بقلم / عبير حسني
أثارت حملات إزالة المخالفات التي قام بها اللواء زكي سلام رئيس حي العجوزة غضب أصحاب المحال التجارية في المنطقة ،، مما دفعهم لشن هجمات إعلامية مكثفة ضده ، مدعيين أنهم تعرضوا للظلم والقهر ،، وأن أوضاعهم القانونية سليمة وفق عقود تمليك تلك المحلات التي تنص على الإنتفاع بمساحات خارج حدود تلك المحلات .
وهوه الأمر الذي دفعني لأن أطرح سؤالا عن مدى أحقية أصحاب تلك المحلات لإستغلال مساحات خارجية من شأنها أن تعيق حركة المرور في شوارع العجوزة ، وتعيق مشي المارة على الأرصفة الجانبية ؟
بالطبع ،، فإن حي العجوزة بهذه الإجراءات يعمل بمبدأ تقديم الصالح العام على الصالح الخاص ، فهل يكون عمله وفق هذا المبدأ خطأ يستحق كل هذا الهجوم الضاري ؟
إستطلعت الأمر بنفسي ، وتعمدت أن أسير في تلك الشوارع بسيارتي تارة ، ومشيا على قدميَّ تارة أخرى ،
فشعرت بالفارق الكبير الذي حدث بعد إزالة تلك المخالفات ، الناس تمشي بأريحية رائعة ، والشوارع العامة والجانبية أصبحت أشبه بشوارع باريس وإيطاليا وفرنسا المنسقة ، التي يسير فيها كل المارة بشكل لا يعيق تحركاتهم أو سير عربات أطفالهم .
سمعت بأذني تأففات بعض أصحاب المحال من تضييق الخناق عليهم بهذا الشكل ، فأثارني الفضول لأن أقيم مع مجموعة منهم حوارات ليست رسمية ، أحاول من خلالها فهم وجهات نظرهم ، وإقناعهم أن مصلحة الشارع بشكل عام ستعود عليهم بطريقة غير مباشرة .
سألني أحدهم : إزاي يا أستاذة ، كنت بفرش بضاعتي قدام المحل براحتي ، دلوقت إتحصرت داخل حدود المحل بتاعي .
فجاوبته : لما بقت الحركة ف الشارع سهلة ، الناس زادوا في الشارع ولا بقوا أقل
فقال لي زادو جدا عشان بقى في مساحات أكبر للمشي .
فقلت له : ولما الناس يزيدو ، دا أفضل ليك كتاجر ولا أسوأ ؟ فقال : أفضل طبعا .
فأنهيت حواري : كدة مصلحة ليك أكتر من الأول ، صح ؟ فقال : عندك حق ، فعلا حركة البيع زادت كتير بعد الإزالات .
من هذا المنطلق ،، تيقنت رئيس حي العجوزة اللواء زكي سلام على تحقيق طفرة تغيرية متطورة للأفضل ، من شأنها أن تعيد للعجوزة والمهندسين رونقهم السابق ، بعد أن قضت عليه التجاوزات والإشغالات ، ويجب عليه الإستمرار على هذا النهج .
كما يجب علينا كمواطنين وكإعلاميين أن نشد من أزره وأن نقف إلى جواره ، حتى يستطيع أن يحقق الصالح العام لأهالي العجوزة والمارين علبها ، ولتعود العجوزة كما كانت في السابق ، من أجمل أحياء محافظة الجيزة ، والقاهرة الكبرى ،، على الإطلاق .
إضافة تعليق جديد