الحمد لله الذي يمن على من يشاء بالأولاد ويجعلهم فتنة يتبين بها الشاكر الذي يقوم بحقهم ويصونهم عن الفساد والمهمل الذي يضيعهم ويتهاون بمسئوليتهم، فيكونون عليه نقمة وحسرة في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، أما بعد إن نبينا المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم قد أعطي هذا الشهر الكريم شهر شعبان إهتماما بالغا ظهر هذا الإهتمام في عبادته صلى الله عليه وسلم وفي صومه، وفي مواعظه، وهذا معلوم من الأحاديث الصحاح التي يأتي في مقدمتها حديث أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه وهذا الحديث له مكانته في فضائل ومزايا هذا الشهر الكريم، فإن شعبان شهر فضيل كان نبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم يصوم أكثره، لا يترك من صيام أيامه إلا القليل، والنبي أسوتنا صلى الله عليه وسلم.
ولما خص النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشهر بمزيد من العبادة علم أن لهذا الشهر مكانه خاصه، وهي أنه شهر عاده ما يغفل عنه الناس بين رجب الحرام ورمضان شهر الصيام، وأنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، والإجتهاد في العبادة في شعبان بمثابة التوطئة للدخول في رمضان والإستعداد لشهر الفريضة، ولذا كثر فيه الصوم وصوم شعبان مفضل، مرغوب فيه، مضاعف أجره، وقال ابن رجب رحمه الله " صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوع ما كان قريب من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة.
فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد عنه" وعن أبي سلمة رضي الله عنه أن السيدة عائشة رضي الله عنها، حدثته قالت "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله" وعن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت " كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم إستكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان" وقال الأمام ابن حجر رحمه الله تعالى "وفي الحديث دليل على فضل الصوم في شعبان، وقال شيخ الإسلام الأمام ابن القيم رحمه الله تعالى وفي صومه صلى الله عليه وسلم أكثر من غيره ثلاث معاني.
أحدها أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فربما إنشغل عن الصيام أشهرا، فجمع ذلك في شعبان ليدركه قبل الصيام الفرض، والأمر الثاني وهو أنه فعل ذلك تعظيما لرمضان، وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيما لحقها، وأما الأمر الثالث وهو أنه شهر ترفع فيه الأعمال، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن يرفع عمله وهو صائم" وهذا يحثنا ويدلنا علي عظم العبادة وفضلها وأهميتها في هذا الشهر الكريم المبارك، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
إضافة تعليق جديد