رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 29 سبتمبر 2024 6:30 ص توقيت القاهرة

أسيرة قلبي

كتبت / مني خليل

في المطار الواسع الكبير هرولت نانسي بكل مرح وابتسامة رائعة جذابة علي صديقتها لمياء كان يعملان مضيفتان في أحد شركات الطيران المصري . كأنهما توأم نفس الجاذبية مع بعض الاختلافات الجوهرية . فدائما تتعامل نانسي بالعاطفة وتكملها لمياء بالعقل . وفي كافيه المطار جلست نانسي تحتسي قهوتها الصباحية وتتحدث مع لمياء عن مقابلة اليوم لأحبابهم وخطابهما ( أسر وشريف ) وعن ماذا سيرتدون من ملابس وانواع العطور وكانت الفرحة تملئ قلب نانسي بحبيبها أسر الذي سوف يتمم فرحتها بالزواج قريبا . ولكن لاحظت الوجوم والعبوس علي وجه لمياء مما أثار تساؤلها فأجابتها أنها تشعر بأن شريف يتهرب من الزواج ويكتفي بفترة الخطوبة والخروج والمرح أنه ليس مثل أسر خطيبك جاد . لقد خدعت . حاولت نانسي تهدئة لمياء ومنحها بعض من الامل واخبرتها بأن شريف يحبها كثيرا. وظلت تذكرها بكل الاشياء الجميلة لتهون عليها هذا الحزن الساكن بداخل عينيها. ولكن لأول مرة تفشل في ذلك لاستمرار سوء حالة لمياء وانهيارها بالبكاء .ثم أعلنت الطائرة عن موعد الاقلاع . واستعدت نانسي ولمياء . وبعد انتهاء العمل اتصل أسر علي نانسي يؤكد عليها مكان اللقاء ولكن يخبرها بأن شريف اعتذر ولم يحضر . حاولت نانسي أن تخبر أسر بضرورة احضاره لأن لمياء منهارة ولو علمت سوف تزداد سوء . اقترح عليها أن تحضر معها لمياء ولا تخبرها بأي شيء وهو سوف يحاول معه مرة أخري. وفي المساء في المكان الجميل علي النيل حضرت نانسي بكامل أناقتها وجمالها وعيونها السوداء اللامعة وابتسامتها البريئة تستقبل أسر بحضن من تلك العينين . وكانت لمياء أيضا جميلة ولكن الحزن مهيمن عليها حتي عيناها الزرقاء التي مثل البحر في هدوئه لمعت بداخلها الدموع ولاحظ أسر هذا وحاول أن يطمئنها . ولكن تساقطت دموعها علي وجنتيها . سألها أسر عن اخر مشكلة بينه وبينها أخبرته أنها بسبب الأهل والتحكمات وليس لها ذنب . وأنه دائما يتهمها بضعف شخصيتها وهي لا تستطيع معارضة أهلها . حاول أسر ونانسي تهدئتها ووعدها أسر بأنه سوف يحسم الأمر . ثم انشغل اسر مع نانسي بالحديث . ونظرت لمياء الي أسر تحسد نانسي عليه فهو المطيع الطيب الذي لا يرفض لها طلبا ويعاملها بحنان مهما انفعلت عليه . يحاول دائما يرضيها . بكت أكثر رغما عنها ولاحظت نانسي هذا واستأذنت أسر أن يغادروا بالحال . حاولت لمياء أن تتحدث الي شريف عبر الواتس اب . ورد عليها ببرود كنت مشغول لم استطيع الحضور حاولت معاتبته لم يبالي مما أثار غيظها أكثر سألته متي ستراه. أخبرها بكل وقاحة غير معهودة لن اراكي مرة أخري واتمني ينتهي الموضوع وسوف اعتبرك صديقة مقربة . بكت أكثر وحاولت الاتصال به وجدت نفسها في قائمة المحظورين لا تستطيع الحديث معه . ثم دخلت عليها والدتها أخبرتها بفسخ الخطبة وان أهل شريف لن يستطيعوا تلبية الطلبات. انهارت وصرخت لم تصدق شريف حب عمرها وحياتها يتخلي عنها . اتصلت علي نانسي تبكي وتخبرها أن تجعل أسر يتحدث الي شريف . اشفقت نانسي عليها ثم في منتصف الليل استقلت سيارتها مسرعة الي بيتها تحاول تهدئتها . ولكن دون جدوى فجرح القلب مؤلم أكثر من الأمراض المستعصية . تستطيع أن تداوي امراضك بالمسكنات لكن جرح قلبك لا تداويه غير الايام بصعوبتها وكل ثانية تشعر بالالم . احتضنتها اصطحبتها معها دائما خشية عليها وعلي حالها حتي وهي مع أسر كانت تحضرها لتخفف عنها صدمتها وألمها .. شهرا كاملا لا تتركها وحدها . ثلاثون يوما بدلوا الأحوال . لاحظت تعافي صديقتها واستعادة ابتسامتها من جديد فرحت بها . ولكن أسر تبدلت أحواله معها ماعاد يحدثها كعادته تشعر بأنشغاله. وفي يوم حاولت الاتصال به كان مشغولا . فقررت أن تتحدث الي لمياء حتي ينتهي من مكالمته وتعاود الاتصال . ولكن كانت لمياء مشغولة أيضا . لم تعرف لماذا انقبض قلبها ولكن حاولت محاربة الشكوك اللعينة . رأته متصل علي الواتس اب . رغما عنها وليس طبعها راقبت واتس صديقتها وراتهما متصلين معا . لا تصدق هل جزاء الاحسان هذا . حاولت أن تبعد الشيطان وتقطع اتصاله بأتصالها ولكن كنسل عليها وظل متصلا بواتس اب . دخلت عليها علي الواتس خرج وظل هاتفه مشغول وهاتف لمياء أيضا وهي تراقب . غير مصدقة ولكن عليها بدليل اقوي حتي لا تظلم احدا. وفي اليوم التالي اخبرت أسر أنهما من فترة لم يخرجوا سويا وحدهم. أخبرها بانشغاله هذه الفترة . صمتت وبدأت تلافيف عقلها تعمل . لاحظت بهجة صديقتها واقبالها علي الحياة نعم كانت تتمني ذلك ولكن من وراء هذا ؟؟ جاءها اتصال من مجهول أنه رأي صديقتها لمياء مع خطيبها بنادي يتدربون علي كرة السلة. انزعجت لم تصدق . ولكن فكرت تدريب يعني اشتراك ولو هذا صحيح سوف يترددون علي المكان . استقلت سيارتها وراقبت عن بعد بعد أن اتصلت ب لمياء وتأكدت أنها خرجت وليست بالبيت ومشغولة . وبالفعل رأتها تنزل من سيارة أسر عند باب النادي . وأسر يفتح لها باب السيارة بأنحناء .. لم تصدق أنه لا يفعل معها هكذا ؟ يعاملها كأميرة وهو الخادم.. وأخذ يدها الي النادي . صمتت غير مصدقة . مشاعرها متضاربة هي قوية لكن ضعيفة أمام حبه . صمتت ولكن شعرت أن كل دموع المجروحين تقف علي باب عينيها تريد الخروج . توسلت إليها دموعها أن تفتح لها الباب .

جزء اول . انتظروني باقي الرواية

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.