رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 24 نوفمبر 2025 12:29 م توقيت القاهرة

أجمل لباس يتزيّن به العبد

بقلم / محمـــد الدكـــروري 
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان، ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن التقوى، وكان من دعاء النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم " اللهم آت نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها" والتقوى هي وصية الرسل الكرام لأقوامهم، وقال رجل لرجل أوصني، قال أوصيك بتقوى الله، والإحسان، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، فيكفي المتقين شرفا أن الله معهم برعايته وحفظه، ومن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، 

وخالق الناس بخُلق حسن " رواه الترمذي، ولكن ماذا نفهم من وصية النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه بالتقوى؟ وهو أننا نفهم أن المرء محتاج للتقوى ولو كان أعلم العلماء، وأتقى الأتقياء، يحتاج إلى التقوى لأن الإنسان تمر به حالات يضعف فيها إيمانه وينقص، يحتاج إلى التقوى للثبات عليها، ويحتاج إلى التقوى للإزدياد منها، فاتقي الله حيثما كنت، في السر والعلانية، في الشدة والرخاء، في الخلوة والجلوة، والتقوى هي أجمل لباس يتزيّن به العبد حيث قال تعالى " ولباس التقوي ذلك خير " والتقوى هي أفضل زاد يتزود به العبد حيث قال تعالى " وتزودوا فإن خير الزاد التقوي واتقون يا أولي الألباب " وبها الطريق إلى الجنة فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال "تقوى الله وحُسن الخلق "رواه أحمد. 

والنبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل الله التقوى في دعائه، فيقول "اللهم إني أسألك الهدى والتُقى والعفاف والغنى "رواه مسلم، وفي دعاء السفر كان رسول الله يقول صلى الله عليه وسلم " اللهم إنّا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى" فالتقوى في السفر بالذات لها طعم خاص، فالمسافر يغيّر مكانه وحاله، وقد يكون في بلاد الغربة لا يخشى مما يخشى منه في بلده وموطنه، ولا يخشى فضيحة لو عُرف، لكن في بلده يخاف الفضيحة، لذلك كانت ملازمة التقوى في السفر مهمة جدا، وإن تقوى الله إذا استقرت في القلوب، وإرتسمت بها الأقوال والأعمال والأحوال، أثمرت من الفضائل والفوائد والثمار ما تصلح به الدنيا والآخرة، وما يشحذ همم أولي الأبصار إلى صراط العزيز الغفار، وإن من فوائد التقوى وثمارها أنها سبب لتيسير العسير. 

وتقوى الله سبب لتفريج الكروب وإيجاد المخارج والحلول عند نزول الخطوب، وهي سبب لفتح سبُل الرزق، وكما أن تقوى الله سبب لنجاة العبد من الهلاك والعذاب والسوء، وهي سبب لتكفير السيئات ورفع الدرجات والفوز بالغرف والجنات، فاتقوا الله عباد الله، فإن تقوى الله هي أكرم ما أسررتم، وأعظم ما ادّخرتم، وأزين ما أظهرتم، وكل من أراد العز في الدين والدنيا، والبركة في الرزق والوقت والعمل فعليه بتقوى الله، فإنها من أعظم ما استنزلت به الخيرات، واستدفعت المكروهات، وإن تقوى الله أعظم جنة يحتمي بها العبد يوم القيامة، فيا عباد الله، اعلموا أن التقوى سبب في توفيق العبد في الفصل بين الحق والباطل، ومعرفة كل منهما، والتقوى سبب لعدم الخوف من ضرر وكيد الكافرين، والتقوى سبب لتعظيم شعائر الله، والتقوى سبب لنيل رحمة الله، 

وهذه الرحمة تكون في الدنيا كما تكون في الآخرة، فاللهم بارك لنا في أموالنا وأوقاتنا، وأزواجنا وذريتنا، واجعلنا مباركين أينما كنّا، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخّرنا، وما أسررنا وما أعلنّا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدّم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، اللهم اغفر ذنوب المذنبين، وتب على التائبين، واكتب الصحة والسلامة والعافية لعموم المسلمين، اللهم فرّج همّ المهمومين من المسلمين، ونفّس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشفي مرضانا ومرضى المسلمين، يا رب العالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
13 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.