اعداد حمدى احمد
أعزائى ... كل عام وأنتم بخير ... أهلاً بكم فى برنامجكم الأسبوعى " اسأل تُجَبْ " والبرنامج من اعداد الأستاذ حمدى أحمد ويجيب على أسئلتكم واستفساراتكم فيه فضيلة الشيخ محمد شرف الكراديسي ... الداعية الاسلامى والباحث فى السيرة النبوية العطرة ..................
ونبدأ سوياً فى الإجابة على أسئلة السادة المتابعين عن شهر رمضان الكريم .
والآن تعالوا معى أحبابى لأجيب عن أسئلتكم واستفساراتكم والله سبحانه ولى التوفيق ......
س / ماهو افضل الدعاء قبل الافطار ، وما هو أصح وقت للفطار هل بعد الاذان أم بعد أول تكبيرة أم بعد التشهد فى الأذان ؟
ج / يسنّ للصائم وغيره عند تناوله للطعام أن يسمّي الله تعالى، فإذا أفطر قال عقب فطره:" ذهب الظمأُ، وابتلَّت العروقُ، وثبت الأجرُ إن شاء اللهُ "، وهذا ورد في حديث صحيح رواه أبو داود. وكان يقول أيضا:" اللهم إنّي أسألُكَ برحمتِكَ التي وسِعَتْ كلَّ شيءٍ أن تغفِرَ لي "، رواه ابن ماجه من دعاء عبد الله بن عمرو بن العاص، وحسّنه ابن حجر في تخريج الأذكار. ويمكن للصائم أيضاً أن يقول:" اللهمَّ لكَ صمتُ، وعلى رِزْقِكَ أفطرتُ "، رواه أبو داود مرسلاً.
والدّعاء مشروع في كلّ وقت، وهو مؤكّد في حال الصّوم وعند الإفطار، وجاء في الموسوعة الفقهيّة:" ضمن المواطن التي يستحبّ فيها الدّعاء، حال الصّوم وحال الإفطار من الصّوم، أمر الله بصوم رمضان وذكر إكمال العدّة، ثمّ قال:" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ "، البقرة/186، وفي ذلك إشارة إلى المعنى المذكور ". وقال ابن كثير:" في ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدّعاء متخللةً بين أحكام الصّيام إرشاد إلى الاجتهاد في الدّعاء عند إكمال العدّة، بل وعند كلّ فطر، لما روى عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول:" للصَّائمِ عِندَ إفطارِهِ دَعوةٌ مُستجابةٌ "، فَكانَ عبدُ اللَّهِ بنُ عَمرٍو إذا أفطرَ دعا أَهْلَهُ وولدَهُ ودعا، ولما روي أيضاً:" إنَّ للصائمِ عند فِطْرِهِ دَعْوَةً ما تُرَدُّ "، رواه الألباني ". وقال النّووي في شرح المهذّب:" يستحبّ للصائم أن يدعو في حَالِ صَوْمِهِ بِمُهِمَّاتِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا لَهُ وَلِمَنْ يُحِبُّ وَلِلْمُسْلِمِينَ، لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:" ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالْمَظْلُومُ "، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ ـ وَهَكَذَا الرِّوَايَةُ حَتَّى بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ فَوْقُ فَيَقْتَضِي اسْتِحْبَابُ دُعَاءِ الصَّائِمِ مِنْ أَوَّلِ الْيَوْمِ إلَى آخِرِهِ، لِأَنَّهُ يُسَمَّى صَائِمًا فِي كُلِّ ذَلِكَ ". أخطاء في الإفطار .
هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها النّاس عند الإفطار، حيث أنّ وقت الإفطار في رمضان هو الوقت الذي يكون فيه الصائم قد استنفد الكثير من طاقته الجسميّة، والفكريّة، والعاطفيّة، ومن هذه الأخطاء:
• تأخير الإفطار بعد دخول وقته، وهذا مخالف للسّنة النبويّة، والدّاعية إلى تعجيل الإفطار في حال دخول وقته، كما ثبت عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه قال:" لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر "، متّفق عليه.
• عدم الإفطار حتى انتهاء المؤذّن من الأذان احتياطاً، وهو من التنطّع والتكلّف، ومن الأمور التي لم يُطَالَب بها العبد .
• انشغال بعض الصّائمين بالإفطار عن إجابة المؤذن، والسّنة للصائم وغيره أن يتابع المؤذّن في حال سماعه، وأن يقول مثل قوله، لما ثبت عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه قال:" إذا سمعتُمُ النداءَ، فقولوا مثلَ ما يقولُ المؤذنُ "، متّفق عليه .
• نسيان الصّائمين للدعاء عند الإفطار، مع أنّه موطن من مواطن إجابة الدّعاء، ومن الحرمان أن يضيّع الصّائم على نفسه هذه الفرصة العظيمة، حيث يقول صلّى الله عليه وسلّم:" ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصّائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ "، رواه أحمد وصحّحه الألباني، وكان - صلّى الله عليه وسلّم - إذا أفطر قال:" ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله "، رواه أبو داود.
• الإكثار والتّوسع في أنواع الطعام والشراب في وقت الإفطار، وذلك دون حاجة، ممّا قد يؤدّي إلى الإسراف الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه، كما أنّ الإكثار من الأكل والشّرب قد يثقل الإنسان عن العبادة وأداء الصلاة، وهو خلاف ما شرع من أجله الصّيام.
• الإفطار على ما حرّم الله مثل السّجائر وغيرها من الخبائث. ****************************
س / هل يجب أن تكون نية الصوم لفظا أم يكفي بالقلب ؟
ج / النية محلها القلب والله أعلم بها ، لهذا ليس من السنة التلفظ بها عند بداية العمل ، ولا يشرع التلفظ بالنية قبل الشروع في أي عمل صالح وذهب إلى هذا جماعة من أصحاب مالك وأحمد وهذا هو الراجح من أقوال الفقهاء ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهذا القول أصح، بل التلفظ بالنية نقص في العقل والدين: أما في الدين، فلأنه بدعة.
وأما في العقل: فلأن هذا بمنزلة من يريد أكل الطعام، فقال: أنوي بوضع يدي في هذا الإناء أنَّي آخذ منه لقمة فأضعها في فمي فأمضغها، ثم أبلعها لأشبع، فهذا حمق وجهل. وذلك أن النية تتبع العلم، فمتى علم العبد ما يفعل كان قد نواه ضرورة، فلا يتصور مع وجود العلم به أن لا تحصل نية).
وذهب بعض أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد إلى استحباب التلفظ بالنية ليجتمع عمل اللسان مع عمل القلب ، وذهب جماعة من المالكية إلى أنه خلاف الأولى إلا الموسوس فيُندب له اللفظ لإذهاب اللبس عن نفسه .
قال ابن عمر رضي الله عنهما لما سَمع رجلا عند إحرامه يقول : اللهم إني أريد الحج والعمرة . فقال له : أتُعلّم الناس ؟ أو ليس الله يعلم ما في نفسك ؟
فإذا أردت صيام رمضان فتكفي نية القلب ، والله تعالى يعلم السر وأخفى ولا يحتاج إلى أن يعرفه العبد بقصده وإرادته ، فمن خطر بباله أنه صائم غداً فقد نوى .
عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له " . رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم وهو حديث صحيح .
ومعنى (من لم يجمع) أي: من لم يعزم ولم ينوي.
والحديث دليل على أن الصيام لابد له من نية. كسائر العبادات. وهذا أمر مجمع عليه . لأن الصيام ترك مخصوص بزمن معلوم . ولأن الإمساك قد يكون لمنفعة بدنية فاحتاج الصيام إلى نية. قال تعالى: " وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ " [سورة البينة : 5 ].
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" رواه البخاري عن عمر رضي الله عنه .
ولا يتلفّظ بالنية حتى عند إرادة الحج والعمرة ، فلا يقول عند إرادة عقد الإحرام : اللهم إني أريد الحج والعمرة . وإنما يُلبّي بالحج والعمرة معاً أو بأحدهما فيقول كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لبيك عمرة وحجة أو : لبيك عمرة ، وهذا ليس من التلفظ بالنية ، إنما هو بمنزلة التكبير عند دخول الصلاة .
******************
س / هل يجوز لى بعد يوم طويل من الصيام أن أخرج ليلاً وأرفه وأروح عن نفسى قليلاً ؟
ج / يعتبر الترويح عن النفس من الأمور المهمة التي يحتاجها المرء في حياته، ولكن كثيراً من الناس يقع في هذا الموضوع إما في إفراط بحيث يغلو فيه ويجعل همه هو الترويح عن نفسه والترفيه عنها، ومن الناس من يفرط فيه ويرى أنه لا فائدة منه ولا داعي له، بل هو مضيعة للوقت مفسدة للعمر..
ولكنه ضرورة ملحة لما روي في صحيح مسلم من حديث حنظلة- رضي الله عنه- وفيه قلت: نافق حنظلة يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « وما ذالك؟ » قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي العين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا- (اشتغلنا بها، عالجنا معايشنا وحظوظنا)- الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « والذي نفسي بيده إنْ لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة » ، ثلاث مرات
وما جاء أيضاً عند مسلم عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: "والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، سترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن حريصة على اللهو".
والترويح وسيلة وليس غاية فهو وسيلة لتحقيق التوازن بين جوانب الإنسان المختلفة، في حالة وجود اختلاف بالإفراط في جانب على حساب الجوانب الأخرى، وإذا تجاوز النشاط الترويحي هذا الحد وأصبح هدفاً في ذاته، فإنه يخرج من المستحب أو المباح إلى الكراهية أو الحرمة .
فطالما ستلتزم بالشرع فى وسائل ترفيهك فلا ضرر فى ذلك لتجدد إقبالك على المطلوب منك على أكمل وجه . والله أعلم .
وإلى لقاء أخر يجمعنى بكم على خير لأجيب فيه على استفساراتكم وأسئلتكم وأسأل الله العلى القدير التوفيق والسداد والرشاد إنه ولى ذلك والقادر عليه ... وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته .
إضافة تعليق جديد