسا، ولأرضه وسمائه حماة، هنيئا لهم بشرى نبيهم صلى الله عليه وسلم حين قال "عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله" وهنيئا لهم هذا الأجر العظيم، الذي وعدهم به نبينا الكريم. 

فقال عليه الصلاة والتسليم "ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؟ حارس حرس في أرض خوف، لعله لا يرجع إلى أهله" فيا لنبل فعلهم وشرف غايتهم، وعظيم أثرهم، هنيئا لهم كريم أجرهم، وثقل ميزانهم، وفوزهم بجنة ربهم، وتقدير مجتمعهم، فالوطن هو مكان الإنسان الذي يشعر فيه بالإطمئنان والإرتياح، وترتبط روحه به وينتمي إليه، ويشعر أن حبه قد ملأ عليه قلبه ووجدانه، ولم لا؟ وهو موضع مولده، فيه ذكريات الصبا، والشباب وحياته مع أهله وأصدقائه وجيرانه، فيه تحفظ كرامته، ويحصل على حقوقه، وإذا كان المواطنون على إختلاف ألوانهم، وأديانهم سواء أمام القانون، فإن كل مواطن له حقوق، وعليه واجبات، فمن حقوق أي مواطن أن يحيا حياة كريمة، وأن يعامل معاملة حسنة، وأن يتمتع بحرية التنقل والتملك والعقيدة والتعبير، وغيرها. 

وكل ذلك في ظل ما يسمح به قانون البلاد، وفي مقابل هذه الحقوق التي ينعم بها المواطن داخل الدولة، فمن الواجب عليه أن يلتزم بأمور تجاه وطنه، ويأتي على رأسها الولاء لبلاده وحفظ أمنه والدفاع عنه والعمل على بناء الوطن، وخدمته بما يملك من خبرة، ومعرفة، والإستعداد للتضحية بالغالي، والنفيس في سبيل رقيه وعزته وإحترام القوانين وعدم مخالفتها، وأداء الخدمة العسكرية على أكمل وجه، وليعلم القارئ أن الجندية هي أشرف ما يقدمه الإنسان لدينه ووطنه، فالجندي مرابط في سبيل الله، والنصوص الشرعية في فضل الجندية كثيرة، هذا وصل اللهم وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وارض اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، اللهم اجعلنا بك مؤمنين ولك عابدين. 

وإليك منيبين ولوطننا مخلصين وعنه مدافعين، وبوالدينا بارين، وارحمهم كما ربونا صغارا يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لكل من وقف لك وقفا إبتغاء مرضاتك، وطمعا في جناتك، وتقبل صدقته، وأخلف عليه نفقته، واحفظه في نفسه وأهله وذريته وماله، وبارك له في رزقه وكسبه، يا رب العالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
5 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.