رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 10 يناير 2025 3:06 م توقيت القاهرة

هذه هى التوبة

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 10 يناير 2025
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى صحابته الغر الميامين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، ثم أما بعد روي عن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبى صلي الله عليه وسلم قال "كان فيمن كان من قبلكم رجل أسرف على نفسه، أى أثقل على نفسه من المعاصى والذنوب فلما حضرته الوفاة، وأود أن أنبه هنا إلى أن الرجل قد تاب إلى الله عز وجل توبه عجيبة قبل الموت، فلما حضرته الوفاة قال لبنيه يا أولادى إذا أنا مت فحرقونى، حتى إذا صرت فحما فإسحقونى، ثم اذروا نصفى فى البر ونصفى فى البحر فلئن قدر على ربى ليعذبنى عذابا ما عذبه لأحد من العالمين فلما مات فعلوا به ذلك، وفى لفظ " فإذا كان يوم ريح عاصف فاذروا نصفى فى البر ونصفى فى البحر فلما مات فعلوا به ذلك فقال الله عز وجل أمر الله البحر فجمع ما فيه.

وأمر الله تعالي البر فجمع ما فيه، وقال الله للعبد هذا كن فإذا هو رجل قائم بين يديه جل جلاله ثم قال الملك اسمع وهذه هى التوبة، هذه هى التوبة، لم يقتل نفسه قنوطا ولا يأسا من الحياة بل قتل نفسه أو أمر بذلك خوفا من لقاء الله تعالي وهو يظن أنه بذلك لن يقف بين يديه فقال الله له عبدى ما حملك على أن فعلت ما فعلت فقال العبد "خشيتك يا رب" وفى لفظ " مخافتك يا رب وأنت أعلم وأنت أعلم أننى أخافك وأننى أخشاك وأخافك فى ساعة سأقف فيها بين يديك فظننت أن ذلك لن يوقفنى بذنوبى بين يديك" فقال المصطفى صلي الله عليه وسلم "فغفر الله له بذلك" إنه هو الرحيم الكريم، وقيل أنه كان هناك شاب فى عصرنا هذا يخرج هو وشلته لإصطياد الفتيات ويخرج بهن إلى البر إلى الصحراء لإرتكاب الزنا بعد شرب الخمر، وفى ليلة من الليالى أنهوا هذه الكبيرة فى وقت مبكر من الليل. 

وعادوا إلى بيوتهم وعاد هذا الشاب ليقضى ليلته مع فيلم جنسى داعر، حاول أهل هذا الشاب وقد من الله عليهم بالسعة والثراء والجاه حاولوا معه بشتى الطرق فلم يفلحوا، إستضافوا أفضل أهل العلم لهدايته فلم يصلحه، فأصر أهله على الزواج فأبى أول الأمر ثم أذعن ليرضى والده فتزوج فرزقه الله تعالي بطفلة جميلة صغيرة فبلغت السادسة من عمرها، ومع ذلك فإنها لا ترى الوالد إلا قبل الفجر لا يدخل البيت إلا قبل الفجر تقريبا، وفى كل ليلة حياة عربدة وفسوق وعاد ليلة فوضع شريطا جنسيا داعرا وجلس بعدما اطمئن أن طفلته تغط فى نوم عميق فى أحضان أمها ويشاء الله تبارك وتعالى أن تستيقظ البنت وأبوها يشاهد هذا الفيلم الداعر فسمعت صوتا خافتا ورأت نورا فى غرفة مكتب أبيها فتسللت ودخلت على أبيها الذى اطمأن أن ابنته نامت مع أمها فدخلت البنت الصغيرة.

وهي بنت السادسة، فلما رأت هذه المشاهد التى تخلع القلوب الحية صرخت البنت وبكت ففزع فوقف مكانة لا يستطيع حركة وإذا بابنته تقول له كلاما غريبا تقول له "يا بابا إذا كنت عاوز تروح النار روح لوحدك بس مدخلناش النار معاك" فصرخ وصرخت البنت وضرب الجهاز والفيديو بقدمه وانطلق إلى ابنته وإحتضنها وظل يصرخ ويصرخ فقامت الأم وعرفت ما الخبر وهو فى هذا الوقت سمع آذان الفجر الله أكبر الله أكبر فدخل إلى الخلاء وإغتسل ليرفع جنابة الزنا، ولأول مرة يدخل بيت الله جل وعلا ويقدر الله سبحانه أن يقرأ الإمام فى صلاة الفجرة قول الله عز وجل " قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " فبكى الشاب وعلا صوته بالبكاء وبعد الصلاة التفت المصلون من؟ فلان. 

فلان يصلى معنا ويبكى لم يقدر الله تعالي له الهداية إلا على يد إبنته الطاهرة الطيبة، فلان ما الذى جرى فقص عليهم ما الذى كان وظل جالسا فى المسجد يبكى حتى أشرقت الشمس فصلى الضحى، فلما انطلق إلى عمله مبكرا تعجب زملاءه ما شاء الله أتيت اليوم مبكرا وهم يعلمون أنه لا يأتى فى هذا الوقت أبدا، فهم يعلمون سلوكه وسيرته السيئة وقص عليهم ما كان ورأوا على وجهه انكسار التوبة، بل قل إن شئت جلال وأنوار وهيبة التوبة فقالوا ما الخبر فقص عليهم ما حدث فقال له مديره عد إلى بيتك فإسترح فسنأتيك الليلة لنتناول معك العشاء، لتقص علينا خبر توبتك، فعاد إلى بيته قبل الظهر فوجد صراخا وبكاء ورأى زحاما فدخل مسرعا ما الخبر؟ ما الذى جرى؟ فقالوا ماتت ابنتك، فقال ماتت أبنتى ذهب النور الذى أخرجنى من الظلمات إلى النور. 

ذهبت هذه الطيبة الطاهرة التى جعل الله تعالي توبتى على يدها، ماتت فى اليوم التى أحتاج إليها فيه، ماتت قبل أن أبرهن لها عمليا أنى تبت إلى الله على يديها، وصمم هذا الشاب أن يغسلها بيده وأن يكفنها بيده وأن ينزل القبر بنفسه فأبوا عليه فقال لا، دعونى أودع النور الذى أخرجنى من الظلمات إلى النور، وعاد فتاب إلى العزيز الغفور وصحت توبته ولم يرجع إلى الزنا ولم يرجع إلى الخمر نسأل الله لنا وله الثبات، فيا أيها الشاب، لا تقنط ولا تيأس مهما بلغت ذنوبك.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.