بقلم مصطفى سبتة
كم كنتُ أُخفي بالبشـاشةِ لوعتي
والصبرُ يسقـيني كـؤوسَ مَـراري
إني الذبيح على شفاه قصائذي
وعلى دمائي تستشاط جهنمُ
جوعي بناء منه الطغاة عروشهم
ماساتي فيها الظالمون تنعموا
جوعي يشيب الفقر تحت لوائهِ
وإذا راهُ المجرمون تبسموا
وأرى الرغيف إذا ذُكر في موطني
صلى عليه الجائعون وسلموا
بحر المظالم أكتوى منها الأسى
وبكف أرباب الحقارة مغنمُ
يتشدقون محبتي وكرامتي
وفعالهم ترسوا عليها جهنمُ
بانَــت بأحـــداقِ القـــلب ناري
والشـوقُ خَــطَّ بحبرِهِ أشـــعاري
كم كنتُ أُخفي بالبشـاشةِ لوعتي
والصبرُ يسقـيني كـؤوسَ مَـراري
أدعـو لربي أن تَطولَ جلادَتـــــي
كيـــما تَضجُّ إلى المـــــلا أسراري
حتى تَـــراءت للجميـعِ صَبـــابَتي
وملامِـحي هَدَمَت عظـيم جِداري
كُلّ الـسرائرِ تُستَـــــباحُ بــِـــزفرَةٍ
والعِشقُ في صَـدري عَلا إزفـاري
فأرى خَـيالي سارِحـَــــاً ومُحلّـقاً
والنبضُ يَحدو مُعـــلناً أسفـــاري
في كُلّ حَرفٍ أبتغيكِ مَقـــاصداً
رُغمَ التـــــنائي لايَحيــــدُ قراري
إن كنتِ أرضاً فالجبـــاهُ سواجدٌ
والروحُ ترجـو جنـّــــةً بثمــــــارِ
أو كنـتِ أفـلاكَ السمـا ونظـــامها
فالقلبُ صــــارَ كويـكبــــاً بمَــدارِ
ماحَـــالُ مَكــلومٍ تَسـرمَدَ ليــــلهُ
عانى السُّـــهادَ وفـُـرقَة السُّــــمّارِ
فلـواعِجُ المـــفؤودِ أمسَت غُصّــةً
مَن ذا سيـــُــدركها بـــدونِ حـِوارِ
إني بُليــتُ بعشـــقكِ دون النّــسا
عشـقي لكِ في الســرِّ والإجـــهارِ
لا تَعـجبي إن قُلتُ فيـكِ قَصائدي
فالعـشقُ جيشٌ قَد غـزى أسواري
الحرفُ يَـحكي لوعتي ومَــرارتي
والصـــــدُّ منكِ زادَ في إكــــداري
الصــدُّ جَـدبٌ مُهــلـِـكٌ لسنــــابلي
والعُـــمر ولّــى هاربــاً فحــــذاري
كم كنتُ أُخفي بالبشـاشةِ لوعتي
والصبرُ يسقـيني كـؤوسَ مَـراري
إضافة تعليق جديد