رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 19 مايو 2024 1:57 م توقيت القاهرة

"شبكة مصر24" تخوض تجربة شراء اجهزة تجسس ..شارع عبدالعزيز .. الباب الخلفى للتجسس على مصر

 

أجهزة التجسس تأتى مُهربة عن طريق شركة شحن "ارامـــــكــــــس"

مقابلة مورد أجهزة التجسس فى اماكن عامه بعيدة عن مكان عملهم

قلم الكاميرا بـ450 جنية, ساعة رقمية بـ 600 جنية, نظارة بـ 500 جنية, كاميرا فى أزرار القميص بـ350 جنية

تحقيق : مروة العدوى

تشبه تجارة الهيروين فى بيعها, فكانت تُباع سراً فى محلات شارع عبدالعزيز, بأسعار مرتفعة, ويتداولونها بشكل سرى بين العملاء, فتأتى مُهربة عبر الموانى أوحقائب سفر, بطريقه حذرة جداً, ولكن بعد ثورة 25 يناير أصبح تداولها بشكل أيسر مما كانت عليه سابقاً.

فهى أجهزة تتميز بصغر حجمها للقدرة على التصنت, فمنها يستخدم عن طريق الاتصال من الهاتف المحمول لسماع ما يحدث ومنها تقوم بالتسجيل صوت وصورة, حجمها لا يتعدى 2 سم, تتركها فى أى مكان وعند الاتصال ينقل لك الاحداث مباشرةً بصوت نقي واضح, ويمكن وضعة فى اى مكان للتعرف على كل ما يدور ويكشف خبايا كثيرة, فضلآ عن وجود جهاز GPS لتتبع السيارات, فمن المفترض انها تستخدم لرجال الاعمال ولكن كثيرون يستخدموا فى أمور سيئة, فيمكن من خلاله تسجيل كل المحادثات التى تحدث داخل السيارة ومعرفة خط سيرها, فبطاريته تظل اكثر من 12 ساعة, شاحن كهرباء او Usb  و2 مايك لوضوح الصوت.

معظم تجار الاجهزة الكهربائية واكسسوارات الهواتف المحمولة لم يريدوا التعامل مباشرةً مع من يريد شراء أجهزة التجسس والمراقبة بدون وسيط يثق به مسبقاً للمخاطر التى تكاد تؤدى لها هذه الأجهزة, فبعد تأكدهم منك يقومون بسرد تفاصيل استخدام الاجهزة وكيفية الاتجار بها.

توجهت الى شارع عبدالعزيز لشراء اجهزة مراقبة بحجة اننى اعمل "مندوبة لدى شركة كبرى", وأريد شراء اقلام الكاميرا, ففى البداية أتجهت الى محل اكسسوارت التليفون المحمول, وسألته عن امكانية شراء كمية من الاقلام الكاميرا, ولكن صاحب المحل رفض مبرراً انه لا يعمل فى هذه المنتجات لانها ممنوعة ومن يتاجر فيها مُعرض للمُسائلة القانونية.

وذهبت الى محل أخر يبيع اجهزة كهربائية, وطلبت من صاحب المحل شراء ميداليات بها كاميرات مراقبة, فأجابنى بانه لا يعمل الا فى الاجهزة الكهربائية, فسألته عن محلات تبيع مثل هذه الاجهزة, فرد قائلآ "صعب تلاقى حد بيبيع الاجهزة ده علنى, واللى بيبعوها مش بيبعوها الا للناس اللى عرفانهم, لانها ممنوعة".

فتأكدت ان الحصول على أجهزة المراقبة والتجسس من الصعب الحصول عليها إلا بواسطة شخص يعرفة بائعى هذه الاجهزة فى شارع عبدالعزيز.

تجربة " مندوبة لشركة كبرى"

فأتجهت الى "حماده" أحد معارفى, لصلته بأصحاب محلات شارع عبد العزيز, فهم يبيعون اجهزة تجسس ومراقبة سراً, فبعد ان استصعب علي الأمر من الحصول على معلومات بمفردى, ذهبا سوياً الى شارع عبدالعزيز وبدأ يعرفنى على اصحاب المحلات على أننى أبنة خالته واعمل "مندوبة لدى شركة كبرى" وأريد شراء كمية من أقلام الكاميرا, وجهاز تتبع لسيارة رئيس مجلس ادارة الشركة, وولاعة لزوجى.

فكل من تحدثنا إليه بادر بالموافقة على الرغم انهم من قبل رفضوا التعامل معى, وقال لى " متولى. أ" ذات الاربعين من عمرة, صاحب محل لبيع الهواتف المحمولة أنه لا يتعامل الا مع من يعرفة "الشغلانه ده خطرة وفيها مسؤلية كبيرة, واحنا عندنا عيال عاوزين نربيهم".

وبدء متولى فى معرفة تفاصيل عن معرفتى بهذه التجارة, ومدى تعاملى مع شراء أجهزة التجسس التى تشبة تجارة الهيروين فى مخاطرها, وبعد تأكده من أننى أعمل مندوبة لدى شركة وفى نفس الوقت اعمل سمسارة فى بيع وشراء كل ما يجلب نقود.

تتدخل "حمادة" فى الحديث ليطمئن صاحب المحل من أننى محل ثقة, قائلآ " يا عمنا الدار أمان, وانا مجبلكش حاجه تأذينا", ضحك متولى قائلآ "الحرص الواجب", وبدء فى شرح تفاصيل الأجهزة, فيوجد لديه" قلم كاميرا 32 جيجا صورة عالية جدا وضوح نقى ويسجل فيديو صوت وصورة لفترة كبيرة موديل 2015 سعره 450 جنية شامل مصاريف الشحن, ساعة رقمية صناعة هندية ابانوس بها كاميرا خفية تعمل طوال اليوم بدون توقف, وبها فيديو موشن وفيديو مفتوح وتصوير فوتو وتسجيل وتستمر فى التصوير لمدة ايام وسعرها 600 جنية ونظارة مراقبه سعرها 500 جنيه, وكاميرا بها أزرار قميص تصور 3 دقائق، ولا تلتقط صورا فوتوغرافية، وتعمل بمجرد لمسها وسعرها 350 جنيه, ويوجد لديه ولاعة سجائر وهى عبارة عن كاميرا تجسس صغيرة جداً وتقوم بالتقاط صور ويمكن تركها لتقوم بالتصوير من تلقاء نفسها بعد ضبطها لتلتقط صوراً كل فترة تتراوح مابين دقيقة واحدة و90 دقيقة ويتم طبع التاريخ والوقت عليها حتي يمكن متابعة تحركات المراد تصويره ويمكن أن تحتفظ بالصور ونقلها علي كارت ذاكرة سعته 8 ميجابايت ومجهزة بالاتصال بجهاز الكمبيوتر بوصلة U.S.B, وفارة كمبيوتر "ماوس"  يحتوى على ميكروفون حساس يستخدم للتصنت بواسطة شريحة هاتف وشكلة كأى ماوس كمبيوتر, ويوضع داخلة شريحة تليفون وعند الاتصال برقم هذة الشريحة يتم فتح الخط اتوماتيك وتشغل لاقط الاصوات فيمكن سماع كل ما يدور بالمكان الموضوع به الماوس ولايصدر اى صوت او اى اضاءة عند الاتصال برقم الشريحة ولا يلفت نظر اى شخص موجود بالمكان, ويمكن وضعه باى مكان للمراقبة وسماع ما يدور به ويمكن التتبع والتصنت حتى وان كنت خارج البلاد.

والغريب انه شرح لى كيفية استخدام الاجهزة ولكنه لم يحضر الاجهزة كى أشاهدها, فأخبرنى بأن هذه الأجهزة لا يمكن وضعها فى المحلات, وان المورد الاساسى متواجد فى الاسكندرية وتأتى مُهربة عن طريق شركة شحن "ارامكس", وأكد لى انه لا يقوم بعمل ايصالات أوضمانات, وتتم عملية البيع والشراء بطريقة ودية, وتصل الأجهزة إليهم بطريقة سرية عبر الموانئ والمطارات سواء داخل حقائب صغيرة أو داخل شحنات مستوردة, ولكن يصعب ان تأتى هذه الاجهزة فى الوقت الحالى, ولكن بعد اصرارى باننى احتاجها حتى لو ذهبت بنفسى الى الاسكندرية, وافق على إحضارها قائلآ "انتى جاية من طرف الغالى", وأراد ان يعرف أسم الشركة التى اتعامل معها بإصرار ولكنى رفضت قائلة " انا لو قولتلك اسم الشركة ممكن تروح من ورايا وتتعامل معاهم وانا عمولتى من الشركة تروح", ضحك قائلآ "الأمانه لازم تكون موجوده فى شغلانتنا " فأجبته "الحرص واجب".

وبدأ الحديث يأخذ طريقة أخرى بعد عدم موافقتى بأخباره عن أسم الشركة التى اتعامل معها, فبعدما كان يرحب بالتعامل معى قال " لازم أشوف فلوسك الأول", غأعطيته موعد لتكون الفلوس جاهزة معى.

تجربة شراء اجهزة لفتح محل وللتجارة

أتجهت الى محل أخر لبيع الاجهزة الكهربائية ومعى "حماده" بحجة اننى أريد معرفة تفاصيل عن أجهزة المراقبة كى أقوم بفتح محل, فبدأ حماده يعرفنى على صاحب المحل قائلآ " أننى بنت خالته وفى حالة مادية يرثى لها, واردت ان أفتح محل لبيع ملابس الاطفال ولكننى وجدت العائد من تلك التجارة ضعيف للغاية, فأراد ابن خالتى مساعدتى وأشار لى ان أقوم ببيع أجهزة التجسس فمكسبها كبير للغاية", فأبتسم صاحب المحل "عادل.م" عمره لا يتعدى 38 عاماً, قائلآ " انتوا تأمروا بس التجارة ده الشغل فيها صعب, وانا مسؤليتى اخرها لغاية مأوصلك الأجهزة, ولازم يكون المحل اللى هتفتحية يكون له شغل تانى ومينفعش يكون بيع اجهزة التجسس وبس, علشان المحكومة لو شمت خبر هتتحبسى", جاوبته بنفس طريقة الكلام التى يتحدث بها لكى يتأكد أننى اعمل فى السوق منذ سنوات قائلة " وأنا لا أخشى أحداً.

وبدء الحديث يأخذ مأخذ الجد, فأردت أن أعرف عن إمكانياته فى الكمية التى يستطع ان يبيعها لى, فعلمت أنه يستطع أن يحضر ما أريده ولكن على فترات متتالية كى لا ينكشف أمرنا, ولكنه كان حريصً جداُ فى الكلام, فعندما سألته عن كيفية إحضار هذه البضاعة, رد قائلآ "الشغل فيه أسرار, انتى أخرك تعرفى ان البضاعة بتيجى عن طريق سيارات لشحن بضاعة أخرى, وتقوم هذه الشركة بإخفاء تلك الاجهزة فى بضاعتها بطريقه لا يستطع أحد كشفها, فهذه الشركات تستطع ان تخفى بضاعة بملايين الجنيهات دون ان تُكتشف".

وأضاف عادل أن التعامل سيكون بدون ضمانات او توقيع شيكات, ويريد الفلوس نقداً, وقال ان الأسعار لديه ستكون منخفضة عن باقى المحلات.

وعند البحث على مواقع التواصل الاجتماعى تجد الحصول على اجهزة المراقبة والتجسس بكل سهولة, فعندما تكتب على موقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك", كاميرات مراقبة يأتى لك فوراً أسماء صفحات مختلفة بأسماء مختلفة وأرقام تليفونات, فأول صفحة ستجدها بأسم "كاميرات تجسس" و" كاميرات تصنت وادوات حماية"و "GPS لتتبع السيارات, وآحدث آجهزة التجسس و التصنت Electronics", ويباع من خلالها؛ ساعة مكتب تحتوى على كاميرا وبرنامج تجسس ومراقبةtable clock spy camera, كاميرا مراقبة وتجسس مخفية على شكل ساعة يد hand watch spy camera, دبدوب مزود بكاميرا تجسس للمراقبة بسرية, مفتاح للكهرباء مزود بكاميرا تجسس, كاميرا تجسس ومراقبة مخفية داخل جهاز كاشف الحرائق fire alarm spy camera,  زرار قميص مزود بكاميرا مراقبة لاسلكية button spy camera, كاميرا لاسلكية تجسس ومراقبة مخفية على هيئة شماعة ملابس clothes hook spy camera, نظارة كاميرا eyeglass spy camera.

قمت بالأتصال بأرقام كثيرة من التى وجدتها على الفيس بوك, فمنهم من لم يرد على هاتفه من أول اتصال ومنهم من يضع خاصية على هاتفه يعطى المتصل بأن الهاتف مشغول طوال الوقت, وبعد إصرارى فى الاتصال, وجدت رقم هاتف يتصل بى لم يكن من الارقام التى قمت بالاتصال بها, وكانت المفاجأه أنه كان أحد اصحاب صفحات الفيس بوك الذى قمت بالاتصال به, فهو وجد هاتفى أتصل به أكثر من مرة, فقام بالأتصال بى من رقم أخر "عملية تمويهية", وكان المتصل "احمد" حذر جداً فى حديثة, وأراد أن يعلم مسبقاً كيف وصلت الى رقمه, وبعدها بدأت بمعرفته بأننى أعمل سمسارة لدى شركات كثيرة وأحضر لهم ما يريدون من بضائع, وشركتين كبيرتين حدث أكثر من مرة عملية نصب كبيرة ولم يعرفوا من المتسبب, لذلك يريدوا وضع قلم كاميرا مع كل موظف لكى يعلموا اذا كان المتسبب من داخل الشركة او من خارجها.

وافق احمد على التعامل معى بشرط أن أرسل له أسمى بالكامل وعنوانى ورقم هاتفى, للأطمئنان, وقال انه يعمل فى الاسكندرية وصعب يأتى بنفسه الى القاهرة ولكنه سيقوم بأرسال ما اريده عبر شخص أخر, وقام بسؤالى عن العدد الذى أريده, فقولت له أريد عدد 50 قلم كاميرا, فجاوبنى صعب ارسال الاعداد كلها مرة واحدة, ولكن فى البداية سيقوم بارسال قلم واحد لأقوم بتجربته وبعد سيقوم بأرسال الكمية التى أريدها على فترات عبر سيارة شحن مخبأ بها الاقلام.

وبعد مرور ثلاثة أيام وجدت رقم هاتف يتصل بى, ووجدته أحد الارقام التى أتصلت بها مُسبقا, وكان المتصل المهندس جلال يعلم فى بيع الكاميرات, وعند ردى عليه سألته عن امكانية شراء ولاعات الكاميرا والساعات الرقمية لاننى اريد فتح محل للتجارة فى هذه الاجهزة, قال لى انه كان فى امريكيا لذلك لم يرد على هاتفى عندما أتصلت به منذ أيام, وكان يحضر أجهزة مراقبة المتمثلة فى " أقلام الكاميرا والساعات الرقمية والميداليات", وبعد عودة الى القاهرة قام بالاتصال بى قائلا " انا تحت أمرك فى الكمية التى تريدها".

قولت له أريد فى البداية عشرة أقلام وعشرة ولاعات وعشرة ساعات, رد قائلآ ان الولاعات لا يوجد عليها سوق كباقى الأجهزة ومن الأفضل أن أتعامل مع بيع الميداليات والساعات والاقلام"سوقها كتير وشغاله والطلب عليها كتير".

والغريب أنه قام بنصيحتى بأن أبدء بخمسة أجهزة من كل نوع حتى أستطع البيع " لغاية ما العجلة تمشى", وقال أن من الافضل ان يكون المحل الذى سأقوم بفتحه له تجارة أخرى غير تجارة تلك الأجهزة لانها ممنوعه وتُعرض بائعيها للمُسائلة القانوينة, ومن الافضل بيعها للحبايب والاقارب.

ومكان المقابلة عند نادى الشمس بمصر الجديدة, والمكتب فى الشروق به تجديدات ولا يمكنا المقابلة به الان, وعن كيفية دخول هذه الأجهزة أكد جلال ان علاقاته كثيرة, يستطع من خلالها دخول الاجهزة سهولة بدون ان يعترضة أحد.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.