بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد إعلم أخي الكريم أن من أكبر أسباب عذاب القبر المشي بين الناس بالنميمة، وعدم التنزه من البول، وأكل الربا فأكلة الربا ملقون على سابلة، أي طريقهم آل فرعون تدوسهم تلك الأمة القدرة بأقدامها كلما عرضوا على النار في الصباح والمساء ولأكلة الربا بطون كالبيوت كلما أرادوا التحول عن طريق آل فرعون مالت بهم فسقطوا فيه، أتيت القبور فسألتها أين المعظم والمحتقر؟ وأين المذل بسلطانه ؟ وأين القوي إذا ما قدر ؟ ففاتوا جميعا فما مخبر، وماتوا جميعا ومات الخبر، فيا سائلي عن أناس مضوا؟ أمالك فيما ترى معتبر ، تروح وتغدوا وأبلاك الثرى.
فتمحوا محاسن تلك الصور، فاتقوا الله عباد الله واعدوا للقبر عدته فلقد أرى الله سبحانه وتعالي خلق من خلقه بعض نماذج من نعيم القبر وعذابه ، حيث ذكر الإمام إبن الجوزي في تاريخه في سنة ست وسبعين ومائتين أنه إنفرج تل في أرض البصرة بعرق تل شقيق عن سبعة أقبر في مثل الحوض وفيها سبعة أنفس أبدانهم صحيحة وأكفانهم يفوح منها رائحة المسك أحدهم شاب له جمة وعلى شفتيه بلل كأنه شرب ماء ،وكأن عينه مكحلتان، وله مذبة في خاصرته، وأراد بعض من حضر أن يأخذ من شعره شيئا فإذا هو قوي كشعر الحي، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كنت فيمن حفر لسعد بن معاذ قبره بالبقيع وكان يفوح علينا المسك كلما حفرنا من قبره ترابا حتى إنتهينا إلى اللحد، وروي عن محمد بن شرحبيل بن حسنة قال أخذ إنسان قبضة من تراب سعد.
فذهب فنظر إليها بعد ذلك فإذا هي مسك، أما عياذا بالله من صور العذاب فالقصة المشهورة التي رواها الإمام الذهبي في كتاب الكبائرعن بعض السلف أنه أتى أخت له ماتت، فسقط كيس منه فيه مال في قبرها فلم يشعر به أحد حتى انصرف عن قبرها ثم ذكره فرجع إلى قبرها فنبشه بعد ما انصرف الناس فوجد القبر يشعل عليها نارا فرد التراب عليها ورجع إلى أمه باكيا حزينا فقال يا أماه أخبريني عن أختي وما كانت تعمل؟ قالت وماسؤالك عنها؟ قال يا أمي رأيت قبرها يشتعل عليها نارا، قال فبكت وقالت ياولدي كانت أختك تتهاون بالصلاة وتؤخرها عن وقتها، فهذا حال من يؤخر الصلاة عن وقتها فكيف حال من لايصلي؟ وإلى أهل مكة هذه القصة التي اشتهر أنها وقعت في قبورالمعلاة، حيث حفر عدد من القبور لبلاغ وصل بأن هناك تسريب لمياه المجاري عليها.
فوجد في أحدها بقايا أنسان متفحم ككتلة من البلاستيك تفحمت بعد حرقها فقيل لعله رجل مات في حريق ودفنه أهله فنظروا في جدار القبر فإذا آثار لهيب النار، فسبحان الله العظيم فننظر أيها الأخوة الكرام في حالنا هل نحن مثل هذا أو أسوء منه، فأوصيكم ونفسي بسورة تبارك فأقرؤها كل ليلة وعلموها نساؤكم وأولادكم فقد أخبر من لاينطق عن الهوى صلي الله عليه وسلم أنها تدافع عنكم في قبوركم، وها قد اقترب شهر المغفرة والرضوان فسارعوا لاغتنام النجاة فيه، فمحروم والله من فاته خيره.
إضافة تعليق جديد