الحمد لله رب العالمين الذي أنزل شريعة الإسلام هدى للناس ورحمة للعالمين، وجعلها لنا صراطا مستقيما يهدي بنا إلى سعادة الدارين، والشكر له أن هدانا إلى الإسلام، وفضلنا على العالمين أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إمام الخاشعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبون الطاهرون، الحافظين لحدودك يا ربنا والخاشعين لك، أما بعد جاء في الصحيحين عن كريب مولى ابن عباس أن ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها أخبرته أنها أعتقت وليدة، ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه، قالت أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي، قال " أوا فعلتي؟" قالت نعم، قال "أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك"
وروى البخاري عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها" وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأُحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال "لئن كنت كما قلت فكأنما تسفُّهم الملّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك" وعن بر الخالة وصلتها، يروى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الخالة بمنزلة الأم" وعن تجنّب الخلوة بالأجنبية أو مصافحتها أثناء زيارة الأرحام، روى البخاري عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إياكم والدخول على النساء"
فقال رجل من الأنصار يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال "الحمو الموت" وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم" فقام رجل فقال يا رسول الله، امرأتي خرجت حاجّة، واكتتبت في غزوة كذا وكذا، قال "ارجع فحجّ مع امرأتك" وقال أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى لا بد في رد الرياء من ثلاثة أمور المعرفة والكراهة والإباء، إجتماع الثلاث، فالإباء ثمرة الكراهة، والكراهة ثمرة المعرفة، بحسب قوة الإيمان ونور العلم، وضعف المعرفة بحسب الغفلة وحب الدنيا ونسيان الآخرة وقلة التفكر في آفات الدنيا وعظيم نعيم الآخرة، فلا دواء للرياء مثل الإخفاء، وذلك يشق في بداية المجاهدة، وإذا صبر عليه مدة بالتكلف سقط عنه ثقله وهان عليه ذلك، وما يمد به عباده من حسن التوفيق والتأييد والتسديد.
وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فمن العبد المجاهدة ومن الله الهداية، ومن العبد قرع الباب، ومن الله فتح الباب، والله لا يضيع أجر المحسنين، وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما، وقال بشر بن الحارث رحمه الله تعالى لا أعلم رجلا أحب أن يُعرف إلا ذهب دينه وافتضح، وقال يحيى ابن أبي كثير رحمه الله تعالى تعلّموا النية فإنها أبلغ من العمل، وقال أحد السلف إني لأُحب أن تكون لي نية في كل شيء حتى في الطعام والشراب، وقال آخر إنوي في كل شيء تريد الخير حتى خروجك إلى الكناسة، وقال داود الطائي رحمه الله تعالى رأيت الخير كله إنما يجمعه حُسن النية وكفاك بها خيرا وإن لم تنصب، وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى ما عالجت شيئا أشد عليّ من نيتي لأنها تتقلب عليّ، وقال يوسف بن أسباط رحمه الله تعالى تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الإجتهاد، وقيل لنافع بن جبير رحمه الله تعالى ألا تشهد الجنازة؟ قال كما أنت حتى أنوي، قال ففكر هنيهة ثم قال امضي.
إضافة تعليق جديد