أمة وسيفها مصر

مصر العروبة والفخر وما لها
من كل مجد يستحق جلالها
يا من صدعت التتر حين تكالبوا
وسقيتهم كأس الردى بقتالها
يوم الجهاد بعين جالوت ارتقى
وسيوفنا لم ترحم لحظ أنذالها
بيبرس من أرض الكنانة صيحة
رعد البطولة خطّ في أجيالها
وقيام قطز كان وعدَ كرامة
أن لا يهانَ الدين في أطلالها
وحملت عن بيت النبي أمانة
فحميته من فتنة وشمالها
في القدسِ يشهد للمحاريب التي
صلت بنور النصر من أبطالها
وصلاحنا نادى العروبة جمعت
كل القلوبِ بقوة وأفعالها
فمضى إلى حطين يرسم سيفه
درب الفدى ويقودها بأهالها
نصر كضوء الفجرِ لاح بجمعنا
فسجودنا شكر لمن أعلاها
عاد الأذان إلى الربى متوهجا
وعيوننا طافت على تمثالها
والأندلس قد ضاع منا طيفها
لكن سيوف الحقّ لم تجهالها
عبد الغفاري الشجاع تقحمت
أرض الفرنجة في طموح خيالها
من مصر يبدأُ فجرنا ويضئ لنا
فالنور ما برح الديار حلالها
نحن الأخوة في النسب يا أمنا
من نسل إسماعيل نبع وصالها
نحن أخوال كل العرب فافخري
أن الجذور تسامت بأوصالها
يا مصر يا أم البلاد ومجدها
لك في القلوب المنزلة ومقالها
فارفعي الجبينَ ورايتك شامخة
والكون يعرف قدرك وأجيالها
يا أمتي و يا مهدنا و يا عزنا
عودي بقلبِ العدل لا أشكالها
عودي بوحدتنا فإنك إن نهضت
عاد الزمان ببهجه وجمالها
قلم الأديب د أحمد أمين عثمان