إضطراب الشخصية الفصامي               

      اعداد سمير الشرنوبي ================
عادة ما يوصف الأشخاص الذين يعانون من هذه النوع من الأضطرابات بأنهم شاذون أو غريبى الأطوار , وعادة ما يكون لديهم القليل جداً من العلاقات الحميمه إن كان يوجد أى منها . فهم بالطبيعة لا يستوعبون تكوين العلاقات وعادة ماتفشل علاقاتهم فيتجهون للتقوقع والبعد عن المجتمع . هؤلاء الأشخاص أيضا لديهم من المعتقدات الغريبه الكثير , تعد تصرفاتهم غريبه وغير متناسبة مع الأحداث وتبدأ هذه الإضطرابات منذ فتره البلوغ وعادة تستمر ولكنها تتحسن مع التقدم فى العمر وباستخدام العلاجات المختلفة.
ماهى الأعراض التى تظهر على المريض؟
--------------------------------------------
الحالات النمطية يكون الأشخاص فيها عرضه للأنعزال والوحدة فهم يشعرون بالتوتر الشديد فى الأماكن والمواقف الاجتماعيه ولكنهم عادة ما يضعون اللوم على الأخرين فى فشل علاقاتهم الاجتماعيه فهم يرون أنفسهم مختلفين أو خارجين عن نطاق المجتمع المحيط مما يزيد من إنعزالهم وتجنبهم لإقامة العلاقات مع الإخرين. 
غالبا مايتميز هؤلاء الأشخاص بالتلوى والخروج عن الموضوعات فى النقاش ,ملابسهم تكون غريبة ورؤيتهم للعالم أغرب ومعتقداتهم عادى ماتكون مرتبطة بالقوى الخارقة وماشابه ذلك والأفكار الغريبة بشكل عام مثل القدرة على التأثيرعلى مشاعر وأفكار الناس بطريقة سحرية ! 
عادة ماتبدأ هذه الأعراض فى البلوغ على شكل إنعزال تدريجى وتفادى للمواقف أو الأماكن الإجتماعية وأعراض إخرى مثال التحليلات الغريبه للمواقف والمختلفة عن الواقع والمعتاد ، المعتقدات والأفكار الشاذة ، الإيمان بالقوى السحرية مثل التخاطر، تشوه الواقع والذى يظهر فى الإحساس بآلام غير موجوده أو تغيرات شاذه فى الحواس ، أنماط غريبه من الكلام , نزعه الى الشك والريبة فى أى شئ ، فقدان الإستجابة للمواقف المختلفه أو المشاعر السطحية ، لا يملك أصدقاء مقربون خارج نطاق العائله . 
العديد من الناس يخلطون بين إضطراب الشخصيه الفصامى وبين الفصام كمرض حيث ينفصل المريض عن الواقع المحيط تماما ، ولكن على الرغم من أن الاشخاص المصابون بهذا الإضطراب قد يعانون من بعض نوبات الذهان مثل الهلاوس إلا انها ليست متكررة بشكل كبير كما فى الفصام ،وأيضا فإن الشخص المصاب بالإضطراب الفصامى يمكن أن يستوعب الفرق بين هلاوسه وبين الواقع والحقيقه إلا أن ذلك غير ممكن لمريض الفصام وبالإضافه إلى هذين هناك أيضا ما بعرف بإضطراب الشخصية الأنعزالية والذى يقع فى الوسط بين هذين المرضين ضمن مايعرف بأمراض الفصام.
متى احتاج لاستشاره طبيب؟
--------------------------------
من الضرورى البدء فى طلب المساعدة بخصوص إضطرابات الشخصية مبكراً لأن الشخصية بمكوناتها تترسخ فى النفس بمرور الزمن . الأشخاص المصابون بإضطراب الشخصية الفصامى عادة لا يلجأون لمساعدة من متخصص إلا بعد إلحاح من المقربين فإذا كان أحد المقربين اليك مصاب بهذا المرض تابع العلامات التى ذكرت من قبل وأبدأ فى مناقشة فكرة طلب المساعدة معه.
ماهى أسباب هذا الإضطراب؟
--------------------------------
تعتبر الشخصية مزيج من الأفكار والسلوكيات والمشاعر التى تميز كل فرد عن الاخر وهى تحدد كيف يتعامل الأنسان مع الأخرين وكيف يرى نفسة ويرى العالم ويبدأ تكوين الشخصية منذ الطفولة من خلال التفاعل بين العوامل الموروثه والبيئه المحيطة فإذا بدأ الطفل فى التصرف بشئ من الغرابه فقد يكون مصاباً بإضطراب فى الشخصية. ففى حالة التنشئه الطبيعيه يتعلم الطفل كيف يتعامل مع المحيطين به وكيف يكون رد فعله فى المواقف المختلفة ولكن الطفل المضطرب فى حالته شئ ما يكون خاطئ وغير معروف بالتحديد ماهو ولكن قد يكون إساءه معاملة للطفل ، إهمال أو توتر شديد يؤدى لخلل فى وظائف المخ.
هل هناك عوامل محددة تزيد من خطر التعرض لهذا الإضطراب؟
--------------------------------------------------------------------
عادة ماتزيد فرصة الإصابة بهذه الإضطرابات فى حالة وجود أحد الاقرباء المصابين بشئ مماثل ، التعرض للاهمال أو الإيذاء الشديد فى الطفوله ، التعرض لصدمات نفسيه شديدة ، التفكك الإسرى.
ماهى مضاعفات الاصابة بهذا الإضطراب؟
----------------------------------------------
ا لمصابون بهذا الإضطراب تزيد فرصة إصابتهم بالفصام ، الإكتئاب الحاد ، إضطراب القلق المرضى الذى يتميز بالمعاناه من القلق والتوتر لفترات طويلة تؤثر على الحياه والأنشطة الطبيعية للانسان.
استعدادات تفيدك قبل الموعد مع الطبيب : 
--------------------------------------------------
غالباً سوف تبدأ مع طبيب الإسرة والذى سيرشح لك متخصص فى الحالة واليك أهم المعلومات أو البيانات التى ستفيدك فى المقابلة مع الطبيب النفسى :
- سجل العراض التى لاحظتها انت اوعائلتك ومدتها ، سجل اهم الاحداث التى قد تكوت لها علاقة مباشره بالمرض النفسى مثل الصدمات النفسيه او اى احداث اثرت على الاسرة بشكل كبير
- سجل معلوماتك الطبيه عن أى أمراض نفسيه أو عضويه هامه تم تشخيصها والأدوية التى وصفت لها
- استعين بصديق مقرب أو فرد من العائله فى تجميع المعلومات أو الاستشاره عنها ولا تنس أن تسجل الأسئله التى تدور فى ذهنك لتوجهها للطبيب.
إليك بعض الاسئله المقترحة لموعدك مع الطبيب :
--------------------------------------------------------
ماهى الأسباب المحتملة لهذا الإضطراب؟ هل ستستمر هذه الحاله لوقت طويل؟ ماهى أهم طرق العلاج المتاحه؟ هل ستتحسن أعراضى فى وقت قصير بالعلاج؟ ما هى المده المتوقعه لإستمرار العلاج النفسى؟ هل هناك أدوية مفيدة لهذه الحالة؟ وماهى مضاعفاتها وبدائلها ؟هل هناك إرشادات اخرى أحتاج لاعرفها اذا كنت مصاباً بامراض اخرى؟ هل هناك أى كتيبات أو مصادر معلومات يمكن أن اطلع عليها بخصوص هذه الحاله؟
عادة سوف يبدأ الطبيب بتوجيه الاسئله لك ومعرفتك بتوعيه الاسئله قد يوفر وقت اثناء المقابلة.
إليك أهم هذة الاسئلة :
---------------------------
ماهى الأعراض التى تعانى منها؟ متى ظهرت أو لاحظها المحيطين ؟ كيف تؤثر على حياتك اليومية ؟ هل تشعر بالراحة فى مواقف اجتماعيه ولماذا؟ هل لديك اشخاص مقربون؟ هل لديك مشكلات فى الدراسه او العمل او العلاقات وماذا تعتقد السبب فى هذا؟ هل فكرت فى ايذاء نفسك أو الإخرين أو فعلت ذلك من قبل ؟ هل تعتقد انه يمكنك التاثير على الاحداث او الاشخاص بافكارك؟ هل اشتكى اقرباؤك او اصدقاؤك من سلوكياتك؟ هل أحد أقرابك خضع لعلاج نفسى من قبل؟ 
الفحوص والتشخيص: يتم التشخيص عادة بناءا على الاعراض والتاريخ المرضى او اجراء فحصى طبى عام ويتم التشخيص عند استكمال خمسه او اكثر من الشروط التالية حسب الارشادات العالمية DSM : 
- الفشل فى فهم أو التفاعل مع الأحداث المحيطة أو اعتقاد أن لها معنى شخصى - أعراض إنفصال عن الواقع من ضمنها الهلاوس - أفكار غريبة او طرق غير معتادة فى الكلام - أعراض شك مرضى وريبة مثل الشك الدائم فى ان احدا ما يريد قتله - مشاعر سطحية غير مرتبطة بالاحداث المحيطة او انعزالية - مظهر عام غريبه وغير معتاد
- عدم وجود أشخاص مقربون أو علاقات حميمة - توتر شديد تجاه العلاقات الأجتماعية لا يزول بالتعود على الأشخاص
بالإضافه إلى ذلك فيجب إستبعاد أى أعراض قد تكون مناسبة للتشخيص بالفصام.
الأدوية وطرق العلاج:
--------------------------
حيث يتم دمج الأدوية مع العلاج النفسى وأهم هذه الخطط العلاجية 
1- الأدوية : لا يوجد أدوية مخصصة لهذه الأضطرابات ولكن بعض الأدوية مثل مضادات الأكتئاب ومضادات الذهان تساعد فى تخفيف الاعراض 
2- العلاج النفسى : أهم مبادئه هو توطيد العلاقة بين المريض والمعالج حتى يثق به ويستمع إليه 
3- العلاج السلوكى : لتحسين علاقات المريض الأجتماعيه من خلال تغيير سلوكياته وتعليمه ردود الأفعال السليمة فى المواقف المختلفه
4- العلاج المعرفى : ويهدف لتغيير المعتقدات والأفكار الشاذة لدى المريض 
5- العلاج الاسرى : من خلال دمج الأسرة فى العلاج وإستخدام مساعدتهم 
وأخيراً الوقاية خير من العلاج , أعتقد قديماً أنه إذا إصيب الأنسان بنوع من هذه الإضطرابات فإنه يبقى أمد الحياة ولكن مؤخراً لوحظ أن الأعراض تتحسن بمرور الوقت بالعمل على تكوين علاقات ناجحة ونجاحات فى الدراسة أو العمل والذى يعمل كنوع من الوقاية من هذه الأعراض وأيضا البرامج الشبابيه والأنشطه التى تربط الأنسان بالمجتمع والأسرة تساعد على تجنب تطور الأعراض لدى الطفل منذ البداية فكلما كان التدخل فى وقت مبكر كلما تجنب الطفل والأسرة الدخول فى منطقة الإضرابات                              تحياتي وتقديري لمعاليكم الساميه وكل عام وانتم بخير وصحه وسلامه يارب العالمين