رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 15 نوفمبر 2024 12:29 م توقيت القاهرة

إقامة الشرع على النفس والأهل

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 15 نوفمبر 2024
الحمد لله رب العالمين أذن أن ترفع بيوته وأشهد أن لا إله إلا الله القائل "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة" وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله حث على إبعاد بيوت الله عن غير ما بنيت له، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين أما بعد لقد جعل الله تعالي للنصر أسبابا، فإن أخذ بها المسلمون نصرهم الله على أعدائهم الكافرين، وهذه الأسباب كلها مذكورة في كتاب الله الحكيم، وقد قال سبحانه " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " أي للخصلة التي هي أحسن الخصال، وقال سبحانه " لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون " ففي هذا القرآن الكريم شرفنا وعزّنا ونصرنا، فقال تعالي " ما فرطنا في الكتاب من شيء " فتعلم كتاب الله واتباعه أصل كل خير، وإن من أسباب النصر والتمكين هو الإيمان.

وهذا أعظم أسباب النصر، وأركان الإيمان الستة هي أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشرّه، وهي أصول العقيدة الصحيحة المبيّنة في كتاب الله تعالي وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي عقيدة الصحابة رضي الله عنهم ومن اتبعهم بإحسان، كما أن من أسباب النصر والتمكين هو العمل الصالح وهو الذي إجتمع فيه شرطان الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال ابن القيم رحمه الله " العمل الصالح هو الخالي من الرياء المقيد بالسنة" وكما أن من أسباب النصر والتمكين هو تقوى الله تعالي وهي إمتثال الواجبات وإجتناب المحرّمات، وكمال التقوى يحصل بإمتثال المستحبات وإجتناب المكروهات والتورع عن الشبهات، وكما أن من أسباب النصر والتمكين هو الإكثار من ذكر الله ودعائه. 

وكما أن من أسباب النصر والتمكين هو إجتماع الكلمة على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعدم التنازع والتفرق، حيث قال سبحانه " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وحبل الله هو كتابه، والإعتصام به يلزم منه اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ إن الله أمر باتباع السنة في كتابه، فقال سبحانه وتعالي كما جاء في سورة الأنفال " وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين " ومعنى ريحكم أي نصركم وقوّتكم ودولتكم، ولا يمكن إجتماع الكلمة على الكتاب والسنة إلا بتعلم الكتاب والسنة والحرص على العمل بهذا العلم النافع، وعند ذلك تجتمع الكلمة على الحق وتزول الفرقة، ولكن لا بد من الإنصاف وسعة الصدر في مسائل الاجتهاد، وكما أن من أسباب النصر والتمكين هو موالاة المؤمنين والبراءة من الظالمين. 

فلا بد من الولاء والبراء، والميزان هو التقوى، فنعوذ بالله تعالي من الولاء والبراء الحزبي الضيّق الذي أدى إلى التبرؤ من بعض المؤمنين وتولي بعض الظالمين، فهل يفيق الصالحون الواقعون في هذه التعصبات الجاهلية؟ أفلا يتوبون إلى الله؟ وكما أن من أسباب النصر والتمكين هو نصرة الله وذلك بإقامة شرعه على النفس والأهل وعلى القريب والبعيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل بقدر ما يستطيع، وكما أن من أسباب النصر والتمكين هو التضحية بالأنفس والأموال والأوقات والمناصب وغير ذلك من أجل الإيمان والجهاد في سبيل الله تعالي، فاللهم بفضلك ورحمتك أعلي كلمة الحق والدين وانصر الإسلام وأعز المسلمين وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى، إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.