أنا كالطفل من ثدى أمه منفطم ... بقلم مصطفى سبتة

و الصب في وقع البعد منتحب
كالطفل من ثدي الأم منفطم
أهل الهوى تسمو الدهر أمتهم
فيه و هم رسل عزت الأمم
بالعيب قلبي الأزمان توصمه
ـ يسري بجسمي يا مهجتي الوصم
قد صارت الدنيا دار محنته
يطغى لدى قلبي السخط و السأم
قد كانت الدنيا دار فتنته
كالطفل يبكي قد مسه اليتم
مثل الليالي السوداء عيشته
لو طاله الصب الهم و الهرم
شمس الضحى في جوي لها العظم
بدر الدجى في ليلي له الشمم
و الشعر تحلو في العين جنته
تعلو لديها الأنعام و النعم
كالعقد في أعلى خيطه درر
في وزنه بيت الشعر منتظم
في وجهه سر السحر مكتمل
في حائط القصر العامر الرضم
و القلب في الدنيا الرب يحمده
و الصب في دين الحب محترم
بالشعر تحلو الدنيا و مذهبها
ـ كالطفل وجه الأقدار مبتسم
مثل الهلال الهيمان ليلته
فيها النجوم البيضاء تحتكم
شعري بأنوار السحر أختمه
يلقى عليه حبري يرى الختم
فيه زماني قد جاء واعجبا
في خدره كالعذراء محتشم
خصمي زماني قد صار و الحَكمُ
في الشعر عندي الاحكام والحِكم
في فعله الفاشي الخبث أعرفه
في قوله الواشي يصدر النمم
كأس المنايا قد دار يا عمري
في فيضه نهرالرحمة الزخم
طول التنائي الأشواق في خلدي
في بعضها مثل الموج تلتطم
و الداء يشكو الأعداء منتصر
قلبي عليهم في الحب منهزم
يحلو طبيبي إن بان بلسمه
يمتد في جلدي المبتلى الورم
بركانه الساري الشوق في يده
طوفانه الجاري دائما الكرم
و الصب في ليل ساكن قمر
في حلمه مثل الطفل يحتلم
أحيا أنا يا حبي على أمل
قد شفه قلبي الهم و الألم
و القلب في البلوى ضج خافقه
و الصب في الشكوى وجهه الوجم
تعوي ذئاب قد ساسنا همج
ما عندها الراعي الصالح الغنم
والحاكم الطاغي الدهر نرفعه
في منتدى ميداني له الصنم
و العرْب في البلوى الموت يحكمهم
مثل الموالي و السادة العجم
قد صرت مثل البركان يا غضبي
تبقى على وجهي بعدك الحمم
و القلب في حزني ضج خافقه
و الدمع في عيني سيله العرم
في النفس أضحى جذوة غضبي
بالريح يغدو نارا و يحتدم
قلبي بكى أحزاني شكى و حكى
كالحوت عمري فالموت يلتهم
كالكرة الدنيا الدهر يضربها
في الملعب الأعلى إذ له قدم
مأساته في نفسي لها الرحم
شعري و حبلى يطغى بها الوحم
من حولها نار شبت النقم
يا جنتي لا تحصى بك النعم