رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 22 سبتمبر 2024 12:27 ص توقيت القاهرة

إياكم والإجتماعات البدعية

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 21 سبتمبر 2024
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إن إقامة السرادقات للعزاء إذا لم تشتمل على منكر فهي مكروهة عند كثير من العلماء، وأما إذا إشتملت على منكر فهي محرمة، فقد جاء في فتاوى الأزهر الشريف أن هناك إتفاق بين الأئمة على أن إقامة السرادقات ومثلها دور المناسبات لتقبل العزاء غير محمودة، وأقل درجاتها الكراهة أو خلاف الأولى، مع العلم بأنها إذا كانت للمباهاة كانت حراما وإذا أنفق عليها من أموال القصر كانت حراما أيضا، فإن كانت هذه السرادقات لا تشتمل على أمور محرمة فلا مانع من دخولها للتعزية إذا لم تتمكن من تعزية أهل الميت في غيرها، وأما إذا كانت تشتمل على أمور محرمة فلا نرى لأحد دخولها في هذه الحال إلا أن تكون مفسدة عدم الدخول أعلى وأرجح من مفسدة الدخول، فإقامة السرادقات لقراءة القرآن على روح الميت. 

وما يسمى بالخميس أو الأربعين أو السنوية، كل ذلك من البدع المنكرة، لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه الكرام، ولو كان ذلك مشروعا لسبقونا إليه مع مقتضى الداعي، ثم لا يخفى ما يحدث في مثل هذه المناسبات من المنكرات، كشرب الدخان والتباهي والفخر والإسراف والتبذير، إلى غير ذلك من المخالفات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه، فيجب على المسلم الحذر من البدع والمحدثات، وعليه التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، ففي ذلك الخير كله، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال " فإنه من يعش منكم فسيرى إختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه. 

فهذه الإجتماعات البدعية لا يجوز حضورها إلا لغرض الإنكار، وينبغي أن يبادر كل عالم ومدرك لهذا الأمر أن يبين لأقاربه هذه الأمور بالطريقة المناسبة، فيدعوهم إلى الخير والسنة قبل أن يدعوه هم إلى الشر والبدعة، ويبين لهم أن هذه الأشياء لا ينتفع بها الميت ولا الحي، وإنما هي عادات متوارثة لا يدل عليها شرع، ولا يقرها عقل، وفي هذا إظهار لسبب عدم مشاركته في تلك المناسبات من ناحية، وبذل للنصيحة الواجبة من ناحية أخرى، وعليك أخي الكريم بالرفق في بيان هذه الأمور، لعموم البلوى بها وإنتشارها في كثير في بلاد المسلمين، ثم لتصبر بعد ذلك على ما يمكن أن تتهم به من التقصير أو التشدد أو نحو ذلك، كما قال لقمان لابنه وهو يعظه " يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وأنهي عن المنكر واصبر علي ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور " ولقد أعانت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعى فيس بوك نشر فتواها الخاصة بإقامة سرادقات العزاء تحت سؤال نصه.

"ما حكم إقامة العزاء ثلاثة أيام، مع إجتماع الناس لسماع تلاوة القرآن الكريم؟" فقالت دار الإفتاء المصرية "يستحب تعزية أهل الميت لأنهم يكونون فى أمس الحاجة إلى من يخفف عنهم ويواسيهم بالقول، وبإعداد الطعام لهم، وبالمال إذا كانوا فى حاجة إلى ذلك لإنشغالهم وإرهاقهم بمصابهم وتجهيزاته، ووعد صلى الله عليه وآله وسلم المعزى بثواب عظيم، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " من عزي مصابا فله مثل أجره" وإقامة المآتم والسرادقات لقبول العزاء من العادات التى جرى بها العُرف بما لا يخالف الشرع الشريف، بل هى فى حقيقتها وسيلة تساعد على تنفيذ الأمر الشرعى بتعزية المصاب، وإختتمت دار الإفتاء المصرية قائلة "من المقرر شرعا أن الوسائل تأخذ أحكام المقاصد ما لم تكن الوسائل محرمة فى نفسها فإذا تمت إقامة هذه السرادقات بطريقة لا إسراف فيها ولا مباهاة ولا تفاخر وكان القصد منها إستيعاب أعداد المعزين الذين لا تسعهم البيوت والدور فلا بأس من ذلك، والله سبحانه وتعالى أعلم"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.