أمشي بدرب العمر بقلم مصطفى سبتة

أضحى المسيح الحلو فخرا قدوتي
كالبدر يبدو في ليالي دعوتي
ما عدت ضعفا المبتلى في عيشتي
تعلو جمالا في صفاتي قوتي
حبي عظيم في فمي أو في دمي
ربي إليه المشتكى في بلوتي
ربي أناجي في ترجي دعوتي
تحلو الليالي في حماها نجوتي
قد صرت كالغصن الذي فيه الندى
رطبا و قد مرت ليالي قسوتي
أمشي بدرب العمر أعمى كنت من
دون الهدى في حضن كفي جذوتي
قد عشت في دنيا الدنايا و الخطا
يا المبتلى عبدا ببلوى شهوتي
حتى رأت عيني المسيح المرتضى
و السيد الفادي أرى في نشوتي
قد صارت التقوى لقلبي ترتضى
تكسو كياني في زماني كسوتي
كأسي بخمر الحب يعلو فيضه
في ليلة الميلاد تعلو حسوتي
في منتهى الأحشاء يسري حبه
تدمى بلا خمري المصفى حشوتي
أهوى صعودا للمعالي مثله
نجمي أرى منها أعالي ربوتي
قد صرت للدنيا ورائي تاركا
أخطو إلى أقصى أمامي خطوتي
في عيده الميلاد تبقى فرحتي
في منزل الأمجاد ترقى حظوتي
أشدو كطير في العلى أنشودتي
ألقي على خصري بفخري حقوتي
ما غاب عني وجه ربي حاضر
أنواره تبدو بأقصى خلوتي
قد كنت في دنيا ظلامي تائها
أعمى بلا نور الهدى في صبوتي
مثل الزمان المر أعمى ناظري
تسري على دنيا البرايا نبوتي
ألهو بمنحى زهرة الدنيا معي
تلهو بأنياب التردي لبوتي
قد كنت كالمجنون ألقى تائها
في ليلة الشكوى ببلوى نزوتي
أرجو سروي في شروري مبتلى
كالطفل تقوى في بكائي لعوتي
ما عدت مذ عيني رأت أحكامه
في مسرح الحكام أعطي رشوتي
عقلي به أنواره تمحو ظلا مي
قد طغى مرت ليالي غبوتي
عهد جديد قد محى عهدا قدي
ما النور يأتي في تجلي غدوتي
قد صارت الأخلاق عندي حلوة
قد كنت فظا في تعالي جفوتي
أضحى خلاصي في مناصي ظاهرا
و الروح يفدي في فداء قدوتي
ألقي يدي اليمنى إليه فارحا
أبدو جميلا في أعالي عدوتي
ألقي قصيدي أو نشيدي مدحه
يحلو و تعلو في مداه ندوتي
و الفارس الفادي لقومي صرت في
دنيا الحمى تعلو جلالا صهوتي
لا أشتهي إلا صخورا في العلى
كالبحر أبدو في رمالي رغوتي
حذوي مشى دهري و يشدو نغمتي
ظلي أراه في تماهي حذوتي
و الحب ديني في المدى أو مذهبي
أغزو قلوبا بالهوى في غزوتي
خمر الهوى مثل السكارى أحتسي
أشدو غنائي في معاني سلوتي
أزهو و ألهو مثل طفل أمه
الحسناء تبدو في معالي نخوتي
أعطي ضيائي في بهائي للورى
كالشمس أبدو في تجلي ذروتي
أسبي نجوم الليل في منظومتي
كالبدر أسمو في أسامي عنوتي
دائي دواء الحب يشفي وجهها
يقوى مدى بلوى مصابي لقوتي
يسقى فؤادي من تعاليم الهوى
كالماء يجري في مجاري صفوتي
قد جائني الفادي المفدى منقدي
أكبو صريعا في تردي كبوتي
فيه المدى أغدو رسولا مصطفى
في منتدى المقهى حلت لي قهوتي
كالبرق في أعلى سماوات العلى
أعدو سريعا في مناحي عدوتي
أبدو عريسا في تباهي نخوتي
أعطي عروسي في زفافي جلوتي
نفسي أضحي في الهوى الأحلى بها
حررت من قيدي و سجني نسوتي
بشرى خلاصي في فدائي في يدي
كالطفل في الأعياد تحلو حلوتي
نور الإله العين في كوني ترى
في تحفة الإنجيل أعطى جدوتي
في مقتضى الأحوال يقضي حاجتي
ربي إليه المشتكى في شكوتي
أبدو كبدر في ليالي دعوتي
أعطي سنائي في تجلي صلوتي
تأتي البلايا فيك تقوى قوتي
تسري على كل البرايا سطوتي