رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 أكتوبر 2025 7:25 م توقيت القاهرة

تستر القبائح وتزيف الحقائق

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري 
الحمد لله الذي أباح لنا من المكاسب كل تعامل مبرور، ونهانا عن كل معاملة تشتمل على الغش والكذب والظلم والجهالة والغرور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الألوهية والربوبية والأسماء والصفات وتدبير الأمور، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أهدى آمر وأبر مأمور صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور وسلم تسليما أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الرشوة وعن أضرارها علي الفرد والمجتمع، والرشوة خيانة عند جميع أهل الأرض وهي في دين الله أعظم إثما وأشد مقتا، ومن أجل هذا كان الراشي والمرتشي ملعونين مطرودين من رحمة الله على لسان نبينا المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

" لعنة الله على الراشي والمرتشي " رواه أحمد وأبو داود، أي الآخذ والمعطي، فهذه يا عباد الله سبحانه وتعالى عقوبة الراشي والمرتشي في الآخرة، إنها الطرد من رحمة الله تعالى، وأما في الدنيا فإنها تؤدي إلى محق البركة في الرزق والأهل والمال والولد والعمر والحياة، وكما أن الرشوة تخفي الجرائم، وتستر القبائح وتزيف الحقائق، وبالرشوة يفلت المجرم ويقبض على البريء، والرشوة بها يفسد ميزان العدل الذي قامت به السموات والأرض، وقام عليه عمران المجتمع، وهي المعول الهدام للدين والفضيلة والخلق، وبالرشوة تهدر الحقوق، وتعطَّل المصالح، وبها يقدّم السفيه الخامل، ويبعد المجدّ العامل، فكم ضيعت من حق، وأهدرت من كرامة، ورفعت من لئيم، وأهانت من كريم، فاحذروها عباد الله، وكونوا حربا على أهلها، وإنشروا الخير بينكم. 

وكونوا من أهل البر والإحسان والفضل، فالرشوة أيها الناس تلبس عند أهلها ثيابا مستعارة، فتأخذ صورا متلونة، وأغراضا متعددة، فهذه هدية وتلك إكرامية، وهذه محاباة في بيع أو شراء، والرشوة حرام بكل أشكالها وصورها وطرقها وأساليبها، سواء كانت على صورة هدية أو مأدبة طعام للمرتشي أو كانت نقدا صريحا،، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه "من يشفع شفاعة ليرد بها حقا أو يدفع بها ظلما فأهدي إليه فقبل فهو سحت" وتكون الطامة الكبرى إذا بلغ الأمر بالمرتشي ليساوم الراشي في مقدار الرشوة مجاهرا بذلك دون حياء أو خجل أو خوف من الله جل وعلا، مما يؤدي إلى أن تصير الرشوة تجارة رابحة في نظر مروجيها الفاسدين، ومن أقبح وأخس الأساليب الملتوية للحصول على الرشوة هو تعطيل معاملات الناس والتسويف في إنجازها إلى أن يتم أخذ الرشوة. 

وحصول خيانة الأمانة التي يقول الله تعالى فيها " يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وأنتم تعلمون " وهكذا أيها الناس تضيع الأمانات بسبب الرشوة، وتؤكل بسببها أموال الناس بالباطل، وتتحول الأعمال الشريفة إلى أعمال لصوصية كرشوة المسؤولين في مشاريع الدولة العمرانية من خلال أصحاب الأعمال، ومثل رشوة المشرفين على الأعمال من أجل التقصير بالعمل وعدم تنفيذ الشروط المبرمة بالعقود وعدم الوفاء بما عليها من التزامات، هذا وصل اللهم وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وارض اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، اللهم اجعلنا بك مؤمنين ولك عابدين، وإليك منيبين ولوطننا مخلصين وعنه مدافعين، وبوالدينا بارين، وارحمهم كما ربونا صغارا يا أرحم الراحمين. 

اللهم اغفر لكل من وقف لك وقفا إبتغاء مرضاتك، وطمعا في جناتك، وتقبل صدقته، وأخلف عليه نفقته، واحفظه في نفسه وأهله وذريته وماله، وبارك له في رزقه وكسبه، يا رب العالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
7 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.