متابعة د شاهي علي....
أصبحت التغيرات المناخية وآثارها المحتملة هي الشغل الشاغل لدى دول العالم خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بعد أن غدت واقعا ملموسا يعاني منه كل إنسان فى هذا العالم، فلا تعوقها حدود جغرافية أو سياسية، ولا تقل خطرا عن الحروب والنزاعات المسلحة.وانطلاقا من أهمية تلك القضية ، نظم مركز اعلام الفيوم التابع للهيئة العامة للاستعلامات لقاء تثقيفيا بالتعاون مع جامعة الفيوم وكلية الآداب بعنوان التغير المناخي و اثره على الحياة في مصر، حاضر فبه د. هاني ابو العلا وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، د. داليا مصطفى استاذ مساعد بقسم جغرافيا المناخ ، د.عبير مرسي المدرس بقسم جغرافيا المناخ ومدير مركز الخدمة العامة بالكلية ، وشارك فيه عدد من طلاب وطالبات الكلية والعاملين بها.
بدأ اللقاء بكلمة سهام مصطفى مدير مركز اعلام الفيوم بالاشارة الى دور الهيئة العامة للاستعلامات في رفع الوعي المجتمعي نحو ضرورة تحقيق التوازن البيئي حيث تُعد التغيرات المناخية واحدة من أهم القضايا المُلحة في وقتنا الحالي لما لها من تأثير على أهداف التنمية المستدامة في مجالات الحياة المختلفة.
ومن جانبه أوضح د.هاني ابو العلا مفهوم التغير المناخي وأسباب هذه الظاهرة التي ترجع إلى زيادة معدلات النشاط البشرى الصناعي، الذى أدى إلى زيادة تركيز غازات معينة فى الغلاف الجوي، وحدوث ما يسمى بـ"الاحتباس الحراري"، وتلوث فى الهواء والماء والتربة،
كما استعرض المخاطر الأساسية الراهنة والمحتملة للتغيرات المناخية على مصر من خلال الدراسات التي قامت بها الجامعات الأكاديمية، والمراكز البحثية، والهيئات الوطنية وتتمثل في ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، ارتفاع منسوب مستوى البحر وتأثيراته على المناطق الساحلية، والذي سيؤدى إلى دخول المياه المالحة على الجوفية وتلوثها، وتملح التربة وتدهور جودة المحاصيل وفقدان الإنتاجية، زيادة معدلات الأحداث المناخية المتطرفة، مثل "العواصف الترابية، موجات الحرارة والسيول، وتناقص هطول الأمطار ،زيادة معدلات التصحر، كذلك تدهور الإنتاج الزراعى وتأثر الأمن الغذائى ، زيادة معدلات شح المياه، حيث تم رصد حساسية منابع النيل لتأثيرات التغيرات المناخية على نمط الأمطار فى حوض النيل، ومعدلات البخر بالمجارى المائية، وخاصة بالأراضى الرطبة ، مضيفا أيضًا تدهور الصحة العامة بانتشار أمراض النواقل الحشرية مثل: الملاريا، الغدد الليمفاوية، وحمى الضنك، حمى الوادى المتصدع ، بالاضافة الى تدهور السياحة البيئية، حيث من المتوقع أن يؤدى ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تآكل السواحل المصرية، و الإضرار بالكائنات البحرية والثروة السمكية ، كما تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على ألوان وعمر الآثار والمنشآت التاريخية .
وفي سياق متصل تحدثت د. عبير مرسي عن جهود الدولة في مواجهة التغيرات المناخية، والتي اشتملت على العديد من مشروعات الطاقة الكهربائية النظيفة ومنها محطة الطاقة الشمسيةوأشارت إلى أنه في المجال الزراعي، عملت مصر على استخدام الروث الحيواني ومخلفات الماشية في إنشاء مخمرات إنتاج البايوجاز في القرى المصرية واستخدامه للطهي وتسخين المياه في المنازل عوضًا عن استخدام الغاز الطبيعي أو اسطوانات البوتاجاز، ما أسهم في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وخاصة غاز الميثان الناتج عن روث الماشية ومخلفاتها وثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الحفري.وفي مجال الصناعة، عملت مصر على تحويل الصناعات كثيفة استهلاك الطاقة إلى استخدام الغاز الطبيعي الأقل كثافة في الانبعاثات الكربونية عن أنواع الوقود الحفري الأخرى، بل ودعم التحول للطاقة الخضراء النظيفة.
وفي ذات السياق لفتت د. داليا مصطفى الانتباه إلى دور أفراد المجتمع في اعادة التوازن البيئي من خلال بعض الممارسات البسيطة مثل فصل المخلفات وترشيد استهلاك المياه والكهرباء وتقليل الأفراد للمساهمة الكربونية في البيئة والحد منها و زراعة الأشجار و النباتات المنقية للهواء .
وقد أكد اللقاء الذي اتسم بالتفاعل والاهتمام من جانب الحاضرين على أهمية تنظيم عدد من الندوات العلمية والتوعوية، لمناقشة الموضوعات المتعلقة بالتغيرات المناخية وأسبابها، وأضرارها، والتأثيرات السلبية لذلك على كافة قطاعات المجتمع؛ من أفراد ومؤسسات، مما يستلزم اتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة هذه التداعيات ، والعمل على وضع الاستراتيجيات والخطط اللازمة لمواجهتها وتكاتف وتعاون الجميع للتغلب على آثارها وتجنب مخاطرها، والتأكيد على دور الاعلام في التوعية بالمشاكل البيئية ودور الفرد في حمايتها والحفاظ عليها.
أدار اللقاء نادية أبو طالب المسئول الإعلامي بالمركز
إضافة تعليق جديد