رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 23 سبتمبر 2024 1:12 م توقيت القاهرة

إقامة المآتم والسرادقات لقبول العزاء

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي جعل حب الوطن أمرا فطريا والصلاة والسلام على من أرسله الله تعالى رسولا ونبيا وعلى آله وصحابته والتابعين لهم في كل زمان ومكان، أما بعد اعلموا يرحمكم الله بأن إقامة سرادقات العزاء وإحضار القرّاء للتلاوة فيها مباح شرعا، ما لم يقترن بذلك إسراف أو تفاخر، وأجر القارئ جائز ولا شيء فيه لأنه في مقابل الإنقطاع للقراءة والإنشغال بها، ويشترط ألا تكون نفقة ذلك من تركة الميت أو مال غيره إلا عن طيب نفس منه، ولا يحمّل القصّر منها شيء،  وكانت دار الإفتاء المصرية قالت عبر موقعها الإلكترونى "إقامة المآتم والسرادقات لقبول العزاء من العادات التى جرى بها العرف بما لا يخالف الشرع الشريف إذ هى فى حقيقتها وسيلة تساعد على تنفيذ الأمر الشرعى بتعزية المصاب، ومن المقرر شرعا أن الوسائل تأخذ أحكام المقاصد ما لم تكن الوسائل محرمة فى نفسها فإذا تمت إقامة هذه السرادقات.

بطريقة لا إسراف فيها ولا مباهاة ولا تفاخر وكان القصد منها إستيعاب أعداد المعزين الذين لا تسعهم البيوت والدور فلا بأس من ذلك، ولا يشوّش على جواز ذلك أنه لم يحدث على عهد النبى صلى الله عليه وآله سلم ولا الخلفاء الراشدين، فقد مرّ أن مقولة أن كل ما لم يفعله النبى صلى الله عليه وآله وسلم يعد بدعة، ليس صحيحا، وكذلك الحال فى إحضار القرّاء لقراءة القرآن هو فى أصله جائز ولا شيء فيه، وأجر القارئ جائز ولا شيء فيه لأنه أجر إحتباس وليس أجرا على قراءة القرآن، فنحن نعطى القارئ أجرا مقابل إنقطاعه للقراءة وإنشغاله بها عن مصالحه ومعيشته، بشرط أن لا يكون ذلك من تركة الميت، وأن لا يكون المقصود به المباهاة والتفاخر، وعلى الناس أن يستمعوا وينصتوا لتلاوة القرآن الكريم" وكما قيل إن من البدع المستحدثة المذمومة هو إستقبال المعزين في السرادق ونحوه وذلك لأن المقصود من التعزية هي مواساة أهل الميت والقيام على أمرهم وتدبير أحوالهم.

وما يتم في سرادق العزاء هذا لا يعد من قبيل القيام على أمر أهل الميت أو الإهتمام بأمورهم العامة والخاصة، ولهذا فإن رسول الله صلى الله عليه  وسلم لما مات جعفر قال "إصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد جاءهم ما يشغلهم" ومن يقوم بالتعزية في السرادق لا يصنع مثل هذا الطعام ولا يهتم بأمر أهل المتوفى ولا يسأل عن شيء من ذلك إلا مجرد الجلوس الصامت لسماع بعد آي القرآن ثم الإنصراف بعد ذلك فضلا عن هذا فإن في إعداد مثل هذه السرادقات إتلافا للمال وهو منهي عنه وقد يكون أهل المتوفى في أمس الحاجة إلى مثل هذه النفقات، وقد يدعو التظاهر أمام الناس إلى المغالاة في إعداد هذه السرادقات إلى تحميل أعباء مالية كبيرة على أهل المتوفى، وليس هذا من قبيل المواساة أو الإهتمام بأمرهم أو التخفيف عنهم، وإن الخير كل الخير في هدي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. 

ومن قرأ في السنة والأحاديث لا يجد مثل هذه العادات أبدا، فهي بدع لا أصل لها من الشرع، والعزاء ثلاثة أيام يعزى في أهل الميت في أي مكان، ولا بأس أن يجتمعوا في بيتهم حتى يجدهم الناس، فهذا العمل ليس مطابقا للسنة، ولا نعلم له أصلا في الشرع المطهر، وإنما السنة التعزية لأهل المصاب من غير كيفية معينة ولا اجتماع معين كهذا الاجتماع، وإنما يشرع لكل مسلم أن يعزي أخاه بعد خروج الروح في البيت أو في الطريق أو في المسجد أو في المقبرة، سواء كانت التعزية قبل الصلاة أو بعدها، وإذا قابله شرع له مصافحته والدعاء له بالدعاء المناسب مثل "أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وجبر مصيبتك" وإذا كان الميت مسلما دعا له بالمغفرة والرحمة، وهكذا النساء فيما بينهن يعزي بعضهن بعضا، ويعزي الرجل المرأة والمرأة الرجل لكن من دون خلوة ولا مصافحة إذا كانت المرأة ليست محرما له.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.