أُحبك... بقلم د/ سماح عزازي

أُحبك... نعم، أُحبكْ
فأنتَ القلبُ إن نبضَتْ به الروحُ، لا أُكذبكْ
وأنتَ النورُ في دربي،
إذا ما الليلُ أقبلَ، كنتُ في حضنِكَ أُرَحّبكْ
أُحبكْ... يا رفيقَ الدربِ والأنسِ الجميلْ
يا من بعينيهِ أرى عمري، وفي كفَّيهِ كلّ دليلْ
إذا تاهتْ خُطايَ... دلّني،
وإن ضاقتْ خطوبي... كنتَ في ضعفي البديلْ
رأيتُكَ في ابتسامتي، وفي أحزانيَ الدفينةْ
وكنتَ الأُنسَ في وحدي، وكانَ حنانُك السكينةْ
فلا حُزنٌ دنا منّي، ولا وجعٌ تغلغلْ
لأنّكَ كنتَ أماني... وكلّ العمرِ، مُفضّلْ
بحنانِكَ قد غرقتُ،
وفي دفءِ القلبِ عشتُ،
وعلى عرشِ هواكَ... مَلَكتَني، فما وهَنتُ
حميتَ القلبَ من زيفِ الزمانْ
وصُنتَ العمرَ من سيلِ الهوانْ
وهبتَ الروحَ عمرًا فوقَ عمري، لا يُدانْ
يا من لأجلِكَ كلُّ نبضي قد تكلّمْ
يا من بلُقياكَ العيونُ لها تَبسَّمْ
وجودُكَ... زادَ للحياةِ طعمًا لا يُعدّ، ولا يُرسمْ
وصارَ الحلمُ في عينيكَ... أولَ أمنياتي وآخِرَ آمالي
تعالَ إليَّ كالأغنيةْ،
كهمسةِ روحٍ دفينةْ، كقصيدةِ حبٍّ أمينةْ
فأنتَ الحرفُ في شعري،
وأنتَ الحبرُ في دفتري،
وأنتَ الدفءُ في عمري،
فلا تسألني: كم أحبك؟
فكلّي، في هواكَ... إجابةْ ويقينْ
وكلّ النبضِ في قلبي... يُرتِّل اسمكَ كلّ حينْ
إذا غبتَ، سكنتني ظلالُ الشوقِ والسهدِ الطويلْ
وإن أقبلتَ، فالدنيا ربيعٌ... والحضورُ لكَ جميلْ
أُحبكْ... لا ككلمةٍ تُقالُ وتنسى
بل كعُمرٍ يُولدُ فيك،
ولا يعرف للرحيلِ معنى
فابقَ، كما أنتَ سكني وسندي
وكلُّ الأمانِ في هذا الوجودِ...
بعدَ اللهِ... أنتَ لي وحدي
فابقَ كما أنتَ… وعدًا لا يُخلفْ
وضوءًا لا ينطفئْ، ودفئًا لا يغيبْ
ابقَ كما كنتَ دوماً… سندًا حينَ تميلُ الأيامُ بي
وكتفًا حينَ تتعبُ الأماني، وتضيقُ في قلبي الرغائبْ
دعني أكتبكَ بين سطوري،
كما يُكتبُ النجمُ في صفحةِ الليلِ الجميلْ
ودع قلبي يهمس باسمك،
كلما همس النسيمُ على نافذتي،
وكلما نبتَ الزهرُ في طريقٍ كنتَ فيهِ تمرُّ... بلا ميعادْ
أُحبّك،
وهذا الحبُّ ليسَ طيفَ عابِرٍ ولا وهماً يُقالْ،
بل يقينًا يسكنُ في صلاتي،
دعائي،
وفي دعاءِ أمي حين تُنادي لي بالخَيرْ
فإن كنتَ تسألني عنك…
فأنتَ الخير،
كلّ الخير… من اللهِ لي