بقلم مصطفى سبتة
على قفَصٍ بالليلِ حُلمي مُعلَّقُ
و جفنايَ ما فوقَ الخيالِ تُحلِّقُ
أُلمِّّعُ قُضباني وأُشعِلُ شمعةً
لأَلقى ظلالي بالقصيدةِ تُعْتَقُ
وأفرُكُ قِنديلَ الرمادِ بأحرفي
ومن بيضةِ العنقاءِ أُرْجَعُ أُخْلَقُ
أنا ابْنُ هوىً خاطَ الربيعَ بإبرةٍ
بمنديلِ من يهوى وأُمِّيَ جِلَّقُ
و ضلعٍ تربَّى بالحنانِ وحُضنهِ
إذا مسَّهُ دمْعُ الشقائقِ يُحْرَقُ
يمرُّ ببحرِ الذكرياتِ سفينةً
فموجٌ بهِ يطفو وآخَرُ يَغرَقُ
وللكرْمِ أنفاسُ العناقيدِ مَرَّةً
شممْتُ بها كفِّيْ فأصبحَ يُرزقُ
أُغرِّبُ في مَتْنِ اليراعِ قوافياً
ومن وَجَعِ الحِبرِ المُظَفَّرِ أُشرِقُ
وأزهرَ رمانُ المرابعِ أحْمراً
ويرقى على لونِ البنفسجِ أزرقُ
على ضِفَّةٍ للسطرِ خَبَّ فؤادُنا
ويركضُ في خُضْرِ التعابيرِ أبلقُ
نُعبِّئُ صرْخاتِ السرابِ بكأسِنا
وبالظمأِ الفضيِّ نهوى و نعشقُ
يطولُ جديلٌ للسنابلِ في يدي
يُذيِّلُهُ هَبُّ النسيمِ فيُبرِقُ
وكلُّ الذينَ اليومَ ساروا جَوارِحاً
وضَمُّوا ذِراعَي الغروبِ ترقْرقوا
تنزّلَ نجمٌ فوقَ وَجْنةِ وردةٍ
يُساوِمُها نحلُ الرحيقِ ويُغدِقُ
هيَ الشامُ أُولى الزهرتينِ فراشةً
وأسبقُ من ريقِ الكرومِ وأعتَقُ
تبدَّتْ من الجنّاتِ سَعْفةَ شاعرٍ
يسيرُ بها صَبٌ ظليلٌ و مُعْذِقُ
تدورُ بسُبْحاتِ الجمالِ ضُيوفُها
فيدخلُ موزونٌ ويخرجُ أخْرقُ
إضافة تعليق جديد