رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 14 يناير 2025 8:43 م توقيت القاهرة

أعجب وأغرب الرحلات التي قام بها البشر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله الخافض الرافع نحمده أن أنزل القرآن على الناس يتلى وأذهب به عن الأرواح المواجع، يا ربنا لك الحمد على كل حال وواقع، اللهم إنا نشهدك على أنفسنا بأننا نشهد بأنك أنت الله رب كل شيء ورب العرش العظيم، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، محمد عبدك ورسولك، اللهم صل وسلم وبارك عليه واجعل له صلاتنا وديعة يا من لا تضيع عنده الودائع، وبعد عباد الله اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد تعتبر رحلة الإسراء والمعراج من أعجب وأغرب الرحلات التي قام بها البشر على الإطلاق، حيث تمثلت هذه الرحلة بقدرة الله تعالى على الإسراء بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من مكة الكرمة إلى المدينة المنورة، وبعد ذلك عُرج به إلى السماوات العُلا، ثم رجع إلى بيت المقدس. 

وتنتهي الرحلة بعودة النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة المكرمة، وكان ذلك كله في فترة زمنية قصيرة تتحدد بجزء قليل من الليل، وبالتالي فقد كانت رحلة الإسراء والمعراج إحدى معجزات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الأمور التي رآها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج، هو جبريل عليه السلام فقد رآه على هيئته الحقيقية فقد رأى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج الملك أمين الوحى جبريل عليه السلام، في صورته التي خلقه الله تعالى عليها، وهي خلقة عظيمة، وآية من آيات الله عز وجل، فهو مخلوق عظيم له ستمائة جناح، كل جناح منها حجمه مد البصر، وقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم مرتين على صورته الحقيقة، حيث رآه في الأفق الأعلى، وعند سدرة المنتهى، والمقصود هنا أن الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم. 

هو جبريل عليه السلام، لكن ظن البعض أنه رأى ربه في رحلة المعراج، والصواب أنه لم يره، ودليل ذلك قول السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سُئلت عن ذلك فقالت أنه لم يرى ربه، وقرأت قول الله تعالى " لا تدركه الأبصار" وهو يعني لا نرى الله في الدنيا، أما في الآخرة فسوف يراه النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون يوم الحساب، وفي الجنة، بإجماع أهل السنة والجماعة، بحيث يرونه رؤية ثابتة واضحة بيقين لا شبهة فيه، ووضوحها ويقينها كرؤية الشمس والقمر، وهذه الرؤية خاصة بأهل الإيمان، أما الكفار فهم محجوبون عن رؤية الله تعالى بنص القرآن الكريم، ومما ثبت واتفق عليه العلماء أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم صلى في رحلة الإسراء والمعراج بالأنبياء إماما، ولكنهم اختلفوا متى تم ذلك، فمنهم من قال أنه أمَّهم عند مقدمه إلى المسجد الأقصى. 

ومنهم من قال أنه أمهم وهو يعرج إلى السماء، وإختار ابن كثير أنه قد أمَّهم بعد أن نزل من العروج إلى بيت المقدس، وأيضا فقد جاء في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في رحلة الإسراء والمعراج الملك خازن النار، وهو مالك عليه السلام، حتى إن مالك هو الذي بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالسلام، وكذلك البيت المعمور، وهو بيت يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودوا إليه أبدا، وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أثناء صعوده إلى السماء برفقة جبريل عليه السلام رأى البيت المعمور، حيث قال صلى الله عليه وسلم "فرقع لى البيت المعمور، فسألت جبريل، فقال هذا البيت المعمور" وأيضا سدرة المنتهى فقد رأى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج الجنة ونعيمها. 

ورأى سدرة المنتهى، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " ورفعت لى سدرة المنتهى" وأيضا نهر الكوثر، فقد رأى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج نهر الكوثر الذي خصه الله به وأكرمه به، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم" بينما أنا أسير فى الجنه إذا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، قلت ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.