داعش التنظيم الأرهابى الأغنى فى العالم .. المسار والاسس

عملية السطو على البنك المركزى فى الموصل أسفرت عن نهب 500 مليار دينار عراقى

أتلف الكتب اللتى لاقيمة لها واحتفظ بالكتب الثمينة والمربحة وباعها

العراق ...علي لطيف الدراجي..
 

قبل ان يلج تنظيم داعش التكفيري الى العراق من خلال مدينة الموصل ثاني كبريات المدن العراقية ، كانت البلاد مسرحاً عريضاً لعمليات تنظيم القاعدة التي استغلت ضعف المؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية ووجود المحتل وحالة الفوضى واللاتوافقات بين الأحزاب المتصارعة على الحكم والهيمنة على مقدرات البلد الاقتصادية.

وبدأ تنظيم داعش اجرامه الفعلي في عام 2003 حيث تشكل مايعرف بــ(تنظيم الجهاد والتوحيد) في ايلول عام 2003 بقيادة الارهابي الاردني ابو مصعب الزرقاوي ومارس مجرمو التنظيم عمليات القتل والتهجير والاغتيالات المنظمة للكفاءات العراقية والمسؤولين وارباب المهن وبعد ثلاث سنوات تحول اسم التنظيم الى مايعرف بالدولة الاسلامية بقيادة المجرم ابو بكر البغدادي.

وتوسعت عمليات التنظيم وتبنت تفجيرات الاحزمة الناسفة والعبوات والسيارات المفخخة في بغداد وعدد من المحافظات العراقية وشملت الابنية الحكومية والوزارات والمدارس والجامعات والاسواق والمحلات التجارية والمدنيين وافراد الجيش والاجهزة الامنية.

وفي عام 2006 اعلن الزرقاوي من خلال شريط مصور عن تشكيل مجلس شورى المجاهدين بزعامة عبد الله رشيد البغدادي.

ولم تتوقف الجهود الاستخبارية العراقية والاميركية في تتبع اثار الارهابي الزرقاوي في العراق حيث كان ينتقل من مكان لاخر ويعقد الاجتماعات ويتابع سير العمليات الارهابية وفي عملية استخباراتية نوعية تم قتله في العراق فأعلن التنظيم عن ظهور ارهابي اخر حيث جرى انتخاب ابي حمزة المهاجر زعيما للتنظيم. وفي نهاية عام 2006 تم تشكيل مايعرف بدولة العراق الاسلامية بزعامة ابي عمر البغدادي.

وفي 19 نيسان عام 2010 قتلت القوات الاميركية والعراقية ابي عمر في عملية مشتركة للقوات الامريكية والعراقية في تكريت وكذلك ابي حمزة المهاجر.

وبعد حوالي عشرة ايام انعقد مجلس شورى الدولة ليختار ابي بكر البغدادي خليفة له والناصر لدين الله سليمان وزيراً للحرب بدلا من ابو ايمن العراقي الذي قتل في غارة اميركية في الموصل شمال العراق.

وفي اواخر عام 2011 تم الاعلان عن تشكيل مايعرف بجبهة النصرة لاهل الشام وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا بقيادة ابو محمد الجولاني واسمه الحقيقي اسامة العبسي وهو من مواليد دير الزور واعتقل في العراق وكان من نزلاء سجن بوكا وافرج عنه عام 2008.

وفي نيسان عام 2013 ظهر الارهابي البغدادي في تسجيل صوتي يعلن فيها ان جبهة "النصرة" في سوريا هي امتداد لدولة العراق الاسلامية واعلن فيها الغاء اسمي "جبهة النصرة" و"دولة العراق الاسلامية" تحت مسمى واحد وهو "الدولة الاسلامية في العراق والشام"،  لكن "جبهة النصرة" بقيادة الجولاني رفضت الانضمام.

التنظيم الاغنى في العالم

قاد تنظيم داعش العديد من العمليات الارهابية في العراق قبل ان يتحول الى سوريا وحصد ارواح الالاف من العراقيين في اماكن شتى ولم يفرق بين طفل وامرأة ووجه سمومه الى كل مكونات الشعب العراقي ودمر العديد من الابنية والدور والمساجد واستهدف رجال الشرطة والجيش ومنذ لحظة احتلاله لمدينة الموصل مارس كل سلوكياته الاجرامية بحق ابناء المدينة وبقية المناطق التي هيمن عليها اضافة الى تصديره النفط وسرقة البنوك وصنفت داعش كأغنى تنظيم إرهابي عالمي من حيث الموارد بعد الغنائم المكتسبة شمالي العراق.

وكتبت صحيفة الـ"هافينغتون بوست" الأمريكية أن عملية السطو على البنك المركزي في الموصل أسفرت عن نهب 500 مليار دينار عراقي أي ما يعادل نحو 425 مليون دولار ليتصدر تنظيم "داعش" بذلك قائمة أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم.

وهذه ألاموال وغيرها اسهمت في تنفيذ الكثير من العمليات الارهابية في العراق وسوريا.

وبدأ التنظيم ينافس المنظمات الارهابية الاخرى في العالم في الوقت الذي وصلت فيه ميزانية حركة طالبان الأفغانية في إحدى السنوات ما بين 70 و400 مليون دولار أما الإيرادات السنوية لتنظيم "فارك" في كولومبيا فتراوحت ما بين 80 مليون و350 مليون دولار ولدى حركة الشباب في الصومال بين 70 إلى 100 مليون أما تنظيم القاعدة فصرف 30 مليون دولار كميزانية تشغيلية خلال هجمات 11 أيلول عام 2011.

وبحسب تقرير (مؤشر الإرهاب السنوي) الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام عام 2015 سيطر داعش على عشرة حقول نفط في العراق وسوريا ما يجعله مورداً للطاقة لأكثر من 10 ملايين شخص يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرته.

وتقدر مبيعاته من النفط يومياً بحوالي مليون ونصف مليون دولار إذ يبيع ما بين 34 ألف برميل و40 ألفاً في السوق السوداء من خلال مهربين في كل من تركيا والأردن ويجني أكثر من نصف مليار دولار سنوياً من مبيعات النفط وحدها.

«عائدات» الآثار

ظهر اكثر من شريط فيديو يوضح كيف يقوم عناصر تنظيم داعش بتحطيم الآثار التي استولى عليها في متحف الموصل الذي تأسس عام 1952 وشمل التدمير الاثار الكبيرة باعتبارها شرك بالله ولكنه قام ببيع القطع الأثرية النفيسة والمخطوطات النادرة لتهريبها إلى عمان ودول مجاورة ومن ثم بيعها إلى دول أخرى.

وبحسب جريدة «تايمز» البريطانية تبيع هذه الجماعة الارهابية قطعاً أثرية تقدر بملايين الدولارات مباشرة إلى جامعي التحف في الغرب. ووصلت العلاقة المباشرة بين الطرفين، بحسب الصحيفة نفسها، الى حد لم يعد التنظيم وجامعو التحف حول العالم في حاجة الى وسطاء لإتمام الصفقات.

وكانت اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي قد كشفت أن «داعش» باع آثاراً عراقية بقيمة مليار و200 مليون دولار وأن 23 مزاداً حول العالم تعرض الآثار العراقية وتبيعها. ونقلت قناة «بي بي سي» البريطانية عن أحد التجار ان سعر تحفة واحدة من تلك التحف النادرة المسروقة قد يصل الى مليون دولار.

كما دخلت تجارة الكتب والمخطوطات ضمن مصادر تمويل داعش فعلى رغم اقدام التنظيم على حرق ما يزيد على عشرة آلاف كتاب استولى عليها من المكتبات الخاصة والجامعية والمنازل في الموصل يشير رئيس برنامج «آغا خان» للعمارة الاسلامية في جامعة هارفرد اندراس ريدلماير الى ان التنظيم ربما أتلف الكتب التي لا قيمة سوقية لها واحتفظ بالكتب الثمينة والمربحة وباعها.

من النفط الى قرنية العين

دخلت تجارة الأعضاء البشرية كمصدر تمويل اخرى لتنظيم داعش حيث كشف السفير العراقي لدى الامم المتحدة محمد علي الحكيم عن مصدر جديد للتمويل وهو الاتجار بالاعضاء البشرية بعد اكتشاف عشرات الجثث في المناطق المحتلة من التنظيم وكان اصحابها قد خضعوا لعمليات جراحية لاستئصال اعضاء مختلفة وفي مقدمتها القلب اضافة الى الكلى والبنكرياس وقرنية العين.

وأشار تقرير نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية الى أن «داعش» يجني أكثر من مليونَي دولار سنوياً على خلفيّة الإتجار بالأعضاء البشريّة التي يستأصلها من جثث جنوده القتلى ومن الرهائن الأحياء بما في ذلك الأطفال.

وكانت القوات الاميركية قد حصلت على وثيقة تقول أن تنظيم داعش أصدر فتوى تسمح ببتر الأعضاء من اجساد الأسرى ووفقا للوثيقة فإن هيئة البحث والإفتاء التابعة لداعش زعمت أنه ليس ثمة داع لاحترام حياة "الكفار" ولا أعضائهم وبالتالي يمكن بترها دون حرج موضحة أن لا مشكلة في بتر بعض الأعضاء من جسم الأسير "الكافر" حتى إن كان فقدانه لها سيؤدي إلى وفاته.

وتباينت اسعار أعضاء الجسم البشري في سوق الاتجار بالاعضاء البشرية فالقرنية تباع مثلا فى فرنسا بـ1170 يورو والشريان الأبهر (الأورطي) بـ1128 يورو وصمام القلب بـ1050 يورو ووتر الذراع بـ681 يورو وعظام اليد أوالقدم بـ960 يورو عظام الساق بـ1859 يورو والسنتيمتر المربع من الجلد بـ2 يورو فيما ارتفع سعر جرعة دم الحبل السري الضروري لعمليات زرع الأعضاء بنحو 9100 يورو.

100 جلدة لبائع الاقراص المدمجة

بذل ارهابيو التنظيم جهوداً كبيرة في محاربة مفردات الحياة اليومية لاهالي الموصل والفلوجة والمناطق التي خضعت لسيطرتهم فمنعوا يوم الثامن والعشرين من نيسان عام 2014 من حلق اللحى عند الشباب وعقوبة المخالف هي جلده 40 جلدة وتغريمه مبلغ 50 الف دينار" وبالمقابل أمرهم بتخفيف الشارب.

وقام عناصر داعش بابلاغ أصحاب المحال الخاصة ببيع الأقراص المدمجة وأجهزة الـ DVD في اغلب مناطق الموصل ومنها منطقتي باب الطوب والدواسة بمنع بيع الأقراص المدمجة لمختلف المطربين والافلام وكانت العقوبة هي الجلد 100 جلدة والسجن لمدة عام وقاموا بحملات واسعة في المدينة اتلفوا خلالها اعداد كبيرة من الأقراص المدمجة وأجهزة التشغيل الخاصة بها.

كما اجبر التنظيم شركات الانترنت في مدينة الموصل على قطع الخدمة عن المشتركين لحين جلب المستمسكات الأربعة الخاصة به.

وقامت شركات الانترنت بوقف الخدمة عن جميع المشتركين في المدينة وامتنعت عن إعادتها إلا لمن يحضر من المشتركين للشركة لإعطاء اسمه الرباعي وعنوان السكن واسم المستخدم المشترك مع موافقة مسؤول الحي ولكنها تراجعت واكتفت بالاسم الرباعي وعنوان السكن.

تغطية وجه المانيكان واثداء الابقار

لم تتوقف القرارات الغريبة في مدينة الموصل عند هذا الحد بل امرت بعدم السماح للمواطنين بتشغيل أجهزة الستلايت في الأماكن العامة والمنازل السكنية ومنعها وراحت تمنع سكن الأخوين المتزوجين في منزل واحد.

والزمت جميع الرجال بوضع الكحل على أعينهم ووضع الحناء على ايديهم وأرجلهم واستخدام الحناء في صبغ شعر الرجال بدلاً من الاصباغ.

واغلقت محال الحلاقة الرجالية بحجة ان القصات تخالف الشريعة الاسلامية ومنعت الدخان والارجيلة وحرقت كميات كبيرة من علب السكائر الاجنبية في اغلب ساحات المدينة وفرضت حد الجلد على المدخنين وتجار السجائر كما منع تنظيم داعش اطباء النساء من مزاولة اختصاصهم واغلقت عياداتهم كما اغلقوا معامل ومحلات الخياطة النسائية اذا لم تكن هناك عاملات اناث.

وفي المناطق الريفية قام التنظيم بالزام مربو المواشي بتغطية اثداء الابقار برداء اسود كونها(فتنة) الامر الذي ادى الى مواجهات بين التنظيم ومربو المواشئ.

واجبر تنظيم داعش اصحاب المحلات التجارية الخاصة بالالبسة النسائية بتغطية وجه(المانيكان) برداء اسود والقرار شمل الرجال والنساء على حد سواء.

كتيبة الخنساء النسائية

امتدت الاذرع الاخطبوطية للتنظيم الداعشي لتصل الى النساء ومراقبتهن في الشوارع والبيوت فشكلوا كتيبة نسائية تسمى(كتيبة الخنساء) وتقودها ام ريان التونسية وتقوم هذه الكتيبة بالتجوال في شوارع المدينة وازقتها لغرض متابعة اللباس الشرعي للنساء ورفع التقارير اليومية واعتقال كل من لاترتدي نقاباً او تضع الزينة تحت النقاب.

وبعض افراد الكتيبة يحملن(عصي خشبية) يضربن بها ساق المرأة التي تصعد السلم او الرصيف وترفع طرف عباءتها او تظهر جزءاً من البنطال الذي ترتديه.

وهناك واجب اخر انيط لهذه الكتيبة وهي ان بعضهن يعمل كــ(خطابة) ويخبرن عناصر التنظيم بأماكن العائلات التي لديهن بنات بسن الزواج.

وتقارير هذه الكتيبة تصل الى الجهات الاعلى لغرض النظر فيها واتخاذ الاجراء المناسب.

الجميلات للامراء ونساء عظاظات ومن لايبايع التنظيم فصومه غير مقبول

تباينت اجراءات التنظيم بخصوص النساء السبايا من منطقة لاخرى فاحياناً يقود التنظيم ببيع السباياً في سوق خاص من خلال اجراء مزايدة علنية امام الناس وتذهب السبية لمن يدفع مبلغ اكثر من البقية وفي مناطق اخرى قام التنظيم باعطاء الجميلات منهن للامراء حصراً.

وقام التنظيم بتكوين فرق نسائية اطلق عليهن(العظاظات) ويستعملن اسنانهن في عظ من تخالف الشرع بلباسها ونقابها واحياناً قرص النساء.

وترتفع قرارات التنظيم من درجة جنونها في شهر رمضان المبارك فتمنع المرأة من الخروج قبل اذان المغرب واذا ارادت ان تخرج بعد الافطار فيجب ان يرافقها احد اقاربها من الذكور.

وفي مدينة الباب السورية اصدر أحد شيوخ التنظيم قرارا امر به بطلان صيام كل شخص لا يؤيد تنظيم "داعش" ويكرهه!!

واردف الشيخ قائلاً "من لا يصلي لا يقبل صيامه ومن لا يحب التنظيم في العراق والشام لا يقبل صيامه فمن لديه هذه الخصال فلا يكلفن نفسه عناء الصوم فليس له من الصيام إلا الجوع والعطش".​