بقلم: أحمد يونس شاهين
كثرت في الآونة الاخير الأحاديث حول غزة ومستقبلها المجهول، فقد سمعنا منذ شهر تقريباً الحديث عن حوارات المصالحة تزامناً مع التهديدات الإسرائيلية بشن حرب جديدة على غزة، وتشييد ميناء لغزة وكذلك مطار بهدف تسهيل الاوضاع المعيشية لأهالي غزة بعد سنوات عشر عجاف حلت ضيفا ثقيلا غير مرحب بها خلقت ازمات حياتية يصعب على الجبال حملها فحملها أهل غزة على مضد مضافة لثلاثة حروب شنها الاحتلال الإسرائيلي فاقمت تلك الازمات ازمات، عسى أهل غزة ينعمون بشيء من الحياة الكريمة، وهذا أصبح الحلم الغزاوي.
فقبل حوال شهر صدرت تصريحات من قادة عسكريين ووزراء ومسؤولين إسرائيليين باحتمالية شن حرب جديدة على غزة بتذرعهم أن قوة المقاومة في غزة بدأت تتعاظم وبالمقابل حركة حماس بدأت تستعرض قدراتها العسكرية ووجهت رسائل تهديد لإسرائيل، وسرعان مع استبعد الاسرائيليون احتمالية حرب قادمة وبدأ الحديث عن إقامة ميناء لغزة يتم التفاوض عليه بين تركيا واسرائيل كشرط لإعادة التطبيع التركي الإسرائيلي ليكون لغزة نصيب في مفاوضات عودة التطبيع بين البلدين كون أن تركيا تعهدت بفك الحصار عن غزة شرط عودة العلاقات بينهما، وسبق ذلك الحديث عن بناء مطار في غزة بجهد قطري الأمر الذي نفاه لاحقاً السفير القطري أثناء تواجده في غزة قبل نحو شهر.
الجانب الإسرائيلي يتعاطى بأسلوب المد والجزر مع كل المقترحات المتعلقة بغزة خشية من تفجر الاوضاع في وجهه، فلذلك فإن الجانب الإسرائيلي يريد بأن تكون غزة تحت المجهر وأن يبقى الحال كما هو عليه (الانقسام)، وأن يكون متحكم بزام الامور عن بعد من خلال ضمانات دولية وتحديداً تركية وقطرية تتلخص في تقديم بعض التسهيلات لغزة وانجاز صفقة تبادل أسرى وجثث بين حركة حماس واسرائيل يتمخض عنها هدنة طويلة الأمد، وبذلك تكون اسرائيل قد أقفلت ملف غزة لحين من الوقت.
باعتقادي أن أي حراك يهدف إلى التخفيف من معاناة أهالي غزة لهو أمر جيد ولكن هل سيكون على حساب المستقبل السياسي لقضيتنا الفلسطينية، أعتقد أن اسرائيل لن تقدم أي تسهيلات أو توافق على ميناء ومطار إلا بثمن سياسي قد يلحق الضرر بمستقبل مشروعنا الوطني الفلسطيني لاسيما أننا لو نظرنا إلى ما يدور من حديث عن ميناء لوجدنا أنه لن يكون تحت السيادة الفلسطينية وأيضاً المطار الذي تبادر الحديث عنه وكذلك محطة توليد الكهرباء التي اقترحتها تركيا بعرض البحر كل ذلك منقوص السيادة الفلسطينية، وهذا ما تم رفضه في اتفاقية أوسلو ورفضه الرئيس الراحل الشهيد أبو عمار، فلو تعمقنا في تفاصيل ما يتم طرحه وما نسمعه في وسائل الاعلام سيكون الاستنتاج أن كل هذه المحاولات تهدف بالدرجة الاولى الفصل المطلق بين شطري الوطن وتمديد عمر الانقسام الفلسطيني، وافشال أي مساعي تبذل في سبيل عودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وخاصةً بعد طرح المبادرة الفرنسية ومطالبة السلطة الفلسطينية ومصر والسعودية بعقد مؤتمر دولي للسلام على غرار 5+1 .
هنا أصبح الفلسطينيون والمقصود هنا حركتي فتح وحماس وباقي الفصائل عليهم الانتباه جيداً للمياه التي تجري من تحت أقدامهم والتي ستغرق الشعب الفلسطيني في فوضى سياسية لا سبيل للخروج منها، وهذا يستعدي العمل من جميع الفصائل الفلسطينية بروح المسؤولية من أجل انهاء الانقسام على قاعدة لا غالب ولا مغلوب إن أدركنا ان المصلحة الفلسطينية العليا للشعب الفلسطيني تتطلب بذل كل ما هو ممكن ومستطاع من أجل تفويت الفرصة على المحتل.
أمين سر الشبكة العربية لكتاب الرأي والإعلام
إضافة تعليق جديد