رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 2 أكتوبر 2025 7:20 م توقيت القاهرة

سبب طمأنينة القلب وثباته وإستقرار العلم فيه.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

أحمده الحمد كله، وأشكره الشكر كله، اللهم لك الحمد خيرا مما نقول، وفوق ما نقول، ومثلما نقول، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت، أشهد أن لا إله إلا الله شهادة أدخرها ليوم العرض على الله، شهادة مبرأة من الشكوك والشرك، شهادة من أنار بالتوحيد قلبه، وأرضى بالشهادة ربه، وشرح بها لبه، وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صلى الله وسلم على كاشف الغمة، وهادي الأمة، ما تألقت عين لنظر، وما إتصلت أذن بخبر، وما هتف حمام على شجر، وعلى آله بدور الدجى، وليوث الردى، وغيوث الندى، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، يا عباد الله التوكل خصلة فيها مرضاة الله سبحانه وتعالي، وفيها ذهاب لوساوس الشيطان اللعين، فبقدر ما يكون الإنسان متوكلا على الله عز وجل.
واثقا بما عند الله تعالي بقدر ما يكون الشيطان أمامه ضعيفا خسيسا فاشلا في وسوسته، وبقدر ما يكون الإنسان متذبذبا خوارا متوجّسا بقدر ما يقوى الشيطان أمامه ويتعاظم ويعكّر عليه صفو حياته وآخرته، واعلموا يرحمكم الله إن اليقين شعبة عظيمة من شعب الإيمان وهو طمأنينة القلب وثباته واستقرار العلم فيه والإعتقاد الجازم بأنه لا خالق ولا معبود بحق ولا رازق إلا الله تعالى وأنه وحده هو الذي يعطي ويمنع ويضر وينفع ويخفض ويرفع، وقال بعض السلف الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله، وقال ابن القيم اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد، وبه تفاضل العارفون، وفيه تنافس المتنافسون، وإليه شمر العاملون، وهو مع المحبة ركنان للإيمان، وعليهما ينبني وبهما قوامه، وهما يمدان سائر الأعمال القلبية والبدنية، وعنهما تصدر، وبضعفهما يكون ضعف الأعمال.
وبقوتهما تقوى الأعمال، وجميع منازل السائرين إنما تفتتح بالمحبة واليقين، وهما يثمران كل عمل صالح، وعلم نافع، وهدى مستقيم، ولهذا قال أبو بكر الوراق رحمه الله اليقين ملاك القلب، وبه كمال الإيمان، وباليقين عُرف الله، وبالعقل عُقل عن الله، وعن ابن طاوس عن أبيه قال لقي عيسى بن مريم عليه السلام إبليس فقال إبليس لعيسى أما علمت أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك ؟ قال نعم، قال إبليس فأوف بذروة هذا الجبل فترد منه، فانظر أتعيش أم لا، قال عيسى أما علمت أن الله تعالى قال لا يجربني عبدي، فإني أفعل ما شئت، وفي رواية عن الزهري عنه قال، قال عيسى إن العبد لا يختبر ربه، ولكن الرب يختبر عبده، وفي رواية أخرى إن العبد لا يبتلي ربه، ولكن الرب يبتلي عبده، قال فخصمه عيسى عليه السلام، ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى.
فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو من ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعا من البلاء وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرّون بـه لأنهم جرّبوه وفي بعض الآثار باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطى الصدقة، وجاء في صحيح الترغيب والترهيب للمنذري وشعب الإيمان للبيهقي أن حاتم بن الجراح قال سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول سمعت ابن المبارك و سأله رجل يا أبا عبد الرحمن قرحة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين وقد عالجت بأنواع العلاج وسألت الأطباء فلم أنتفع به فقال اذهب فانظر موضعا يحتاج الناس إلى الماء فاحفر هناك بئرا فإني أرجو أن تنبع هناك عين و يمسك عنك الدم ففعل الرجل فبرأ، فاللهم انصر إخواننا في فلسطين على اليهود الغاصبين، اللهم كن لإخواننا في غزة معينا ونصيرا ومؤيدا وظهيرا، اللهم أنزل عذابك ورجزك وسخطك على من حاصرهم وآذاهم، يا قوي يا عزيز يا رب العالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
10 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.