رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 3 مايو 2024 1:08 م توقيت القاهرة

عفيفى عبد الحميد يكتب : شعب يقتل نفسه بالديمقراطية

بقلم : عفيفى عبد الحميد ..... نائب رئيس التحرير

ما من مخلوق خلقه الله يكره الحريه و الانطلاق كيفما يشاء وقتما يشاء . يفعل ما يشاء . وقتما يشاء . فالله خلق الناس أحرارا ولكن هذه الحريات لابد أن تكون فيها شىء من التقييد . فأنت حر مالم تضر . و تنتهى حريه الشخص عندما تتجاوز ليتضرر منها الآخرين . فليست هناك حرية مطلقة و إلا فلماذا حرم الله القتل و السرقة و العدوان و الظلم ؟

 و كما أن الثورة المصرية أعطت المواطن المصرى كثيرا من الحقوق التى كان يقتقدها قبها إلا أن خلفت  مثالب كثيرة. منها دعوى الحريات و الديمقراطية التى إكتسبها المواطن بعد الثورة . فكانت الحريات قبل الثورة مكبوته تماما تكاد تكون منعدمة . ثم اصبحت بين يوم و ليلة متاحة تماما للجميع . هذا بالضبط  مثل أن تحبس رجل لبضعة ايام دون أكل او شرب ثم تضع له فجأة خروف مشوى . انظر ماذا يفعل ؟ على الفور تجده يلتهم الطعام حتى أنه قد يقضى على حياته بسبب الافراط فى الأكل  . و هذا ما فعلته بنا ثورة يناير الكل اصبح له رأى و يعتقد أن رأيه هو الصحيح و ما دونه الباطل . الكل اصبح مفتى و فتواه هى الصواب وما دونها باطل . فقد شكك البعض فى البخارى و مسلم بدعوى الابداع و تجديد الخطاب الدينى و الحريات . و البعض الاخر لمجرد أنه تواجد فى ميدان التحرير وقت الثورة حتى ولو كان يذهب لقضاء مصلحة و اضطرته الظروف للمرور فى هذا المكان أصبح من الثوار الحكماء الذين يضعون ملامح الدولة . ولهم الحق فى رسم مستقبل البلاد و العباد . حتى شاعت بين الناس مصطلحات  لم تكن لها هذا الشيوع من قبل فأصبحت كلمة ( ناشط سياسى و خبير استراتيجى و النخبة ) على كل لسان وأصبحت مهنة من لا مهنة له و توارت بعض المبادىء الى الخلف ليحل محلها أخرى فنجد على الفضائيات ما لا يرضى عدو و لا حبيب من السباب و الطعن فى وطنية البعض و عدم إحترام آرا ء البعض .

 و فى الجانب الآخر تجد  الذين استفادوا من الثورة و كونوا ثروة لا يحلمون بها تحولوا بقدرة قادر الى رجال إقتصاد من الطراز الاول  . ومن لهم الحق فى الفتوى تراجعوا الى الخلف . و تشدق بها من لا يعرف أصول الفتوى و زعموا أنهم من أولياء الله الصالحين و شككوا الناس فى أمور دينهم و آخرتهم . فقد أطلق الرجل اللحيه ليستحل لنفسه ما حرم الله فى بعض الاحيان و البعض أراد الشهرة و جمع المال . و أصبح الممثل إعلامى كبير و مقدم برامج يناقش أمور الحلال و الحرام و الفتوى و السياسة . و ربما يكون هو نفسه لا يعلم عنها شىء . و أصبح رجل الاعلام المتخصص ينتظر الفتات فهو من رواد المقاهى لا يجد ما يقيت به أهله ويطالب بالتحرى و الحياد  .  شىء لا يوجد إلا فى مصر . و لم يحدث إلا بعد الثورة . أن تجد كل فئات المجتمع تتحدث فى كل شىء . تجد رجل السياسة يفتى فى أمور الدين و رجل الدين تحول الى سياسة . تجد العامل فى بعض الأحيان رجل إقتصاد مع كل الإحترام لجميع الفئات وفى النهاية لم يتغيير شىء بالنسبة للمواطن البسيط فهو مازال ينحت فى الصخر للحصول على قوت يومه . ويظل الكل يحارب بعضه طمعا فى منصب أو مريدا للشهرة أو سعيا للحصول على أكبر قدر من المال

لك الله يا مصر ......... لك الله يا مصر

تصنيف المقال : 

التعليقات

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.