رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 15 يناير 2025 4:11 ص توقيت القاهرة

رحلة التبصير والتنبيه.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 14 يناير 2025
الحمد لله الرحيم الرحمن، علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون، وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن رحلة الإسراء والمعراج، ولقد كان لهذه الرحلة العظمى غاية عظيمه وهو بيان الآيات وشرح مستقبل الأمة وأخذ الحيطة والحذر من كل ما يقع، وكيفية الخروج منه، فهو رحلة تبصير وتنبيه، فقد رأى صلى الله عليه وسلم، مرئيات كثيرة ولها دلالات عظيمة، منها ما يتعلق بأثر الكلمة ودورها في المجتمع، ومنها بيان قيمة الزمان في المجتمع الإنساني، ومنها خطورة الربا وآثاره المدمرة.
ومنها الحرص على قدسية المرأة، وعدم الاختلاط الداعي إلى الزنا، وحياة الفحش والخنا، ومردود ذلك على المجتمع، ومنها التحذير من الدنيا وزينتها، ومنها خطورة الاغتياب، وعواقبه السيئة، ومنها بيان طبيعة الدين الإسلامي النقية، السهلة، السلسة، وتعاليمها الواضحة الهينة اللينة، ومنها مكانة المجاهدين، ومنزلة الجهاد عند الله سبحانه وتعالى، ومنها بيان مكان الصلاة، وأنها معراج المؤمن إلى ربه، وصلة العبد بمولاه، ومنها ما يتعرض له الإسلام ودعاته من عواصف هوج، وأباطيل، وعراقيل، وابتلاءات واضطهاد من هنا وهناك، وما يحيط به، ويحيك به من دسائس ومكر، وخطط ماكرة لطمسه، وقتل أنصاره، ووجوب الصبر، والتجمل، الكثير، والكثير من الرؤى والرموز، والدلالات، والمفاهيم، فإن الإسراء له مفاهيم، وتحيطه غايات.
ويشتمل على معان ودلالات، ومرادات، يجب علينا أن نعيشها، ونتأملها، ونعمل بمقتضاها، ولكن هناك حقيقة، وهي أن المسلمين اعتادوا أن يحتفلوا بذكرى الإسراء والمعراج في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، واعتقد الكثيرون أن الإسراء كان في هذه الليلة، وهذه ليست حقيقة مؤكدة، والتحقيق في هذا أن العلماء قد اختلفوا اختلافا كبيرا في يوم الإسراء بل في شهر الإسراء بل في سنة الإسراء فقد قال السدي كان الإسراء في شهر ذي القعدة، وقال ابن عبدالبر كان الإسراء في شهر ربيع الأول، وقال النووي كان الإسراء في شهر رجب، وقال الواقدي كان الإسراء في شهر شوال، وقيل كان الإسراء قبل الهجرة بستة أشهر، وقيل كان الإسراء قبل الهجرة بتسعة أشهر، وقيل كان الإسراء قبل الهجرة بسنة، وقيل كان الإسراء قبل الهجرة بسنة وستة أشهر.
وقيل كان الإسراء قبل الهجرة بثلاث سنين، كما قال ابن الأثير، ومن ثَم فإن اليوم والشهر والعام لا يعلمه إلا الله، والتحديد للإسراء بيوم وشهر ضرب من المجازفة والتخمين، لا دليل عليه من الصادق المصدوق، الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم، والتحقيق أن الإسراء كان بعد البعثة وقبل الهجرة، من مكة إلى المسجد الأقصى، ثم من المسجد الأقصى إلى السموات العلا، كما جاءت به الأخبار الصحيحة عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وهكذا كان الإسراء والمعراج فهو حدث عظيم في حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وحدث مفصلي في عمر الدعوة الإسلامية العريقة، وحدث هام عند المسلمين في أرجاء المعمورة إذ فرق بين الحق والباطل، وأظهر الغث من السمين، وعرى أعداء الدين، ووضح الأهداف الجليلة للمناضلين والمجاهدين في طريق رب العالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.