بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 15 أكتوبر 2024
الحمد لله الذي جعل للطفولة من شرعه ميثاقا، وهيأ لها قلوبا غمرها مودة ورأفة ووفاقا، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أبدع الكون بقدرته، وشمل العباد برحمته، وسوّى خلقهم بحكمته، وأشهد أن سيدنا وحبيب قلوبنا محمد عبده ورسوله، كان خير الناس لأهله، وأجمع العباد لشمله، اللهم بلغه صلاتنا وسلامنا عليه، وعلى آله وصحابته، واجزه عنا خير ما جازيت نبيّا عن أمته، واجعلنا اللهم من ورّاد حوضه وأهل شفاعته ثم أما بعد يلاحظ على أغلب تلاميذنا ضعفهم في مادتي اللغة الأجنبية الأنجليزية والفرنسية، وهذه المشكلة تكاد تكون عامة، ومدرس اللغة الأجنبية يجب أن يعلم بعض الحقائق الأساسية الخاصة بعملية تعليم اللغة، أي لغة أجنبية والتي ترتكز على أربع مهارات أساسية وهي الكتابة والقراءة والإستماع والتعبير.
وللأسف تهتم عملية تعليم اللغات في عالمنا العربي عموما وفي بلدنا خصوصا بمهارة واحدة هي الكتابة، وفي بعض المدارس المتميزة تهتم بمهارتين الكتابة والقراءة ولكن إغفال مهارتي الإستماع والتعبير يرجع إلى أسلوب التدريس وإلى النقص الكبير في توافر مدرسين مهرة متدربين تدريبا جيدا على إدخال المهارات الأربع في عملية التدريس، وتظهر آثار هذا النقص بصورة واضحة في إستمرار المشكلة بالرغم من الإستعانة بمنهج أجنبي حديث يراعي كافة المهارات في بعض المدارس، ومما يدعم هذا الاتجاه، أي إتجاه التركيز على مهارتي الكتابة والقراءة فقط دون غيرهما أن أسلوب الإختبارات المتبع في مدارسنا يعتمد على قدرة التلميذ على حفظ المفردات وكتابتها وقراءة الفقرات والأسئلة المكتوبة أمامه ولا يعتمد بالقدر نفسه على قدرة الطالب.
على التعبير الشفهي الحر ولا على قدرته لفهم اللغة المسموعة، فإذا ما طلب من تلميذ سماع نشرة أخبار مثلا من إذاعة أو قناة تلفزيونية أجنبية وترجمتها لوقف التلميذ حائرا مرتبكا فاشلا في فهم أول فقرة من النشرة، وبإختصار فإن تدني مستوى تعليم اللغات الأجنبية يرجع إلى فشل العملية التعليمية في إستخدام المهارات التفاعلية منها مهارتي الإستماع والتعبير، وإهتمامها بصورة أساسية على مهارتي الإستقبال الكتابة والقراءة فقط، فلينتبه المعلمون إلى ذلك، وإن النظرة الدونية أو التحتية إلى الشعب الأدبية في المرحلة الثانوية وكأنه لا قيمة لها وكأن التلاميذ الذين يدرسون في الفروع الأدبية أغبياء، وهذه النظرة مبنية على فراغ وهي لا تستند لا على منطق ولا علم ولا على شرع ولا على قانون وإن الله خلق الإنسان على أحسن تقويم.
وخلق البشر مختلفين لحكم هو يعلمها سبحانه وتعالى والتي يمكن أن يكون منها التكامل بينهم، وإن الأدبي ذكي في شيء والعلمي ذكي في شيء آخر، والوطن محتاج للجميع وفي كل خير، وإذا صح أن نقول بأن المرأة أحسن من الرجل أو أن الرجل أحسن من المرأة يمكن أن يصح عندئذ القول بأن العلمي أحسن من الأدبي، فلينتبه الأساتذة إلى هذا الأمر ولينبهوا التلاميذ والأولياء إلى ذلك، وليراعوا هذه الملاحظة عند إرادة توجيه التلاميذ في نهاية السنة الأولى ثانوي على سبيل المثال.
إضافة تعليق جديد