رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 21 أبريل 2025 3:42 ص توقيت القاهرة

وداعًا صاحب الضحكة الطيبة… سليمان عيد يترجل عن صهوة الفن

 
بقلم د/سماح عزازي 

نجم الظل الذي سكن القلوب ورحل في صمت 
في صمت يليق بالكبار، رحل عن عالمنا الفنان المصري القدير سليمان عيد، بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، كان خلالها نموذجًا للفنان البسيط القريب من الناس، وصاحب الأداء العفوي والملامح المحببة للجمهور.

في زمن تتغيّر فيه الوجوه وتتنافس فيه الأضواء، ظل الفنان سليمان عيد وفيًا لفنه، متصالحًا مع موهبته، راضيًا بما قسمه الله له من محبة الجمهور. لم يكن يومًا نجم شباك، لكنه كان نجم القلوب... يطلّ بابتسامة عفوية، وبنبرة صوته المميزة، ليمنح المشهد روحًا لا تُنسى.

وُلد سليمان عيد في 17 أكتوبر عام 1961 بحي الكيت كات بمحافظة الجيزة، ونشأ في بيئة شعبية متواضعة شكّلت وعيه الإنساني والفني، وأثّرت لاحقًا على اختياراته في الأدوار التي جسدها. التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل والإخراج، وتخرج منه في أواخر الثمانينيات، ليبدأ رحلة طويلة من الكفاح والعطاء.
وقد رحل عن عالمنا في 18 أبريل 2025، بالقاهرة، عن عمر ناهز 64 عامًا، بعد أن ترك إرثًا فنيًا وإنسانيًا خالدًا، وجمهورًا كبيرًا لا ينسى طيبته وخفة ظله.

البداية... موهبة تشق طريقها رغم كل الصعاب
بدأت مسيرته الفنية بأدوار صغيرة في المسرح والدراما، وكان أول ظهور سينمائي لافت له في فيلم "الإرهاب والكباب" عام 1992 مع الزعيم عادل إمام، ومن بعدها توالت أدواره التي تميز فيها بخفة الظل، والقدرة على انتزاع الضحك الصادق دون تكلف.

نجم الظل... الذي أحبّه الجميع
لم يكن سليمان عيد في الصفوف الأولى، لكنه لم يكن يومًا بعيدًا عن القلب. لعب أدوارًا ثانوية في مئات الأعمال، لكنها أدوار محفورة في الذاكرة.

سليمان عيد… مسيرة من البهجة عبر الشاشات
شارك الفنان الراحل في أكثر من 290 عملًا فنيًا تنوعت بين السينما والمسرح والتلفزيون، وترك بصمة لا تُنسى في كل دور أدّاه، سواء كان رئيسيًا أو ثانويًا يكفي أن نذكر مشاركاته المميزة في الافلام 

أولًا: أبرز أعماله السينمائية
الإرهاب والكباب – 1992 طيور الظلام – 1995
صعيدي في الجامعة الأمريكية – 1998،همام في أمستردام – 1999، الناظر – 2000 ، جاءنا البيان التالي – 2001
أفريكانو – 2001، اللي بالي بالك – 2003،عوكل – 2004
زكي شان – 2005 ،كتكوت – 2006،جعلتني مجرمًا – 2006، حسن ومرقص – 2008 ، طير إنت – 2009
إكس لارج – 2011، 365 يوم سعادة – 2011
سيكو سيكو – 2025 (آخر ظهور سينمائي بدور المستشار سليمان عبد الحي)

ثانيًا: أبرز أعماله التلفزيونية
يوميات ونيس، الملك فاروق، راجل وست ستات، الكبير أوي
خفة يد ، رجالة البيت، البيت بيتي – 2022 ، فلانتينو – 2020  ، سيد الناس – 2025

ثالثًا: أبرز أعماله المسرحية
حزمني يا – 1992 ، بودي جارد ، شارع محمد علي
حمري جمري

الإنسان قبل الفنان
اشتهر سليمان عيد ببساطته وتدينه، وابتعاده عن صخب الإعلام، وكان محبًا لزملائه، حريصًا على دعم المواهب الجديدة. ظهر في لقاءات كثيرة وهو يروي قصصًا من حياته الشخصية بكثير من التواضع والصدق، حتى أصبح أيقونة للإنسان الطيب في الوسط الفني.

الوداع... حين يغيب البهجة
في صباح 18 أبريل 2025، نزل خبر وفاته كالصاعقة على محبيه وزملائه، الذين نعوه بكلمات مؤثرة. لم يكن مجرد ممثل، بل حالة من البهجة الصادقة، وذكريات طفولة ومراهقة لأجيال تربت على أفلامه.

رحل سليمان عيد، لكنه باقٍ في القلوب، في كل ضحكة رسمها، وفي كل مشهد من مشاهد البساطة والصدق.

إرث لا يُنسى
ما تركه سليمان عيد أكبر من عدد أعماله... ترك أثرًا لا يزول، وتاريخًا من الحب الذي لا يُمثّل. لم يكن نجمًا بالمعنى التقليدي، لكنه كان نجمًا من نور الطيبة، وخفة الدم، والإخلاص... وهذا ما لا يموت.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.