أنا بحبك ياروحي مجنون بقلم مصطفى سبتة

هل الحب جنون و بحبك ياروحي مفتون
إني بحبك يا محبوب مجنون
شيطان نفسي غوى بالسحر مفتون
نفسي أضحي بها أعطي النفيس به
أهواك و الحب بالأنفاس مقرون
قد غاب بدر الجمال الحلو عن عمري
و القلب في الليلة الظلماء محزون
يأتي ملاكي ببشرى البِشر يضحكني
شيطان نفسي غوى الباكي و ملعون
و الصدر بنار الأسى يدمى المنون أرى
و الظهر بالخنجر المسموم مطعون
في ليلتي قمري حزنا خفا و جفا
رأسي بزيت البلاء المر مدهون
و الدهر بالسيف كالسياف يضربني
كالطفل أبكي كأني فيه مختون
دون الدواء و لا وجه الطبيب أرى
جسمي ونى من بلاء الداء موهون
كمثل نوح أرى عنوان عاصفتي
و الفلك بالناس في الإعصار مشحون
في غربتي وطني سجني غدا وبدا
دون الحبيب من الأغراب مسكون
سيف الردى صار مزروعا بخاصرتي
بحقنة الحزن عرق القلب محقون
بعد الأفول الذي قد صار مكتملا
في سجنها القمر الظلماء مسجون
أهذي كأعمى و ألقى في حمى طرقي
من سكرة الحب كالسكران مجنون
من جنتي وردتي الحمراء أقطفها
و البيض في عشها الأطيار محضون
و الحب مفتاحه في الكف أحمله
رزقي على خالقي في العمر مضمون
حرف الهوى المبدع الخلاق يبدعه
و الحزن في نبضه الخفاق مخزون
دارت كمثل الرحى الدنيا عجائبها
تسري و قمحي بها الملقى و مطحون
في سوقها زهرة الدنيا و فتنتها
للوهم أشري أبيع الهم مغبون
ألقى صريعا على أرضي بسكرته
إن الهوى للنهى خمر و أفيون
في دَينه الحلو يسمو الحب مذهبه
في دِينه الحر قلب الصب مديون
أغدو أمير القوافي في الهوى ملك
عيدي يغنى به شعري و ملحون
في مسرح الحب أضحى و الهوى بطلا
و الصب من عينها الأزمان معيون
للحب قانونه المفروض بينهما
في الكون أمر الإله الكاف و النون
روحي قصيدي كسا فيه الفؤاد رسا
و الحرف في ثوبه الميزان مخبون
ناحت بقربي لدى بوحي حمامتها
يحكي حكاياتها الأحزان حسّون
صارت خرابا بلا محبوبتي و ذكت
ناري و في دولتي جمر و أتّون
و الحرف في تحفة الألوان أرسمه
و الشعر في صنعة الصناع موزون
ذاك العذول الخذول اليوم ملعون
و الصب في عهده المعلوم ميمون