إعداد حمدي أحمد
مع فضيله الشيخ محمد شرف
أعزائى ... كل عام وأنتم بخير ... أهلاً بكم فى برنامجكم الأسبوعى " اسأل تُجَبْ " والبرنامج من اعداد حمدى أحمد ويجيب على أسئلتكم واستفساراتكم فيه فضيلة الشيخ محمد شرف الكراديسي ... الداعية الاسلامى والباحث فى السيرة النبوية العطرة .................. ونبدأ سوياً فى الإجابة على أسئلة السادة المتابعين عن شهر رمضان الكريم . س / لماذا سُمى هذا الشهر بهذا الإسم ؟ ج / شهر رمضان هو الشهر التاسع من شهور السنة وفق التقويم الهجري. سمي بهذا الإسم عام 412م على وجه التقريب. وذلك في عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. واشتق اسمه من الرمض، وهوحر الحجارة من شدة حر الشمس، ذلك أنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي هي فيها، فوافق رمضان أيام (رمض) الحر وشدته فسمي به، ووافق جمادى الأولى وجمادى الآخرة أيام تجمد الماء في الشتاء فسميا به، وهكذا كل شهور السنة الهجرية. والشهور العربية المعروفة حاليًا هي الأسماء التي وضعتها العرب المستعربة ولم يطرأ عليها تعديل أو تغيير منذ ما يربو على 19 قرنًا .. وأول رمضان، هو أول يوم في الصيام ويستمر حتى نهاية الشهر الذي قد يكون 29 أو 30 يومًا، ويتوقف ذلك على الرؤية البصرية. ************** س / متى فُرض الصيام على الأمة الإسلامية ؟ ج / فرض الصوم في السنة الثانية من الهجرة. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد فيه بغار حراء حتى قبل البعثة، ونزل الوحي أول مانزل في شهر رمضان وفيه الليلة المباركة المسماة بليلة القدرالتي نزل فيها القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل عليه السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم منجمًا على مدى ثلاثة وعشرين عامًا. ****************** س / أذكر شيئاً من أفضال شهر رمضان ؟ ج / إن أفضال شهر الصيام كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر .... • عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله عز وجل "الصوم لى وأنا أجزى به ، يدع شهوته وأكله وشربه من أجلى ، والصوم جُنة ، وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " ( صحيح البخارى _ كتاب التوحيد برقم 8396 ) • وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له " ( صحيح البخارى _ كتاب صلاة التراويح برقم 5781 ) . • عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (في الجنّة ثمانية أبواب، فيها باب يُسمى الريّان، لا يدخله إلا الصائمون) رواه البخاري ، وزاد النسائي: (فإذا دخل آخرهم أُغلق، من دخل فيه شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً). ( جاء فى صحيح مسلم _ كتاب الصيام برقم 7491 ) . • وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها )، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله ؟ قال: ( لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام ). ( رواه الترمذي ). • وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان ) ( رواه أحمد ). • وَرَوَى الإِمامُ أحمدُ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «أُعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال في رمضانَ لم تُعْطهُنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها؛ خُلُوف فِم الصائِم أطيبُ عند الله من ريح المسْك، وتستغفرُ لهم الملائكةُ حَتى يُفطروا، ويُزَيِّنُ الله كلَّ يوم جَنتهُ ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُواْ عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين فلا يخلُصون إلى ما كانوا يخلُصون إليه في غيرهِ، ويُغْفَرُ لهم في آخر ليلة، قِيْلَ يا رسول الله أهِيَ ليلةُ القَدْرِ؟ قال: لاَ ولكنَّ العاملَ إِنما يُوَفَّى أجْرَهُ إذا قضى عَمَلَه». • انظروا أيها الإخوة الأكارم إلى هذا العطاء والكرم الرباني في هذا الشهرالمبارك . عباد الله: لقد أظَلَّكم شهرٌ كريم، وموسمٌ عظيم، يُعَظِّمُ اللهُ فيه الأجرَ ويُجْزلُ المواهبَ، ويَفْتَحُ أبوابَ الخيرِ فيه لكلِ راغب، شَهْرُ رمضان شهر الخَيْراتِ والبركاتِ، شَهْرُ المِنَح والْهِبَات ، قال الله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } البقرة: 185 • شهر رمضان شهرٌ مَحْفُوفٌ بالرحمةِ والمغفرة والعتقِ من النارِ، أوَّلُهُ رحمة، وأوْسطُه مغفرةٌ، وآخِرُه عِتق من النار. اشْتَهَرت بفضلِهِ الأخبار، وتَوَاتَرَت فيه الآثار . • فرمضان عبادُ الله فضله عظيم وخيره جزيل فاجتهدوا فيه بالطاعات ليرضى عنكم رب الأرض والسماء وتلحقوا بركب سيد الأصفياء والأتقياء وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وصحبه وآله وسلم . ****************** س / ما هى شرائط وجوب الصوم ؟ ج / الصوم شرعاً هو الإمساك عن شهوتى البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع تبييت النية . والصيام واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام. فلا يصح من الكافر الأصلي ولا المرتد ولا يصح من حائض ولا نفساء، ولو صامتا حال وجود الدم فعليهما إثم وعليهما القضاء. ولا يجب على الصبي، ولكن يجب على وليه أن يأمره به إن أكمل سبع سنين وأن يضربه على تركه إذا بلغ عشر سنين وتركه، وهو يطيقه، ولا يجب عليه القضاء إن أفطر. وكذلك لا يجب على المجنون ولا قضاء عليه، ولا على المريض الذي يضره الصوم ولا المسافر سفرًا طويلاً وعليهما القضاء. ولو صام المريض والمسافر صح منهما، وإذا ضرهما حُرمَ عليهما. والمسافر الذي يريد الإفطار في اليوم الأول من سفره عليه أن يخرج من بلده قبل طلوع الفجر. ولا يجب على العجوز الفاني مخافة التلف والموت. ***************** س / كيف يتم الصوم على الوجه الأكمل ؟ ج / لا يتم الصوم على الوجه الأكمل إلا بستة أمور هى : الأول: أن يغض بصره عن الحرام وعن كل ما يشغل القلب ويلهى عن ذكر الله . الثانى : حفظ اللسان عن كل لغو وهذيان وخصومة ومراء وفحش وغيبة ونميمة وكذب وقول الزور والبهتان ، وإلزامه السكوت ، وشغله بذكر الله وتلاوة القرآن . الثالث : أن يكف سمعه عن الإصغاء إلى مكروه أو محرم ، لأن كل ما حُرمَ قوله حُرمَ الإصغاء إليه ، والمستمع فى الخير شريك فى ثوابه والمستمع فى الإثم شريك فى إثمه إن رضى به ولم ينكره . الرابع : كف بقية الجوارح عن الآثام فلا يمشى برجله إلى ضرر أو فحشاء ويتقى الله فى قلبه فيطهره من الغل والحقد والحسد والبغضاء ، ويكف بطنه عن أكل الحرام والشبهات وقت الإفطار . الخامس : أن لا يكثر من النوم بالنهار ، ولا يكثر من الأكل الحلال عند فطره حتى يمتلئ فالجوع يذكرك بالفقراء والمساكين ويجعلك نشيطاً فى العبادة ولا تتكاسل ولا تتثاقل عن القيام بفرائض الله والجوع له فوائد إيمانية عظيمة ، أما الشبع فيقسى القلب ويعميه ويَحُولُ بين العبد وبين الذكر والفكر ، فما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه . السادس : أن يكون قلبه بعد الإفطار مضطرباً بين الخوف والرجاء إذ ليس يدرى أيقبل منه صومه فيكون من المقربين ، أو يرد عليه فيكون من المبعدين الممقوتين . ****************** س / ما هى أركان الصيام ؟ ج / أركان الصيام هى : - النية وتوجب الإستعداد للصوم والعزم على ترك المفطرات كلها ولابد أن تتم فى الليل . - الإمساك عن كل المفطرات من قبل طلوع الفجر وحتى غروب الشمس . **************** س / ما هى مبطلات الصيام ؟ ج / هذه الأفعال تبطل الصوم وتوجب القضاء فقط : الأكل والشرب عمداً – القئ عمداً – الحيض والنفاس – الإستمناء – تناول ما لا يتغذى به مثل المبالغة فى ذوق الطعام – من نوى الفطر وهو صائم . أما ما يبطله ويوجب القضاء الكفارة : وهو جماع الزوجة فى نهار رمضان . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت يا رسول الله. قال : وما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي في رمضان ، فقال : هل تجد ما تعتق رقبة ؟ قال: لا. قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال: لا. قال : فهل تجد ما تطعم ستين مسكيناً ؟ قال : لا . ثم جلس، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر. فقال: تصدق بهذا، فقال: أعلى أفقر منا ؟ فما بين لا بتيها أهل بيت أحوج إليه منا ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه . ثم قال : اذهب فأطعمه أهلك ). رواه السبعة واللفظ لمسلم. **************** س / ما هى الأعذار المبيحة للفطر ؟ ج / - المرض المزمن .. وضابط المرض المبيح للفطر هو المرض الذي يخاف معه الضرر والهلاك، أو يلحق به مشقة شديدة تزيد في مرضه، أو تؤخر برءه وشفاءه، فهذا هو الذي يجوز الفطر معه . - الكِبَرْ .. فالشيخ الكبير والمرأة العجوز يرخص لهما في الفطر، لعدم القدرة على الصيام، ولا قضاء عليهما إذا كان الصيام يشق عليهما مشقة شديدة في جميع فصول السنة، وعليهم أن يطعموا عن كل يوم مسكيناً، لقوله تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} (البقرة:184) . - الحمل والرضاعة .. اتفق الفقهاء على أنه يباح للحامل والمرضع الإفطار إذا خافتا على أنفسهما أو ولديهما، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحبلى والمرضع الصوم) رواه النسائي وغيره، ويجب عليهما قضاء ما أفطرتا من أيام أخر، حين يتيسر لهما ذلك . - السفر .. لقول الله تعالى: {فمن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدة من أيام أخر} (البقرة:184) . والسفر المبيح للفطر هو السفر الطويل الذي تقصر فيه الصلاة الرباعية، ويجب عليه القضاء بعد ذلك، وهو مخير في سفره بين الصوم والفطر . - دفع ضرورة .. يرخص الفطر - وربما يجب - لدفع ضرورة نازلة، كإنقاذ غريق، أو إخماد حريق، ونحو ذلك، إذا لم يستطع الصائم دَفْع ذلك إلا بالفطر، ويلزمه قضاء ما أفطره . ****************** س / ما حكم الإفطار عمداً فى رمضان ج / إن كان الإفطار بعذر فلا خلاف في أن القضاء يكون يوما مكانه فإن أدركه رمضان التالي ولم يكن قد قضاه فإنه يصوم عن كل يوم يوماً ويفدي طعام لفقير أو مسكين, أما إن كان الإفطار عمدا ودون عذر فبداية هذا ذنب عظيم لا يكفره صيام الدهر إن صامه . ********************* س / ما يستحب للصائم فعله ؟ ج / يستحب للصائم في رمضان ما يلي: 1- تعجيل الإفطار: ويستحب للصائم تعجيل الإفطار, فقد رغب في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم, بقوله وفعله. ففي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر". (متفق عليه من حديث سهل بن سعد, كما في اللؤلؤ والمرجان: 667). وإنما أُحب التعجيل لما فيه من التيسير على الناس, وكره التأخير لما فيه من شبهة التنطع والغلو في الدين, والتشبه بأهل الأديان الأخرى الذين كانوا يغلون في دينهم. فعن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر, لأن اليهود والنصارى يؤخرون". (رواه أبو داود في الصوم (2353), وابن ماجه (1698), وابن (2060), والحاكم (1/431) وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي). 2- السحور وتأخيره: ومما سنة النبي صلى الله عليه وسلم للصائم أن يتسحر , وأن يؤخر السحور. والسحور: ما يؤكل في السحر, أي بعد منتصف الليل إلى الفجر, وأراد بذلك أن يكون قوة للصائم على احتمال الصيام, وجوعه وظمئه, وخصوصا عندما يطول النهار. ولذا قال: "تسحروا فإن في السحور بركة". (متفق عليه, اللؤلؤ والمرجان (665). وفيه تمييز كذلك لصيام المسلمين عن غيرهم, وفي الصحيح: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب: أكلة السحر". (مسلم (1096), وأبو داود (2343), والنسائي (2168), والترمذي (907), عن عمر بن العاص). والأصل في السحور أن يكون طعاما يؤكل, ولو شيئا من التمر, وإلا فأدنى ما يكفي شربة من ماء. 3 - التنزه عن اللغو والرفث والجهل والسب: وينبغي للصائم أن يزداد حرصا على التنزه عن اللغو والرفث والصخب والجهل والسب والشتم. وهذا شأن المؤمنين في كل وقت وحال, كما قال تعالى في وصف المؤمنين المفلحين: { وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ } [المؤمنون: 3], وفي وصف عباد الرحمن: { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً } [الفرقان: 63], ولكن هذا آكد في حال الصيام. وقد قال عليه الصلاة السلام: "الصيام جُنة, وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب (وفي رواية: ولا يجهل) فإن سابه أحد أو قاتله, فليقل: إني امرؤ صائم" (متفق عليه, اللؤلؤ والمرجان (706-707) وفي رواية: مرتين . 4 - قيام ليالي رمضان وصلاة التراويح فرض الله تعالى صيام أيام رمضان، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام لياليه. عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، ثم يقول: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه" (متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان -435). ومعنى (إيمانًا): أي تصديقًا بوعد الله تعالى، ومعنى (احتسابًا): أي طلبًا لوجه الله تعالى وثوابه. ومن صلى التراويح كما ينبغي فقد قام رمضان. والتراويح: هي تلك الصلاة المأثورة التي يؤديها المسلمون جماعة في المسجد، بعد صلاة العشاء. 5 - اغتنام أيام رمضان في الذكر والطاعة والجود رمضان موسم من مواسم الخير، تضاعف فيه الحسنات، وترجى فيه المغفرة، وتزداد فيه الرغبة في الخير، والمحروم حقًا من حرم في هذا الشهر رحمة الله عز وجل. وإنما تُنال رحمة الله تعالى بالإقبال عليه، والإجتهاد في ذكره وشكره، وحسن عبادته. 6 - الدعاء طوال النهار وخصوصًا عند الإفطار: يستحب للصائم أن يرطب لسانه بذكر الله ودعائه طوال يوم صومه، فإن الصوم يجعله في حالة روحية تقربه من الله تعالى، وتجعله في مظنة الإستجابة لدعائه. والذكر والدعاء مطلوب من الصائم طوال نهاره، ولكنه مطلوب بصورة خاصة عند الإفطار. وأولى ما يقوله الصائم عند فطره ما رواه ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا أفطر: "ذهب الظمأ وابتلّت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى" (رواه أبو داود (2357)، والدارقطني (185/2) وحسن إسناده، والحاكم (422/1) وقال: صحيح على شرط البخاري. 7 - الإجتهاد في العشر الأواخر: صحت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها. (رواه أحمد ومسلم والترمذي عن عائشة: كما في صحيح الجامع الصغير -4910). وقالت عائشة: كان إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله. (رواه الستة إلا الترمذي عن عائشة، المصدر السابق -4713 وانظر: اللؤلؤ والمرجان -730). وشد المئزر كناية عن الإجتهاد في العبادة . والمراد بقولها: (أحيا ليله) (عبرت عائشة عن القيام بالإحياء، دلالة على أن الأوقات التي لا تغتنم في طاعة الله تعالى أوقات ميتة)، أي أحياه كله بالقيام والتعبد والطاعة وقد كان قبل ذلك يقوم بعضه، وينام بعضه، كما أمره الله في سورة (المزمل). ومعنى (أيقظ أهله): أي زوجاته أمهات المؤمنين، ليشاركنه في اغتنام الخير والذكر والعبادة في هذه الأوقات المباركة. ******************** س / ما الأشياء المكروهه للصائم أن يفعلها ؟ ج / 1- ذوق شيء لم يتحلل منه ما يصل الي جوفه . 2- مضغ شيء بلا عذر. 3- تقبيل الزوجة ودواعي الوطء من معانقة ولمس وتكرار النظر إذا كان ذلك مما يحرك شهوته . 4- فعل ما يظن أنه يضعفه عن الصوم كالفصد والحجامة فإن ظن أنه لن يضعفه فلا كراهة . 5- ذوق الطعام لغير حاجة ويبطل الصوم بما يصل منه إلي الحلق فإن كان لحاجة لم يكره . 6- الجماع في الشك في طلوع الفجر الثاني . وإلى لقاء أخر لنجيب فيه على أسئلتكم واستفساراتكم حول هذا الشهر الفضيل ... سائلين الله التوفيق والسداد والرشاد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته .
إضافة تعليق جديد