رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 7 نوفمبر 2025 4:49 ص توقيت القاهرة

أوباما يهاجم ترامب ويستنهض الديمقراطيين قبل المعركة الانتخابية

كتب ضاحى عمار
بعد مرور عشرة أشهر على تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولايته الثانية، يبدو أن المشهد السياسي في الولايات المتحدة يتجه نحو صدام انتخابي مبكر، مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي التي قد تعيد رسم خريطة القوة داخل الكونغرس. ففي الوقت الذي يقضي فيه ترامب عطلة نهاية الأسبوع في منتجعه الفاخر بولاية فلوريدا، خرج الرئيس الأسبق باراك أوباما إلى الميدان السياسي بقوة، محذرًا من خطورة العودة إلى الفوضى والتهور التي عاشتها البلاد، على حد وصفه، خلال فترة ترامب الأولى.

ومن على منصات الحملات الانتخابية في ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، قدّم أوباما دعمه الكامل لمرشحتين ديمقراطيتين هما أبيغيل سبانبرغر وميكي شيريل، مشيدًا بخبرتهما وقدرتهما على إدارة الملفات الاقتصادية والسياسية المعقدة. وجاء هذا الظهور السياسي لأوباما في توقيت حساس يسعى فيه الحزب الديمقراطي إلى الحفاظ على نفوذه في مجلس النواب قبل استحقاقات عام 2026، وسط مؤشرات على تراجع شعبية بعض رموزه بسبب الضغوط الاقتصادية المتزايدة والتضخم.

ويرى اللواء يونس السبكي، الخبير الاستراتيجي، أن تحركات أوباما في هذا التوقيت ليست مجرد دعم حزبي، بل تحمل رسالة أمنية وسياسية عميقة مفادها أن الديمقراطيين يخشون عودة التيار الشعبوي الذي مثّله ترامب بقوة في الشارع الأميركي. وأوضح أن الولايات المتحدة تمر بمرحلة حساسة أمنيًا بعد تصاعد خطاب العنف والانقسام بين المواطنين، مشيرًا إلى أن ظهور أوباما يعكس رغبة الحزب الديمقراطي في إعادة ضبط إيقاع الخطاب السياسي على نهج أكثر اعتدالًا، خشية أن تتحول المنافسة الانتخابية إلى صراع داخلي مفتوح.

وفي المقابل، لم يتأخر الجمهوريون في الرد، إذ فضّل ترامب البقاء بعيدًا عن المناظرات العلنية، مكتفيًا بإطلاق تغريدات ساخرة عبر منصته تروث سوشيال، مهاجمًا فيها سياسات الديمقراطيين التي وصفها بـالفاشلة اقتصاديًا. ويرى مراقبون أن غياب ترامب الميداني عن الساحة، وتركه المرشحين الجمهوريين في فرجينيا ونيوجيرسي يخوضون حملاتهم بمفردهم، قد يكون خطوة محسوبة لتجنب أي جدل إعلامي جديد قد يثير الرأي العام ضده قبل عام من الانتخابات النصفية.

أما على صعيد إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية، فتشهد ولاية كاليفورنيا معركة سياسية لا تقل سخونة، بعدما أطلق الحاكم الديمقراطي غافين نيوسوم حملة لإعادة رسم خريطة الكونغرس بشكل يضمن استمرار تفوق حزبه. وتأتي هذه التحركات بعد أن دعا ترامب حكام الولايات الجمهورية في وقت سابق إلى حماية الأغلبية في مجلس النواب، ما زاد من حدة الاستقطاب السياسي في البلاد.

وتعلق المحللة السياسية مها الشريف، رئيسة تيار المستقبل ضد العنف والإرهاب، بأن الصراع الدائر بين الجمهوريين والديمقراطيين لم يعد مجرد منافسة انتخابية، بل تحول إلى معركة هوية تحدد مستقبل النظام السياسي الأمريكي. وتؤكد الشريف أن ظهور أوباما بهذا الزخم الإعلامي هو محاولة لإعادة بث الروح في القاعدة الديمقراطية التي أصابها الإحباط نتيجة تباطؤ الإصلاحات الاقتصادية، معتبرة أن الديمقراطيين يسعون إلى تحريك الشارع عبر شخصية تحظى بقبول واسع كأوباما، في مواجهة الانقسام الذي بات يهدد استقرار البلاد.

وتضيف الشريف أن دعوة أوباما للناخبين لتقديم مثال مجيد للأمة برفض المرشحين الموالين لترامب، تكشف عن عمق القلق داخل الحزب من تمدد النزعة الاستبدادية في الخطاب الجمهوري، خاصة بعد الاتهامات التي لاحقت ترامب بمحاولة التأثير على مؤسسات الدولة خلال ولايته السابقة.

ومن جانب آخر، يرى محللون أن المشهد الانتخابي المقبل سيشكل اختبارًا حقيقيًا للديمقراطيين الذين يواجهون تحديات داخلية، أبرزها فقدان ثقة الطبقة الوسطى المتضررة من الأوضاع الاقتصادية. وفي ظل استطلاعات رأي متقلبة، يبدو أن أوباما يسعى لتذكير الناخبين بماضٍ أكثر استقرارًا، مستخدمًا سحر الخطاب السياسي الذي ميّزه عن سائر قادة حزبه.

وبينما يواصل ترامب اللعب على وتر الاقتصاد والهوية الأمريكية، يصر أوباما على مخاطبة ضمير الناخب، محذرًا من تكرار أخطاء الماضي. وهكذا، يتخذ السباق الانتخابي في الولايات المتحدة ملامح معركة كبرى بين تيارين؛ أحدهما يسعى لتثبيت قواعد الديمقراطية، والآخر يلوّح بالعودة إلى نهج الصدام. ومع اقتراب الانتخابات، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ينجح أوباما في إنقاذ حزبه من موجة صعود الجمهوريين، أم أن الأمريكيين سيختارون مجددًا خطاب ترامب الشعبوي الذي لا يزال يجد صداه بين ملايين المؤيدين

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
11 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.