رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 3 يوليو 2025 7:17 م توقيت القاهرة

سقطت أقنعه الخزلان

أيا وطني الحبيب أراك وجعا
يئن على المدى صمتا وجُدعا

تجارك استباحوا الجوع فينا
وجاءوا بالنواب لنا خرابا

رأيتُ القومَ ينهشهم طغاةٌ
وساسَ الجورُ مَن كنّا نُطَيعا

فقانونُ الخرابِ اليومَ سيفٌ
يُشَرّعُ ظُلمَهُ قَسرا وبيعا

يريدونَ البيوتَ بغيرِ حقٍ
كأنّ الشعبَ ما ضاقت ذراعا

كأنّ الجوعَ لم يحفرْ قلوبا
كأنّ الكبدَ لم يشكُ الجياعا

فمن يُلقي الملايين استباحا
ومن يطوي الغلابةَ والوداعا

صبرنا كم صبرنا فوقَ جمرٍ
وذاك الجمرُ صار لنا متاعا

وكلّ يومٍ يجيءُ القهرُ أشدّا
ويحملُ فوقَ أعناقٍ قُطاعا

وسُمّوا أنفسَهم حزبَ الأماني
وحينَ الشدّةِ انقلبوا خداعا

ظننتُ بأنّهم صوتي ودرعي
فأضحوا في بلاطِ القهرِ باعا

وخانوا العهدَ منذ باعوا ضميرًا
وساقوا الشعبَ في دربٍ مضاعا

كأنّ القهرَ ما يكفي لقلبي
ليُكملَ فوقَ أكتافي الصداعا

فما للشعبِ يُرمى في المنافي
وأربابُ القصورِ لهم متاعا

فواللهِ الذي لا ربَّ غيرُ
سيأتي الحقُّ يقصمُهم قِطاعا

وما المصريُّ إن غضبَتْ يداهُ
بمن يرضى الهوانَ ولا انصياعا

إذا ما الشعبُ صاحَ فلا رهانٌ
ولا يبقى لحاكمِهِ امتياعا

فصبرُ الشعبِ معروفٌ ولكنْ
لهُ يومٌ إذا جاءَ استطاعا

فأنقذ يا رئيسَ الشعبِ أرضا
تئنُّ ولا تجدْ غيرَكْ دفاعا

ولا تجعلْ لتاجرِنا قرارا
فقد جعلوا السياسةَ ارتباعا

إذا جاعَ الفقيرُ فلا سؤالٌ
لمن باعوا العبادَ وما شُرِعا

نريدُ اليومَ عدلا لا وعودا
فإنّ الصبرَ قد بلغَ النزاعا

نريدُ العدلَ لا حزبا يُزيّف
ولا وجها يُدثّرُهُ القِناعا

أما واللهِ لو ضاقتْ بلادٌ
لضاقتْ من دعاةِ القهرِ باعا

سفينةُ أحزابهم سارتْ غرورا
وكانَ الشعبُ يلهثُ وراء ضباعا

فكم من مصريةٍ باللجان رقصت
وكم شيخٍ جرى لكرتونة جوعا

وطفلٍ باتَ يُحلمُ بالحجارة
لأنّ الخبزَ أغلى من قناعا

وبيتٍ ساقَهُ الطمعُ المقيتُ
لتهجيرِ الضعيفِ بلا ذراعا

كأنّ الشعبَ لم يُبنَ الأمانا
ولمْ يحملْ براحَ الحبِ باعا

كأنّ المجدَ صارَ لمن طغى
وصارَ الفقرُ مقصوصَ البراعا

وصرنا في بلادِ القهرِ غربا
وضاعَ العدلُ مذ صارَ التياعا

فأنقذ مصرَ يا رجلا أراهُ
إذا اشتدتْ يداهُ على الوضَاعا

فما أبقى التخاذلُ غيرَ دمعٍ
ولا أبقى الوعودَ سوى ارتياعا

كفى عبثا بمن باعوا ضميرًا
وجعلوا الشعبَ للعوزِ ارتياعا

فأنقذ يا رئيسَ الشعبِ أرضا
تئنُّ ولا تجدْ غيرَكْ دفاعا

فإن لم تنجدوا شعبا شريفا
فقد تنبتُ الفتنةُ زعازعا

ويُكتبُ في كتابِ القهرِ عهدٌ
بأنّ الشعبَ قد قالَ وداعا

قلم الأديب احمد أمين عثمان

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
3 + 17 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.