ومارسوا الحياة

 
الكاتب / عايد حبيب جندي الجبلي
لم يشاهد التاريخ منذ القرن العشرين حتى القرن الواحد والعشرين ولم تعاصر المسيحية مثلما عاصرت الأرمن في تركيا من اضطهاد ومجازر جماعية ألا وهي قتل وتهجير وتجردهن من
ملابسهن ومشي النساء عاريات وصلبهم علي الصلبان دون أن يلبسن شيئاً تواري أجسادهن وتهجيرهن من قراهن ومنعهن من الطعام لكي يمتن جوعاً ونهب أموالهن وأخذها للدولة العثمانية ورحلوا الأرمن علي الأقدام من دولتهم إلي الدول المجاورة دون طعام ليموتوا جوعا في ما شقت الطرق بين الخمائل والمدقات فيهما واصل إلي الدول المجاورة وفيهم من مات جوعا في الطرق من الشيوخ والأطفال وهذه الإبادة لم تفعلها داعش بكل جبروتها
لوقتنا هذا ( القرن الواحد والعشرين ) فاستنكر حينذاك الأزهر وفي وقتها كان الشيخ الأزهر الشيخ سليم البشري عام 1915 منقولا من بشاهدة الدكتور محمد رفعت أستاذ التاريخ الحديث فتشتتوا الأرمن في البلدان المجاورة ومنهم ما بق في تركيا وهم الخبازين ومقربين من الحاكم والذين اعتنقوا الإسلام وبعد الذين اعتنقوا الإسلام بعد مرور مائة عام قامت أحفادهم علي لسان مجموعة كانت علي قناة لبنانية اعتنقوا المسيحية اجتاحوا الأرمن في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين والعراق ومصر وروسيا وفرنسا وتعايشوا في البلدان كل دولة بلغتها وتقليدها ومارسوا الحياة في البلدان وعلي رئسهم مصر تعايشوا في مصر كأي مواطن مصري بشهادة ( د / ناييري همبيجيان ود / أرمن مظلوميا / وجار / وتومايانتس وغيرهم كسيران لديهم كنائس
ونوادي وغاصوا في برح الفن وفي الهندسة وفي الوزرة في وقت محمد علي باشا خمسة أرمن في القرن التاسع عشر وقد سمي شارع وسط البلد باسم موبار باشا من أبناء الأرمن وفي الوسط الفني الموسيقار فواد الظاهري ومن أعماله الزوجة الثانية وصراع في الوادي وغيرها من الأعمال الفنية ولا ننسي الفنانة لبلبة ولا ننسي الفنانة نيللي واسم الشهرة ليلي وفي الأفلام القديمة مثل الفنانة فيروز والفنان ناصبيان وكريكور ويوهان والفنانة ميمي جمال والفنان أنجيلا والفنانة أنشكا والفنان ليمان و ليزسركسيا وإبراهيم خان وغيرهم من الأسماء غير المطروحة علي المائدة وهؤلاء من أبناء الأرمن ( وأخيراً جاءت صوفينار) لكي تكمل مسيرة أجدادها
في السينما المصرية فكانت تركيا طاغية علي الأرمن وقتلت مليون ونصف المليون من الرجال والنساء ماذا فعلوا معهم الأرمن لكي يبدوهم ؟ هل كانت الأرمن دولة معادية ام كانوا يشاركونهم في الحكم ؟ لا هذا ولا ذاك بل كانوا اناس مسالمين حرفيين في مهنهم وبعضهم كان في بلاط السلطان عبد الحميد باشا وطلعت باشا وأنور باشا ،وعجبي علي رغم ذلك كانت تركيا أول دولة في العالم تبيد المسيحية سنة 300 ميلادية بعد تبشير المسيحية في فلسطين وكانت آنذاك تحكمها (الملكة أصغية )