بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله أعظم للمتقين العاملين أجورهم، وشرح بالهدى والخيرات صدورهم، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفّق عباده للطاعات وأعان، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله خير من علم أحكام الدين وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهدى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلم تسليما مزيد ثم أما بعد اعلموا يرحمكم الله أن الكلمة الطيبة هي مفتاح الدعوة والقبول فهي جميلة اللفظ سهلة المعنى تغرس الخلق والأدب وتنشر الألفة والمودة في المجتمع وتعمق أواصر الوحدة بين الناس، وأنها توافق الشرع الحنيف فتدعو إلى ما يعزز التوحيد وينافي البدع والمنكرات والشهوات والشبهات، وأنها تثمر عملا صالحا وتفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر، نتائجها مفيدة، وغاياتها بناءة سامية.
وأي دين أعظم من الإسلام الذي جعل الشارع فيه الحرف بعشرة أمثاله إلى سبعمائة ضعف بتلاوة القرآن الكريم ؟ الكلمة الطيبة لماذا؟ ولسائل أن يسأل ولماذا يكون للكلمة الطيبة ذلك الخطر العظيم والثواب الجزيل ؟ وهو لأن الكلمة الطيبة شجرة مثمرة دائمة الخير والعطاء فيقول تعالي " ألم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها" وأن الكلمة الطيبة صدقة تثري المال، وتنمي الرزق، وتصل الرحم، وتنسي في الأجل، وتدخل الجنة فقد تكون تسبيحة أو ذكرا أو دعاء أو صلاة، والكلمة الطيبة سمة المؤمنين الصادقين والدعاة وشعارهم " وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما" وكما أن الكلمة الطيبة إختيار حكيم وإنصياع تعبدي من قبل المسلم لأمر الله عز وجل.
إمتثالا لقوله تعالى " وقولوا للناس حسنا " وقال سبحانه أيضا " فقل لهم قولا ميسورا " وبالكلمة الطيبة ندعو الناس بأحب الأسماء إليهم وأوقعها في نفوسهم، وبالكلمة الطيبة نحبب إليهم الطاعات ونوضح لهم مسائل الدين إستجابة لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم من خلال الترغيب في الخير والترهيب من الشر، وبالكلمة الطيبة ندعو إلى التفاعل مع قضايا الأمة " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" وبالكلمة الطيبة نقدم الشكر لمن أسدى لنا معروفا " فيقول صلي الله عليه وسلم "من قال لاخيه جزاك الله خيرا فقد بالغ فى الثناء" وبالكلمة الطيبة نعبر عن إمتناننا بالدعاء لعلمائنا ومشايخنا بالتوفيق والسداد ونشجع الدعاة وطلبة العلم على المضي قدما في مسيرة الخير والعطاء، وبالكلمة الطيبة تكسب الأم والأب قلوب أبنائهما ويضمنا صلاحهما.
وبالكلمة الطيبة يكسب الزوج قلب زوجته ويتواصل معها بالتوجيه والنصح في مسيرة بناء الأسرة الصالحة، وبالكلمة الطيبة نصلح بين الناس ونعدل بينهم بشهادة الحق وندفع الظلم بالعدل والسوء بالإحسان، وبالكلمة الطيبة ندعو إلى الإسلام ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة في محاضرة أو كتاب أو شريط، وبالكلمة الطيبة نفسد مخططات الشيطان في التحريش بيننا وبين إخوتنا إمتثالا لأمر الحق عز وجل، وبالكلمة الطيبة نثري مسيرة الإعلام الإسلامي بالكلمة المسموعة على أعواد المنابر والمرئية عبر الفضائيات والمنتديات والحوارات والمؤتمرات والمكتوبة على صفحات الجرائد والمجلات، وبالكلمة الطيبة ندعو المخالفين الى الإسلام، وبالكلمة الطيبة نقدم النصح للآخرين، فنهدي بإذن الله ضالا، ونعلم جاهلا، ونرشد تائها ونذكر غافلا فقال صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة "
إضافة تعليق جديد