رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 10 يناير 2025 4:10 م توقيت القاهرة

الأخوة والصداقة عزيزة

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 21 أكتوبر 2024
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد فإن خير الكلام كلام الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد كان سفيان الثوري يقول " وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم غرباء أصحاب بتوت وعناء أي عليهم أكسية غليظة غرباء لا يعرفونني فأعيش في وسطهم لا أُعرف كأنني رجل من فقراء المسلمين وعامتهم " وكان الإمام أحمد يقول " أحب أن أكون بشعب في مكة حتى لا أُعرف، قد بليت بالشهرة، إنني أتمنى الموت صباحا ومساء " 

ويقول أيوب السخيتاني لأبي مسعود الجريري " إني أخاف ألا تكون الشهرة قد أبقت لي عند الله حسنة إني لأمر بالمجلس فأسلم عليهم وما أرى أن فيهم أحدا يعرفني فيردون علي السلام بقوة ويسألونني مسألة كأن كلهم قد عرفني، فأي خير مع هذا " ويقول حماد بن زيد " كنا إذا ممرنا بالمجلس ومعنا أيوب فسلم ردّوا ردا شديدا، فكان يرى ذلك نقمة ويكتئب لذلك " وقال الإمام ابن قتيبة رحمه الله كان يقال أعجز الناس من فرط في طلب الإخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم، وكان يقال الرجل بلا إخوان كاليمين بلا شمال، ومما يوصى به أن يحذر المسلم من آفات الإجتماع بالإخوان، قال العلامة ابن القيم رحمه الله الإجتماع بالإخوان قسمان، أحدهما إجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت. 

فهذا مضرّته أرجح من منفعته، وأقلّ ما فيه أنه يفسد القلب ويضيّع الوقت، والثاني وهو الإجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر، فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها ولكن فيه ثلاث آفات إحداها تزيّن بعضهم لبعض، والثانية وهو الكلام والخلطة أكثر من الحاجة، الثالثة وهو أن يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود، فمن وجد الأخ في الله فلا يفرّط فيه، ولا يضيّعه، ولا يقطعه، فالصداقة والإخوة عزيزة، وقال الإمام السلمي رحمه الله المؤمن إذا ظفر بأخ، أو صديق فلا يضيعه، فالأخوة والصداقة عزيزة، فلا تقطع صديقا بعد أن صادقته، ولا ترده بعد أن قبلته، وقال القاسم بن محمد قد جعل الله في الصديق البار عوضا من الرحم المدبرة، وقال الشافعي ليونس بن عبدالأعلى يا يونس. 

إذا كان لك صديق فشد يديك به، فإن إتخاذ الصديق صعب، ومفارقته سهل، وقد كان الرجل الصالح يشبه سهولة مفارقة الصديق بصبي يطرح في البئر حجرا عظيما، فيسهل طرحه عليه، ويصعب إخراجه، وقال الإمام الغزالي رحمه الله من آثار الصدق والإخلاص وتمام الوفاء أن تكون شديد الجزع من المفارقة، نفور الطبع عن أسبابها، وقال أيوب السختياني إذا بلغني موت أخ لي فكأنما سقط عضو مني، وقيل أنه لما قدم عبد الله بن المبارك المصيصة سأل عن محمد بن يوسف الأصبهاني، فلم يعرفه أحد، فلما لقيه قال " من فضلك يا محمد لا تعرف؟ " رأى أن ذلك منقبة وأنه مغمور لا يعرفه أهل البلد،

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.