رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 12 يناير 2025 1:50 م توقيت القاهرة

إياكم من صغائر الذنوب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أمر بالإجتماع ونهى عن الإفتراق، وأشهد أن لا إله إلا الله الحكيم العليم، الخلاق الرزاق، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، رُفع إلى السماء ليلة المعراج حتى جاوز السبع الطباق، وهناك فرضت عليه الصلوات الخمس بالاتفاق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دينه في الآفاق، ومن تبعهم بإحسان إلي يوم التلاق ثم أما بعد لقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رجب المحرم، وإن مما أحدث في شهر رجب مايسمونه بالعمرة الرجبية وهذا أيضا من الخطأ فإنه لم يرد حديث في فضل العمرة في شهر من الشهور إلا في شهر رمضان، فقد ورد في الصحيح أن "عمرة في رمضان تعدل حجة" وفي رواية " حجة معي" ولذلك فإن من اعتمر في هذا الشهر قاصدا ألشهر فقد أخطأ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في رجب أبدا. 

مع أنه اعتمر أربع مرات، كذلك فإنه لم يرد في السير ولا في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإحياء ليلة الإسراء والمعراج بذكر معين أو بصلاة أو بصيام يوم معين لأجل الإسراء والمعراج كما أحدثه كثير من الناس في الأيام الأخيرة مثل الصلاة التي تسمى صلاة الرغائب بصفة مخصوصة وذكر معين في أول خميس من شهر رجب، أو في صيام أيام منه أو الاحتفال في ليلة معينة كليلة السابع والعشرين من شهر رجب، على إعتبار أنها ليلة الإسراء والمعراج وقراءة القصة التي فيها زيادات وأكاذيب لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي يتداولها بعض الناس، والأدعية المخصوصة التي تقال في تلك الليلة كلها ظلمات بعضها فوق بعض، وقد قال العلماء إن هذه الأعمال التي تقام في شهر رجب أمور غير مشروعة باتفاق أئمة الإسلام، ولا ينشئ مثل هذا إلا جاهل مبتدع. 

فإن صغائر الذنوب متى استرسل فيها الإنسان كان على وجهه في النار مكبوب إلا أن يتوب، وإلى ربه يؤوب، وكما أن المعاصي تعظم في الأشهر الحرم، فكذلك الحسنات والطاعات تعظم وتضاعف في هذه الأشهر، فالتقرب إلى الله عز وجل بالطاعة في الشهر الحرام أفضل وأحب إليه سبحانه من التعبد في سائر الأيام كما سبق في قول ابن عباس رضي الله عنهما "وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم" فيستحب للمسلم في هذه الأشهر الإكثار والمواظبة على ما ثبتت به السنة في سائر الأيام من نوافل الطاعات، من صلاة، وصيام، وصدقات، وغيرها من القربات، مع المحافظة على الفرائضِ والواجبات، ولكن لا يشرع تخصيصها بعبادة من العبادات، أو إعتقاد أن لها فضلا، في هذه الأشهر على سائر الطاعات.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.